منتديات ArabiaWeather.Com - عرض مشاركة واحدة - اللغة العربية عظمة وثراء وخلود 1
عرض مشاركة واحدة
[ 11-15-2014 ]   رقم المشاركة 7

 

 

الصورة الرمزية mohamadamin

تاريخ التسجيل: Feb 2009

رقم العضوية: 2643

المشاركات: 513

الدولة/المدينة: عمان- مرج الحمام

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 95
تم شكره 194 مرة في 113 مشاركة

افتراضي { اللغة العربية عظمة وثراء وخلود 7 }


النحو أحد علوم اللغة العربية
اللحن هو مخالفة قواعد النحو ، وهو داء يستشري في جسد أبناء العربية ، لجهلهم قواعد النحو ، الذي يمثل أحد علوم اللغة العربية الإثني عشر ،
وإذن فاللحن داء دواؤه النحو ،
ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض العضال ابتدأ منذ زمن بعيد ، وبالأحري في عهد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، وذلك من بعد أن فتحت الروم وفارس ، إذ دخل هؤلاء وأولئك في الإسلام ، والعربية جديدة علي ألسنتهم ، ولذلك كان يعسر عليهم تمييز حركات الإعراب المتغيرة من الرفع إلي النصب إلي الجر في الأسماء والأفعال ،
بل إن الأمر تعدي ذلك ، فأصيب أبناء العرب الخلص بهذا المرض ،
كيف ذلك ؟
كانت اللغة العربية عند العرب ملكة في ألسنتهم ، يأخذها الآخر عن الأول ،
فلما فتحوا الممالك والأمصار غير العربية ، فارقوا بلادهم ، وهناك خالطوا أبناء العجم ، فتغيرت تلك الملكة بما ألقي إليها السمع من المخالفات التي يسمعونها من العجم ،
وعليه فقد فسدت هذه الملكة اللسانية العربية شيئا فشيئا ، حتي فشا اللحن بصورة تكاد تكون واضحة ،
وقد كان العرب يستسمجونه ، ويستقبحونه ،
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مر بقوم يرمون فاستقبح رميهم ، ،
فقال : ما أسوأ رميكم ،
فقالوا : نحن قوم ( متعلمين ) ،
فقال : لحنكم عليّ أشد من فساد رميكم .
وهكذا كان اللحن قولا ،
أما اللحن كتابة ،،،،
فقد بدأ ، كما تذكره الروايات وتتفق عليه من أن كاتبا لأبي موسي الأشعري كتب إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من أبو موسي ) ،،
فكتب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلي أبي موسي رضي الله عنه :
عزمت عليك لما ضربت كاتبك سوطا ،،
وفي رواية أخري :
أن قنع كاتبك سوطا ،،
ثم فشا اللحن في الكتابة بعد ذلك بزمن ، حين نقلت الدواوين من الرومية والفارسية والقبطية ( أي المصرية ) إلي اللغة العربية ، في عهد عبد الملك بن مروان رحمة الله عليه .
وقد خشي أهل العلم أن تفسد الملكة والسليقة العربية ، فينغلق القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف علي تلك الفهوم المريضة بداء اللحن ،
ماذا صنعوا رضي الله عنهم ؟
استنبطوا من مجاري كلامهم العربي الرصين المحكم قوانين هذه الملكة السليمة ، وجعلوها قواعد يقيسون عليها سائر أنواع الكلام ، ويلحقون الأشباه بالأشباه ،،،
فالفاعل مرفوع والمبتدأ مرفوع ، والمفعول منصوب ، و،،، و،،، وهكذا ،
ثم رأوا تغير الدلالة بتغير حركات هذه الكلمات ،،
فاصطلحوا علي تسميته إعرابا ،،
وسموا الموجب لذلك عاملا ،،
فصارت اصطلاحات خاصة بهم سموها ( علم النحو ) ،
وقد كان الإمام علي كرم الله وجهه هو أول من تصدي لذلك ، إذ أشار علي أبي الأسود الدؤلي الكناني رضي الله عنه ( واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان ) بذلك ،
قائلا له : " انح للناس كتابا ،،،،،، " .
فقام أبو الأسود في ذلك خير قيام ، فكان أول من كتب في علم النحو .
وابتكر الضبط بالنقط ، في القرآن الكريم ،،
( وضع النقط بين يدي الحرف أو فوقه أو تحته إذا كان متحركا ، أما الحرف الساكن فلم يضع عليه شيئا من النقط ) ،
وسموا هذا النقط شكلا ، باعتبارها تدل علي شكل الحرف وصورته ،
[ قيل فى بعض الروايات : إن الذي طلب إلي أبي الأسود أن يضع طريقة لإصلاح الألسنة هو زياد بن أبيه والي البصرة آنذاك ، حين رأي ظهور الخطأ واللحن عند بعض الناس في قراءة القرآن الكريم ]
ولم تشتهر طريقة أبي الأسود إلا في المصاحف ،
ثم جاءت مرحلة إعجام الحروف ، لاسيما المتشابهة منها ، وفزع إلي ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي في زمن عبد الملك بن مروان ، ودعا لهذا الأمر رجلين من تلاميذ أبي الأسود هما : نصر بن عاصم الليثي ، ويحيي بن عامر العدواني ، فرتبا حروف المعجم ترتيبا جديدا ، غير الترتيب القديم ، وجمعا الحروف المتشابهة بعضها بجانب بعض ، وميزوها بالنقط أفرادا وأزواجا ،
فلما كان هذا العمل يستدعي اشتباه نقط الشكل ( التي وضعها أبو الأسود ) بنقط الإعجام الذي قرراه ، اتفقا علي أن تكون نقط الشكل بالمداد الأحمر ، وتكون نقط الإعجام بنفس مداد الحروف ،
ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي من بعد ذلك ، فهذب هذه الصناعة ، وكمل أبوابها ، فوضع طريقة جديدة للشكل ، مبتكرة من عند نفسه ، وهي العلامات الثمانية :
( الضمة والفتحة والكسرة والسكون والشدة والمدة والصلة والهمزة ) .
فأمكن أن يجمع الكتاب بين الكتابة والشكل والإعجام بمداد ذي لون واحد .
وقد صار الخليل إمام البصريين في النحو ، فتتلمذ علي يديه سيبويه ( أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء ) فكمل تفاريع صناعة النحو ، واستكثر من أدلتها ، وشواهدها ووضع فيها كتابه ( كتاب سيبويه ) ، فصار إماما لكل من كتب في النحو من بعده ،
ثم جاء أبو علي الفارسي ( الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ) فاشتهر بآرائه في أصول النحو، وكذا أبو القاسم الزجاج ( أبو سهل ابراهيم بن السري بن سهل ) الذي كان من الأكابر في علم النحو ،،،
وقد وضعا كتبا مختصرة للمتعلمين ،
ثم جاءت مرحلة جديدة من مراحل صناعة النحو ، وبخاصة في البصرة والكوفة ،
إذ تباينت الطرق في التعليم ، وكثرت الأدلة ، وظهر الإختلاف بين أهل البصرة والكوفة في إعراب كثير من آي القرآن الكريم ، باختلاف القواعد عند كل منهما ،
إلي أن جاء دور بعض العلماء الذين عمدوا إلي الإختصار لما قد طال وتفرّع ،،
ومثال ذلك كتاب ( التسهيل ) لابن مالك ، أو الإقتصار علي المباديء للمتعلمين كما فعل الزمخشري في ( المفصل ) ،
بل وربما نظموا ذلك نظما ، كما فعل ابن مالك في ألفيته ، وابن معط في ألفيته ، وهكذا ،
والآن يعتمد النحاة علي ما وصلنا من هؤلاء العلماء ، فيدرسونه ويشرحونه ويعلمونه في المدارس والجامعات .




  رد مع اقتباس