اود ان اضيف ان العامل التوپوغرافي والجغرافي يفسر تباين الهطول بين مدن تنتمي لنفس الولايه بينما بولايات اخرى كتونس والمنستير تفتقر لتميز جغرافي وتوپوغرافي فان الهطولات تكون متقاربه وسبب اتساع الفرق احيانا بين بعض المدن بتلك الولايات يعود خاصه للعواصف الرعديه المحليه بالخريف والربيع والتي يمكن خلالها ان تفرغ سحابه رعديه كامل حمولتها على مدينه ما ولا ينال المدينه المجاوره سوى النزر اليسير
اسفله خارطه توپوغرافيه لشمال غرب البلاد لتونس ضمنتها 14 مدينه (كل مدينه كتبتها بنفس لون خط النقطه التي تشير لموضعها) لشرح التباين بالمعدل الهطولي السنوي

معدل مدينه جندوبه السنوي 462 ملمتر والمدينه تقع بوادي محصور بين سلسلتين جبليتين وهذا يؤدي لنقص كميه الامطار وايضا لارتفاع عدد ايام الضباب;وهذه نفس وضعيه غار الدماء ومعدلها السنوي 448 ملمتر وكذلك مجاز الباب ومعدلها 412 ملمتر
ماطر لديها نفس الوضعيه ولكن لانها موجوده اكثر للشمال فان معدلها السنوي اعلى وهو بحدود 533 ملمتر

اما مدن عين دراهم ونفزه وسجنان فتقع على السفوح الاولى لاول التلال جنوب البحر ومعدلها ,1678 ملمتر و940 ملمتر و824 ملمتر على التوالي (والملاحظ تناقص التساقطات كلما اتجهنا شرقا) مقابل الارتفاع الكبير لكميه الهطول السنوي بعين دراهم وهذا راجع لان المدينه تقع على السفح الشرقي للجبل مما يؤدي الى تمتعها بعامل اوروغرافي بفضل الرياح الغربيه السائدة بالمنطقه بينما مدينتي نفزة وسجنان فانها تقع بالسفح الشمالي لتلال اقل ارتفاع وبالتالي تكون الرياح الغربيه موازيه للتلال وليست متعامدة فلا نجد اثرا للزياده بكميات الهطول التي يكفلها العامل الاوروغرافي

بالنسبه لمدينه طبرقه الساحليه فمعدلها السنوي 950 ملمتر وهو اعلى بحوالي 300 ملمتر من معدل مدينه بنزرت الساحليه ايضا (بل والموجوده حوالي 50 كلم اكثر للشمال) وحسب رايي سبب هذا الفرق يرجع لعاملين:
1/استفاده المدينه من التضاريس الجبليه الواقعه بريفها (عكس بنزرت ذات الريف السهلي عموما)
2/وقوعها بمسار عواصف خليج ليون عند انتقالها للجنوب الشرقي (الشريط الساحلي بين جيجل بالجزائر غربا وطبرقه بتونس هو الاكثر استفاده دوما من سكه هذه العواصف فلا عجب ان ذاك الشريط لديه اعلى معدل هطول بالساحل الشمالي لشمال افريقيا)

اما لمدينتي باجة وجومين فرغم وقوعهما خلف تلال (اي في الظل المطري) الا ان معدلهما الهطولي السنوي يعتبر مرتفعا نسبيا (584 ملمتر و724 ملمتر على التوالي) واظن هذا عائد الى وجود فرجة بين التلال الواقعه شمال المدينتين بحصر السحب الماطره وتسربها للمدينتين

كذلك مدينه الكاف التي الظل المطري لجبل دير الكاف (الذي يرتفع 1100 متر فوق سطح البحر و500 متر فوق مستوى مدينة الكاف) ينزل فيها معدل الهطول السنوي تحت حاجز ال500 ملمتر وهو حوالي 456 ملمتر

ويهبط الهطول السنوي ل412 ملمتر بمدينة سليانة الاكثر داخلية وجنوبية وبالمقابل مدينه برقو ورغم انها داخليه وبعيده كلم عن البحر الا انها تحظى بعامل اوروغرافي نظير وقوعها بسفح جبل برقو ويبلغ الهطول السنوي بها 612 ملمتر،اخيرا مدينه الروحيه فينخفض فيها معدل الهطول السنوي عن 300 ملمتر (294 ملمتر) بسبب موقعها الداخلي البعيد جدا عن البحر مصدر الرطوبه وايضا وقوعها في الظل المطري لجبل سليانه (1300 متر)



اسفله صوره قمصناعيه ل26 ٱذار 2013 ثم صوره قمصناعيه ل16 آذار 2014 وتبين جيدا تحسن الغطاء النباتي بوسط تونس وشمال غرب ليبيا والتي شهدت موسم 2013/2014 جيدا مقارنه بموسم 2012/2013 (هطولات جاوزت ال350 ملمتر مقابل اقل من100 ملمتر بنفس هذه الفتره بالموسم الماضي)