نستذكر هنا أيضا "خيبة" كانون الثاني من عام 2010 حيث كانت المؤشرات تشير لنشاط بارد جدا ومتطرف على الشرق الأوسط وبإجماع كبير جدا من النشرات الموسمية والتوقعات البعيدة المدى .. وما كان إلا أن حصلنا على شهر دافئ وجاف نسبيا ..

للأسف المفاجآت لا تكون لنا سارة هنا في شرق المتوسط ..

في كل عام أزداد يقينا أن متابعة التوقعات البعيدة المدى ليست بذات الجدوى بل هي سبب للاحباط والانتكاسات غالبا .. منذ موسمين اعتزلت متابعة النشرات الموسمية بداية الخريف للتنبؤ بشكل الموسم .. وحتى متابعة المتغيرات كالنينو واللانينا وNAO وAO .. في كل موسم نتعب أنفسنا أكثر ونبتعد بتحليلاتنا أكثر وأكثر .. ونبحر شرقا وغربا ونصل كندا وسيبيريا .. ونتفقد القطب الشمالي صباح مساء .. ونبقي الأعين مفتوحة على شمال الأطلسي .. ونسترق النظر جنوبا على بحر العرب والمحيط الهندي .. ونفحص الطبقات المختلفة صعودا ونزولا ..

بين النشاط القطبي والدوامة الكندية والمرتفع السيبيري وعواصف الأطلسي والتيار النفاث والمرتفعات المدارية والتيارات الجنوبية الغربية وقطبية المحيط الهندي ومنخفضات وسط المتوسط المنغص الأكبر والأزوري نمضي ساعات وساعات .. منخفضات قد "حبة العدس" كما وصفناها خلال المتابعة العصيبة لعاصفة بداية شهر 1 طيّرت النوم من أعيننا .. قبل أن تصل العاصفة بسلام ولله الحمد ..

نسبح لنبحث عن حل لمعادلة كهذه باستخدام الورقة والقلم وحك الدماغ وكثير من الصفنات ..



باختصار طقس منطقتنا لا يخضع لقانون 1+1 = 2 .. في الوقت ذاته من الغريب أيضا أن فعالية عنيفة واحدة كفيلة برسم الابتسامة على وجوهنا والابحار في ذكرياتها لسنوات وتغيير تصوراتنا ومفاهيمنا .. وتغيير شكل موسم كامل "الأصل" أنه يحوي ثلاثة فصول متقلبة الخريف والشتاء والربيع .. لكنها تتقلص في كل موسم لأسابيع معدودات ..


اعذوروني أصدقائي .. لا أتهكم هنا ولا أقلل من جهودكم في متابعة التحديثات والمتغيرات .. لكن وجهة نظر كتبتها هنا منذ سنة ونصف تقريبا وأعيدها الآن ..