الحكومة تطالب «الجزيرة» بإثبات ادعاءاتها بالتشويش وتدعوها الى الاحتكام لمحايدين .. وتلويح بمقاضاة المسيئين لسمعة الاردن


سرايا - قال مصدر حكومي انه بالرغم من نفي الحكومة القاطع للادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن اسمها لصحيفة "الغارديان" البريطانية الاسبوع الماضي بان الاردن كان وراء التشويش الذي تعرض له بث قناة الجزيرة القطرية لمباريات كأس العالم 2010 ، وبالرغم من اعلان الحكومة استعدادها للتعاون مع اي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق ، قامت قناة الجزيرة وعبر برامجها ونشراتها الاخبارية بتكرار هذه الادعاءات واتهام الاردن بعملية التشويش.

وقال المصدر ان الحكومة تدعو "الجزيرة" لتقديم الدلائل التي تدعي امتلاكها لاثبات هذه الادعاءات. واضاف ان الحكومة تحتفظ بحقها في الملاحقة القضائية لجميع المؤسسات والاشخاص الذين يسيئون لسمعة الاردن ومكانته.في غضون ذلك ، اكد مختصون واكاديميون استحالة ان يكون التشويش على بث قناة الجزيرة الرياضية خلال نقل مباريات كاس العالم 2010 قد تم من الاراضي الاردنية وذلك لاسباب فنية وهندسية.وقالوا لـ"الدستور" ان ابرز هذه الاسباب هي ان عملية التشويش تتطلب محطة بث ارضية محمولة بمواصفات معينة لا يقل قطرها عن 4 امتار ، ومثل هذه المحطة غير موجودة في الاردن ، اضافة الى ان اكتشاف اسباب التشويش يتم تحديده اثناء البث وليس بعد انتهائه بثلاثة اشهر.

وقال مصدر حكومي إنه بالرغم من نفي الحكومة القاطع للادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن اسمها لصحيفة الغارديان البريطانية الأسبوع الماضي بأن الأردن كان وراء التشويش الذي تعرض له بث قناة الجزيرة القطرية لمباريات كأس العالم 2010 ، وبالرغم من إعلان الحكومة استعدادها للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق ، قامت قناة الجزيرة وعبر برامجها ونشراتها الإخبارية بتكرار هذه الادعاءات واتهام الأردن بعملية التشويش.

وقال المصدر إن الحكومة وإذ تؤكد نفيها القاطع لهذه الادعاءات الباطلة وغير المقبولة ، فإنها تدعو قناة الجزيرة لتقديم الدلائل التي تدعي امتلاكها لإثبات هذه الادعاءات وإرسال أي وفد تشاء من الخبراء المحايدين والمسؤولين في القناة لفحص الحقائق حيث ستتعاون الحكومة مع مثل هذا الوفد بشكل كامل. وأضاف المصدر أن الحكومة إذ تتخذ هذا الموقف من باب الشفافية الكاملة وانطلاقا من ثقتها ببطلان هذه الادعاءات ، فإنها لن تسمح لأي جهة كانت بالإساءة لسمعة الأردن وصورته وإنها تحتفظ بحقها بالملاحقة القضائية لجميع المؤسسات والأشخاص الذين يسيئون لسمعة الأردن ومكانته.

وفي السياق ، أكد خبراء ومختصون أن الادعاء بأن مصدر التشويش الذي تعرض له بث قناة الجزيرة الفضائية خلال مباريات كأس العالم 2010 كان من الاردن غير منطقي فنيا وهندسيا.

وأوضحوا أن ذلك يعود لعدة أسباب من أبرزها أن إمكانية التشويش تتطلب محطة بث أرضية محمولة بمواصفات معينة لا يقل قطرها عن (4) أمتار ، وهذه المحطة غير متوفرة في الاردن ، اضافة الى ان اكتشاف اسباب التشويش يجب ان يكون اثناء البث وليس بعد انتهائه بثلاثة اشهر ، كما انه يمكن التشويش على بث أي محطة من مسافة محددة تصل الى 100 كيلومتر ، وعليه لا بد من تحديد هذه المسألة بدقة للتأكد من أن البث كان من الاردن.

وطالب الخبراء في حديثهم لـ"الدستور" بأن يكون الحكم في هذه المسألة لـ"اتحاد الاتصالات العالمي" كونه جهة محايدة وتتبع للامم المتحدة ، مشيرين الى انه الجهة التي يمكن لمن يتعرض لقضية كهذه ان يلجأ لها ، لينال حقه بعدالة ومهنية ودراسة ، لكن هذا الامر بطبيعة الحال يتطلب وثائق حقيقية لا مجرد ادعاءات لا تلامس الحقيقة بشيء.

الى ذلك ، أكد مصدر حكومي مطلع ان كل ما ورد من ادعاءات حول هذه القضية عار عن الصحة ، مؤكدا انه لم يحدث بالمطلق اي تشويش من الاردن للمحطة. وقال مدير المدينة الاعلامية المهندس راضي الخص ان الجزيرة لو كانت تملك وثيقة واحدة تؤكد ما أثارته في هذا الموضوع لكانت لجأت الى "اتحاد الاتصالات العالمي" (صشة) التابع لهيئة الامم المتحدة والذي من صلاحياته البت في مثل هذه القضايا ، وكل اعضاء هيئة الامم المتحدة يخضعون لمساءلاته ، فهو الجهة التي تحدد ذبذبات كل دولة وكل ما له علاقة في موضوع الاتصالات ، وعليه فانه من السهل ان تحسم الجزيرة أمرها بهذا الشأن ، عند اللجوء للاتحاد. وقال "ما دمنا نتحدث عن دراسة ليست سرية ومعلنة ، وخروجا من الجدل الاعلامي ما بين القناة ، والغارديان ، كان على القناة اللجوء للاتحاد اثناء التشويش ، كونها تؤكد حقيقة ما تحدثت عنه ، ذلك ان المفاجئ بالامر ان تتحدث القناة بهذا الامر بعد مرور ثلاثة اشهر ، الامر الذي يثير تساؤلات واستغراب الفنيين والمختصين ، اذ يصعب متابعة الامر فنيا بعد مرور حالة التشويش".

واكد الخص ان المدينة الاعلامية هي الجهة الوحيدة في الاردن التي تملك المحطات المزودة فنيا بامكانية التشويش ، وهي الجهة التي تبث للجزيرة على القمر المصري ، وكانت تبث المباريات من خلالها ، مؤكدا ان المدينة الاعلامية تبث حتى اللحظة الجزيرة الاخبارية الرئيسية على القمر المصري.

وأكد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات السابق الدكتور احمد حياصات ان من مهام اتحاد الاتصالات الدولي تنظيم الامور المتعلقة بالطيف الترددي ، بمعنى انه يخصص لكل دولة الترددات التي يجب ان تستخدمها ، وبحكم المهام الموكلة لقطاع الاتصالات الراديوية يمكنه حل الخلافات والنزاعات التي تاتي في الاطار الذي تتحدث عنه الجزيرة ، ويعطي كل ذي حق حقه.

وبين حياصات ان الاتحاد يأخذ بطبيعته طابعا سياسيا كونه يتبع للامم المتحدة ، لكن بطبيعة الحال هو الذراع الفني للامم المتحدة لحل مثل هذه القضايا ، وحسمها باسلوب فني وعلمي ومحايد.

واكد حياصات انه لا توجد سابقة لدى الاتحاد باللجوء له في قضية كالتي تتحدث عنها الجزيرة ، لكن اللجوء له حتما سيحسم الامور للطرفين بشكل عملي.

من جانبه ، استبعد الدكتور عادل زيادات استاذ الاتصال الفضائي في جامعة اليرموك ان يكون قد حدث اي تشويش من الاردن على قناة الجزيرة الفضائية ، مشيرا الى ان هذه الامكانية الفنية متوفرة فقط لدى محطات كبرى ودول عرفت تاريخيا بهذه الاجراءات.

وقال زيادات "لا استطيع الجزم اذا كان هناك تشويش من الاردن ، كما اني لا اعتقد ان الاردن لديه القوة على هذه التقنيات والاجراءات" ، مشيرا الى ان مثل ذلك يحتاج الى اشخاص واجهزة اعتادت على ذلك ، وتتمتع بقدرات تخص هذا النوع من الاعمال.

ورأى زيادات انه ربما تكون هناك جهات اخرى قريبة من الاردن قامت بمثل هذه الاجراءات ، لكنها غير اردنية ، مشيرا الى ان اسرائيل عرفت تاريخيا بمثل هذه الاعمال.

وأضاف "كاعلامي أؤكد انه من الصعب ان تكون هذه الاجراءات خرجت من الاردن".