كان غلام يستمع للفرزدق وهو ينشد قصيدة على جمع كبير
فكان هذا الغلام يصفق طرباً, فلما انتهى الفرزدق من إنشاده,
استدناه وقال: أأعجبك شعري?
قال الغلام: لم أسمع مثله في الجودة والرصانة والمعنى,
فداخل الفرزدق الزهو والغرور.
وقال للغلام أيسرك أن أكون أباك?
فقال الغلام: أما أبي فلا أبتغي به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي.
****
استأجر رجل حمالا ليحمل قفصا فيه قوارير من الزجاج,
على أن يعلمه ثلاث خصال ينتفع بها, فحمل الحمال القفص,
فلما بلغ ثلث الطريق قال: هات الخصلة الأولى,
فقال: من قال لك إن الجوع خير من الشبع فلا تصدقه.
فلما بلغ ثلثي الطريق قال: هات الثانية,
فقال له: من قال لك: إن المشي خير, من الركوب فلا تصدقه.
فلما انتهى إلى باب الدار قال: هات الثالثة,
فقال: من قال لك إنه وجد حمالا أرخص منك فلا تصدقه.
فرمى الحمال القفص على الأرض,
وقال: من قال لك إن في هذا القفص قارورة صحيحة فلا تصدقه.
***
سأل رجل خالد بن صفوان فأعطاه درهماً
فاستقله السائل فقال له خالد: ألا تعلم ! إن الدرهم عُشر العشرة
وإن العشرة عُشر المئة وإن المئة عُشر الألف
وإن الألف عُشر العشرة آلاف, أما ترى كيف ارتفع الدرهم .
*****
سأل رجل من أشعب أن يسلفه ويؤخره
فقال: هاتان حاجتان فإذا قضيت إحداهما فقد أنصفت.
قال له الرجل: رضيت.
قال أشعب: فأنا أؤخرك ما شئت ولا أسلفك
رد: طرائف من التراث
العرض العادي
