منتديات ArabiaWeather.Com - عرض مشاركة واحدة - السنة القطبية العالمية
عرض مشاركة واحدة
[ 10-01-2008 ]   رقم المشاركة 1

 Banned

 

الصورة الرمزية hebron

تاريخ التسجيل: Jul 2008

رقم العضوية: 39

المشاركات: 646

الدولة/المدينة: ضاحية الياسمين

الارتفاع عن سطح البحر: 900 - 1000 متر

شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة

السنة القطبية العالمية

(International Polar Year)





الدكتورالمهندس موفق فريوان



الأرصاد الجوية القطبية (Polar Meteorology)
يمكن تعريف الأرصاد الجوية القطبية بأنها ذلك الفرع من فروع علم الأرصاد الجوية، الذي يبحث في العمليات الفيزيائية في الغلاف الجوي القطبي، ويركز على التداخل بين الغلاف الجوي القطبي والمحيط الجليدي المتجمد. يتم ذلك باستخدام أنظمة المحاكاة الحديثة، نماذج التنبؤ العددي الرياضة، وكذلك من خلال دراسة المفاهيم النظرية والقياسات التي تجريها البعثات العلمية في المناطق القطبية. لذا يسعى علماء الأرصاد الجوية لتوضيح العمليات الفيزيائية المعقدة في نظامٍ يشمل كلٍ من الغلاف الجوي – المحيط – الجليد، وبالتالي تطوير النماذج الرياضية لهذا النظام.

وتتمحور الدراسات حول كيفية الإنتقال خلال الطبقة السفلى من الغلاف الجوي وخاصة القريبة من سطح الأرض، تبادل الحرارة، الكتلة، الزخم وكافة أشكال الطاقة بين الغلاف الجوي والمحيط والجليد، وتوضيح العمليات الفيزيائية في الغيوم وانتقال الطاقة الإشعاعية.

بالإضافة إلى أبحاث المحاكاة والنماذج الرياضية (Models and Simulation Studies) يعكف العلماء على دراسة الديناميكا، والديناميكا الحرارية لهذا النظام متعدد العناصر والمكونات، وعديد الأوجه والأطوار وكذلك على دراسة ديناميكا الأنظمة غير خطية التغير.

ما هي السنة القطبية العالمية؟

إن المناطق القطبية الشمالية والجنوبية، هي مناطق نائية على الكرة الأرضة، ولكنها تحمل أهمية كبيرة في تشكيل مناخ الكرة الأرضية، وتلعب دوراً هاماً في تحديد البيئات الحيوية والأنظمة البيولوجية، وكذلك في الحياة الإجتماعية للإنسان. ومع ذلك لازلنا نجهل الكثير عن المناخ القطبي وعن تفاعله مع المجتمعات القطبية والبيئة القطبية بشكل عام. وحتى نتمكن من فهم الوضع الحالي لمناخ الكرة الأرضية وما سيؤول إليه في المستقبل، فلابد لنا كعلماء في الأرصاد الجوية والمناخ من ترسيخ مفهومين:

أولهما: الفهم الدقيق والوقوف على صورةٍ واضحةٍ لمناخ المناطق القطبية.

ثأنيهما: فهم العمليات التداخلية والتفاعلية للقطب مع كل من المحيطات، الغلاف الجوي، ومع المساحات القارية، وتوضيح أثر المناطق القطبية على كل منها.

إن النماذج الرياضية المناخية الحالية (Current Climate models)، والتي تعتبر على قدرٍ عالٍ من التطور، لازالت غير قادرةٍ على التعامل مع المناطق القطبية بفاعلية، وقد فشلت على سبيل المثال، بالتنبؤ بالتحطم والتلاشي المفاجئ للطبقات الجليدية في المنطقة القطبية الجنوبية.

لقد ثبت أن مناطق ألاسكا وسبيريا والمناطق القارية المتجمدة في القطب الجنوبي هي أكثر المناطق ارتفاعا في درجة الحرارة على وجه الكرة الأرضية خلال العقدين الماضيين، لذا تعتبر المناطق القطبية ذاتُ حساسيةٍ عاليةٍ نحو التغير المناخي، مما يستدعي زيادة الإهتمام بالبيئة القطبية وبالأنظمة الحيوية القطبية.

من هنا بدأت المبادرات العلمية تشق طريقها نحو اكتشاف المجهول في المناطق القطبية وبدأ العلماء بتوجيه الحملات العلمية نحو القطبين.

إذن يمكن تعريف السنة القطبية العالمية ( International Polar Year = IPY ) بأنها جهودٌ تعاونيةُ عالميةٌ، لدراسة المناطق القطبية، فكر بها وسعى لتحقيقيها ضابط البحرية المجري كارل ويبرخت ولكنه توفي قبل إعلانها للمرة الأولى عام 1882 – 1883.

وللاطلاع على تاريخ السنة القطبية العالمية لابد من ذكر أهم النقاط المضيئة في السنة القطبية الأولى، وما تعرضت له من معوقات ومآسي وصلت إلى حد الكارثة:

· فقد استغرق الإعداد للسنة القطبية 7 سنوات.

· تم القيام ب 12 حملة علمية إلى القطب الشمالي و3 حملات إلى القطب الجنوبي.

· شارك بالسنة القطبية الأولى 12 دولة هي: المجر، الدنمارك، فنلدا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، النرويج، روسيا، السويد، كندا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

· تمكنت الدول المشاركة من تركيب 14 محطة رصد جوي في منطقة القطب الشمالي لرصد الأحوال الجوية، مغناطيسة الأرض، ظاهرة الوهج القطبي (أورورا)، التيارات البحرية، المد والجزر، تركيبة وحركة الجليد، وكهربية الغلاف الجوي.

· وقدمت السنة القطبية العالمية الأولى لمحةً تاريخيةً نادرةً وقيمةً عن القطب الشمالي، حفزت علماء الأرصاد الجوية في أكثر من 40 مرصد جوي، إلى تمديد برامج الرصد الجوي إلى تلك الفترة، وساعدت على تطوير وتحسين فهم تاريخ التغيرات المناخية والبيئية في المناطق القطبية.

· ولكن في مثل هذه الحملات لابد من حدوث منغصات ومآسي، فقد مات جوعاً 17 من أصل 24 عالمٍ أمريكي في القطب الشمالي. وتسبب فقدان سفينة المؤن الغذائية بكارثةٍ مأساويةٍ بشعة، حيث اضطرالناجون إلى أكل لحوم زملائهم الميتين للبقاء على قيد الحياة.

وبعد خمسين عاماً، أي خلال العامين 1932 – 1933 جاءت السنة القطبية العالمية الثانية. حيث عملت على زيادة عدد المحطات القطبية وتحسين الرصد فيها، وجمعت كماً هائلاً من المعلومات أدى بالنهاية إلى إيجاد مركز معلوماتٍ عالمي، تحت مظلة منظمةٍ دوليةٍ سميت فيما بعد منظمة الأرصاد الجوية العالمية.

وبالرغم من كل ما تحقق من مكاسب وانتصارات علمية خلال هاتين الحملتين، إلا أن الخسارة كأنت فادحة. حيث أمضى العلماء 10% فقط من وقتهم في البحث العلمي، بينما صرفوا الـ 90% الباقية صراعاً مع الموت من أجل البقاء والعودة إلى الأوطان.

وفي عقد الخمسينيات من القرن الماضي قدم علماءٌ أمريكيون مقترحاً لسنةٍ قطبيةٍ عالميةٍ جديدةٍ، تبناها مجلس الإتحادات العلمية العالمي (International Council for Science Unions ICSU). ونتيجةً للتطور العلمي في أجهزة القياس، وتطور المركبات ووسائل النقل، وسبر طبقات الأرض، فقد حول المجلس الحملة إلى السنة الجيوفيزيائية العالمية. وقد أجريت بالفترة من تموز 1957 إلى كأنون أول 1958، وشارك بها أكثر من 67 دولة، قدمت أكثر من 80 ألف عالم من 70 منظمة علمية.

وفي هذا العام، 2007 وبالتزامن مع احتفالات منظمة الأرصاد العالمية بيوم الرصد العالمي، تم إطلاق السنة القطبية العالمية 2007 – 2008، في الأول من آذار عام 2007, وستستمر حتى شهر آذار عام 2009. وهي ممولة من قبل مجلس الإتحادات العلمية العالمي (International Council for Science Unions, ICSU) ومنظمة الأرصاد الجوية العالمية ( WMO).

ومن المتوقع أن تكون السنة القطبية العالمية 2007 – 2008 حملةً علميةً مكثفةً منسقةً عالمياً، تؤدي إلى ظهور عصرٍ جديدٍ في علوم المناطق القطبية. وستعمل الدراسات في كلا القطبين على التعرف عن كثب على الروابط القوية بين القطبين وباقي المناطق الكرة الأرضية.

من أهم اهداف السنة القطبية العالمية 2007 – 2008:

1- تقييم الوضع البيئي الحالي للمناطق القطبية وذلك عن طريق معرفة التغيرات المكانية والزمانية له.

2- الفهم الدقيق للتغيرات الحياتية والبيئية السابقة والحالية حتى يتم التنبؤ بها مستقبلاً.

3- معرفة تفاصيل التفاعل بين القطب والكرة الأرضية وذلك بدراسة سبل الإتصال والإنتقال بكافة مقاييسها.

4- التعمق في البحث للكشف عن حقائق علمية جديدة في المناطق القطبية.

5- استخدام المعلومات الفريدة والقيمة عن المناطق القطبية لدعم المراصد من أجل دراسة باطن الأرض، الحقول المغناطيسية للأرض، الشمس وما وراءها والفضاء الخارجي.

6- بحث جميع القضايا التاريخية والثقافية والإجتماعية والتي تشكل أساس المجتمعات البشرية واستدامتها, وتحديد المساهمات النوعية المتميزة لهذه المجتمعات في التنوع الثقافي العالمي.






  رد مع اقتباس