معركة وادي موسى

بعد ان اكمل جعفر العسكري الاستعدادات العسكرية قرر في آب 1917 تحرير القويرة من قبل اللواء الثاني من الفرقه الاولى، على ان يبقى اللواء الاول في العقبه، اما اللواء الهاشمي، الذي يقوده مولود مخلص فقد كلف بتحرير وادي موسى والتمركز فيه بعد ان حررت العقبه من ايدي الاتراك حشد الاتراك قوات كبيرة في معان، واخذوا يشنون هجمات كثيرة على مواقع الجيش العربي لاستعادتها من ايدي العرب وقد انزعج جمال باشا الصغير قائد الفيلق الثامن التركي من احتلال العرب لوادي موسى، فجهز حمله مكونه من ثلاث كتائب كتبية مشاة وكتيبة خياله من الشراكسة بقيادة ميرزا بك وسرية بغالة وستة مدافع جبليه سريعة الطلقات ومدفعي ميدان وطائرة واحدة وتولى جمال باشا قيادة هذه القوة اما قوة العرب فكانت تتالف من ثلاثمائة وخمسون نظاميا ومدفعين جبليين واربع رشاشات بالاضافه الى جماعة من المتطوعين من البدو وقوامها 180 رجلا بقيادة الشريف عبد المعين ويقود هذه القوة مولود مخلص هاجمت القوات التركية هذه القوات العربية في الهيشه وبسطه ومعان وفي فجر يوم 31 تشرين الاول بداوا هجومهم باطلاق المدافع على القوات العربية، وقد قاوم القائد مولود مخلص بلوائه هذه الحملة مقاومه شديدة ودامت الحرب سجالا بين الطرفين ثلاثة ايام متوالية دافع فيها اللواء الهاشمي دفاع الابطال ولكن الترك استطاعوا ان يستولوا على التحصينات الخارجية وهنا امر مولود مخلص المتطوعين العرب بالتراجع الى التلال الجنوبية بينما تمركز الجنود النظاميين في التلال الشمالية، وظن الاتراك ان مقاومة الجيش العربي قد ضعفت وتراخت فتقدمت بعض وحداتهم في الوادي وعندئذ اطبق العرب عليهم من الجانبين وفي نفس الوقت، قاموا بالتفاف حول ميسرتهم فارغموا على التراجع واضطرت الوحدات المتقدمه الى الانسحاب السريع خوفا من التطويق وقد تعاون اهل وادي موسى مع القوات العربية في مقاومة الجيش التركي ونشطوا في ضربهم من التلال الجانبية حتى ادرك الاتراك عند غروب الشمس ان لا امل لهم في احراز أي نصر ولو جزئي فاخذوا يتراجعون بسرعة واستطاعت القوات العربية تشتيت قوات جمال باشا وتكبيدها خسائر فادحة، حسب ماتذكر مذكرات جعفر العسكري، واثنى ثناء عاطرا على شجاعة مولود مخلص وصبره وثباته فقال بالحرف الواحد هاجمت الحامية العثمانية التي كانت في معان قواتنا المرابطة في وادي موسى ولكن هجومها هذا احبط بعد ان تكبدت خسائر فادحة فلم تتمكن من دفن القتلى ونقل الجرحى من ساحة القتال مع ان قواتهم ضعف قواتنا ولا انس هنا ما ابداه مولود مخلص من صبر وثبات وقد ارسل القائد مولود مخلص قائد اللواء الهاشمي تقريرا الى مقر القيادة بعد انتهاء المعركة، وذكر في التقرير ان خسائر الاتراك بلغت 400 اصابه بين قتيل وجريح ضغط هنا