كيف تصل إلى وظيفة الأحلام؟

سأَلَت أليس: (هل لك أن تخبريني أي الطرق التي يجب على أن أسلكها من هنا؟)، : (هذا يعتمد على أي الأماكن التي تريدين الوصول إليها). يمضي معظم الناس وقتاً في التخطيط؛ لشراء سيارة، أو قضاء إجازة سنوية، أو شراء مطبخ جديد، أما الوقت الذي يمضونه من أجل التفكير في مهنتهم فيكون قصير جدًا، لذلك نحن في أمس الحاجة إلي أن نخطط للمهنة التي سوف نعمل بها، وبالتالي أصبحت عملية البحث عن وظيفة عملية من الأهمية بمكان أنها تحتاج إلى أن تسير على قواعد واضحة؛ ضمانًا لنجاحها وفاعليتها، وأيضًا من أجل حصول المرء على وظيفة جيدة، يحقق من خلالها أهدافه وأحلامه. تهانينا بالتخرج... ولكن ماذا بعد؟ إذا كنت قد حصلت على مؤهلك مؤخرًا أو كنت تخطط لمستقبلك أثناء وجودك في الكلية أو الجامعة، فقد تشعر أنك تواجه خيارات محيرة تتعلق بوظيفة المستقبل، ربما أنت تتمتع بخبرة عمل ضئيلة، أو ربما لديك خبرة عمل، ولكنك تظن أنها غير ملائمة أو مفيدة للمهنة الجديدة التي تأمل أن تباشرها كشخص مؤهل يبحث عن عمل، ولكن لا تكمن المشكلة في هذا الأمر بقدر ما تكمن في أنك إذا جمعت عدد الساعات والأيام والأسابيع التي تقضيها لتحصيل المؤهلات، فسيعتريك العجب حينما تدرك الانتباه الضئيل الذي تكرسه من أجل الإجابة على السؤال التالي: ما هو نوع العمل الذي يناسبني فعلاً ؟! اختبار العمر. إذن فعليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة، التي سوف تساعدك على معرفة التخصص أو المجال الذي ترغب فيه: - ما نوع العمل الذي يلهب حماستك ويثير شغفك؟ وفي أي عمل تجد نفسك منهمكًا وسعيدًا؟ - استرجع قائمة المواد الدراسية التي تعلمتها في سنين دراستك، وسل نفسك: أي تلك المواد أريد أن أعرف عنها المزيد؟ وأي المهارات التي اكتسبتها في دراستي أريد تطويرها؟ الخطوة التالية. فإذا ما تعرفت على المجال أو التخصص الذي تحبه وترغب بالعمل فيه، فأمامك عدد من المصادر المفيدة التي تساعدك على البحث عن العمل الذي ترغبه ومنها: - مراكز الخدمات المهنية في جامعتك أو كليتك. - المحاضرات التي يقيمها الاختصاصيون في مواضيع ذات علاقة بالعمل الذي ترغب العمل فيه. - زملاؤك من الطلبة في السنين السابقة عليك، والذين منَّ الله عليهم بالحصول على الوظائف. - مواقع على الشبكة العالمية وثيقة الصلة بأرباب العمل، والقطاعات الصناعية، وسجلات العمل. - نقابات العمل والنقابات الحرفية. تهانينا بالوظيفة... ولكن ماذا بعد؟ مشكلة كثير من الناجحين ليست في الوصول إلى النجاح، ولكن في الثبات عليه؟ لأنه ما من إنسان إلا وقد تعرف على النجاح بصورة من الصور، إلا أن القضية هي كيف نصنع نجاحاً، ونستمر فيه دون انقطاع؟ وإليك بعض الأمور المعينة: 1. ابق على اتصال مستمر. ونعني بذلك أن تحافظ على خطوط اتصال دائمة مع ذاتك أولًا ثم مع الآخرين، ولهذين الخطين أكبر الأثر في النجاح؛ فقد ذكرت أحدث الدراسات أن أول مهارة تطلب في عالم الأعمال اليوم هي مهارة الاتصال بالآخرين، ولذا فعليك أن تهتم بتطوير قدرتك على الاتصال الفعال بالآخرين من خلال قراءة الكتب التي تعلمك كيفية الحصول على هذا التواصل، وأيضًا من خلال حضور الدورات التي تتحدث عن هذه المهارة، والأهم هو التطبيق العملي لما تتعلمه من طرق فعالة للاتصال؛ من أجل فهم الآخرين، ومعرفة الطرق المناسبة للتعامل مع أنماط البشر المختلفة. 2. اكسر السلسلة. إنها سلسلة تقيد قدرتك على استمرار النجاح في أي أمر من أمور الحياة، ألا وهي سلسلة الإجهاد المستمر، ولذا فإن فترات الإجازة والراحة ضرورية؛ لضمان استمرار النجاح، ومن أجل التقاط الأنفاس بعد العمل المضني، وبذل المجهود الكبير فيه؛ مما يحقق لك أمور عدة من أهمها: · القضاء على الملل والسآمة من العمل. · القضاء على الإرهاق الذي يقلل من كمية الإنتاج ومن جودته. · استعادة النشاط وزيادة الرغبة في العمل. لذلك عليك أن تأخذ استراحة بعد كل إنجاز لعملك، بأن تقضي يومًا أو يومين من الاستجمام؛ حتى تستعيد نشاطك مرة أخرى. 3. اشحن رصيدك. إنه ليس رصيد جوالك، بل هو رصيد معارفك وتجاربك ومهاراتك، هو أيضًا بحاجة إلى شحن من وقت لآخر؛ فالتطوير والتجديد المستمر لازم من لوازم الإتقان الذي أمرنا به النبي صلي الله علية وسلم حين قال: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه))، فإذا أردنا التفوق والبقاء في المنافسة، فلابد من تعلم وسائل التجديد والتطوير، فالعالم كله في تطور دائم اليوم، لذلك عليك ـ عزيزي القارئ ـ أن تسعى في اكتساب مهارات جديدة، وتطوير مهاراتك السابقة، وذلك بالالتحاق بالدورات، وحضور الندوات، والحصول على التدريب الجيد، والقراءة في مجال تخصصك وفي غيره أيضًا. 4. اترك بصمتك الشخصية. لكي تبقى سائرًا على طريق النجاح، عليك دائمًا أن تسعى ليس فقط لكي تكون ضمن الناجحين، ولكن أن يكون لك أثر تخلِفه من بعدك؛ فإن ذلك يدفعك إلى نجاح أعظم، فكما قال الشاعر: كن رجلًا إن أتوا بعده يقولون مر وهذا الأثر وفي الختام. خلاصة ما ذكرناه لك هو ما قاله المدير التنفيذي الأعلى لمؤسسة (نحن نسأل أعضاءنا عن المهارات التي يبحثون عنها في الخريجين عندما يوظفون من أجل العمل، فنجد أولاً وقبل كل شئ وعلى نحو غير مفاجئ، المهارات الخاصة بين الأشخاص، والقدرة على التواصل بصورة فعالة، والقدرة على العمل ضمن فريق ومعرفة الزبائن، كما نجد أن أرباب العمل يبحثون إلى حد بعيد عن مرشحين يتمتعون بخبرة في العمل، وهذا ينطوي على ميزة رفيعة المستوي في هذه الأيام، ولا تدعونا ننسى الخصائص القديمة للحماسة، والحافز، والالتزام، هذا ولاتزال تنطوي كل هذه الامور على كثير من الأهمية بالنسبة إلى أرباب العمل). فمما أوضحه المدير التنفيذي الأعلى لمؤسسة أنه عليك ـ عزيزي القارئ ـ أن تتمتع بفن التواصل بين الناس، وبخبرة واسعة في العمل، وبالالتزام والحماسة؛ حتي تحقق أهدافك الوظيفية في الحياة العملية.