بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن سعة الرزق والبركة فيه للطاعة والمعصية دخل فى ذلك
يقول الله تعالى (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)
قال الامام بن كثير{ما أصابك من حسنة فمن اللّه} أي من فضل اللّه ومنِّه ولطفه ورحمته، {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي فمن قبلك، ومن عملك أنت،
كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} قال السدي: {فمن نفسك} أي بذنبك، وقال قتادة في الآية: {فمن نفسك} عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك،
قال: وذكر لنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يصيب رجلاً خدش عود ولا عثرة قدم، والا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو اللّه أكثر"، وهذا الذي أرسله قتادة
قد روي متصلاً في الصحيح، "والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا حزن، ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر اللّه عنه بها من خطاياه"، وقال أبو صالح {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي بذنبك وأنا الذي قدرتها عليك وراه ابن جرير. وقوله تعالى: {وأرسلناك للناس رسولاً} أي تبلغهم شرائع اللّه وما يحبه اللّه ويرضاه، وما يكرهه ويأباه {وكفى باللّه شهيداً} أي على أنه أرسلك وهو شهيد أيضاً بينك وبينهم، وعالم بما تبلغهم إياه وبما يردون عليك من الحق كفراً وعناداً
.
وكذلك يقول رب العزة فى سورة الجن
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)
قال ابن عباس: {وأن لو استقاموا على الطريقة} يعني بالاستقامة الطاعة، وقال مجاهد: يعني الإسلام (وكذا قال سعيد بن جبير وعطاء والسدي وابن المسيب ومحمد بن كعب القرظي). وقال قتادة: {وأن لو استقاموا على الطريقة} يقول: لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا. قال مقاتل: نزلت في كفار قريش حين منعوا المطر سبع سنين، (والقول الثاني): {وأن لو استقاموا على الطريقة} الضلال {لأسقيناهم ماء غدقاً} أي لأوسعنا عليهم الرزق استدراجاً، كما قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء} وهذا من قول أبي مجلز، وحكاه البغوي عن الربيع، وزيد بن أسلم، والكلبي، وله اتجاه ويتأيد بقوله {لنفتنهم فيه}
من هذا يعلم أن الطاعة سببا فى سعة الرزق والمعصية سببا فى منع الرزق
قال تعالى فى سورة ابراهيم(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)
وقد جاء فى الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
فالحل لمشاكل الامة فى طاعة الله والبعد عن المعاصى حتى ينمو دخلنا ويعلو اقتصادنا
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"
منقول