دخلت أربعينية فصل الشتاء بدايتها لهذا العام والتي تستمر نحو واحد وأربعين يوماً حتى الحادي والثلاثين من كانون الثاني المقبل وهي الفترة الرئيسية والبداية الحقيقية لفصل الشتاء.
وتتميز هذه الفترة من السنة وعلى مدى ستة أسابيع ببرودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة وغزارة الأمطار وشدة الرياح وتساقط الثلوج وكثرة الكتل الهوائية الباردة المصحوبة بالمنخفضات الجوية التي غالباً ما تكون قطبية المنشأ والتي تتميز بشدة برودتها.
وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن الأربعينية لهذا العام ستشهد سلسلة من المنخفضات الجوية الماطرة ما ينعكس إيجاباً على الموسم المطري لهذا العام والموسم الزراعي ككل.
ويتخذ الفلاحون لهذه الفترة السنوية احتياطات كبيرة حيث يزداد التمون من المواد الغذائية ومواد التدفئة نظراً لظروفها القاسية.
وبعد انتهاء الأربعينية تبدأ خمسينية فصل الشتاء والتي تستمر خمسين يوماً مقسمة على أربعة أجزاء كل جزء 12 يوماً ونصف ويدعى الجزء الأول بسعد ذبح والثاني بسعد بلع والثالث بسعد السعود والرابع بسعد الخبايا وتتميز هذه الفترة من فصل الشتاء بأنها أقل برودة من الفترة السابقة الا أنها تكون غزيرة بالأمطار والثلوج أيضاً.
ويتميز سعد ذبح بأنه أشد فترة الخمسينية برداً وقساوة وأطلق عليه هذا الاسم بناء على قصة محكية قديماً تقول إن شخصاً يدعى سعد وثلاثة من أخوته سافروا في مثل هذه الفترة وخلال سفرهم جاءت موجة ثلج وبرد شديدة قضى على اثرها ثلاثة من أخوته وبقي سعد حياً لم يدركه الموت ولإنقاذ حياته قام بخطوة ذكية حيث ذبح ناقته واحتمى بجلدها من البرد وأكل أحشاءها إلى أن نجا من الموت المحقق.
ويتميز الجزء الثاني من الخمسينية بأنه أقل برداً الا أن الأرض في هذه الفترة تبلع الأمطار الهاطلة بشكل مختلف عن بقية الفترات ولذلك أطلق عليه سعد بلع .
أما سعد السعود فيتميز بدفئه النسبي وظهور معالم فصل الربيع بشكل واضح فيه حيث تبدأ الورود والأزهار بالظهور وتبدأ براعم الأشجار بالظهور نظراً لبدء سريان النسغ في الجذور والأغصان الا أن هذه الفترة تتميز أيضاً بكثرة أمطاره وغزارتها.
ويبقى الجزء الأخير وهو سعد الخبايا ويطلق عليه هذا الاسم نظراً لدفئه الواضح وسطوع الشمس فيه وخروج الكائنات الحية المختبئة تحت الأرض كالافاعي والحشرات وغيرها.
وتستمر الخمسينية إلى يوم الحادي والعشرين من آذار وهو نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع الذي يستمر إلى الحادي والعشرين من أيار ويتميز بجمال الطبيعية ودفء الطقس الا أنه لا يخلو من الأمطار الربيعية الدافئة التي يكون لها في تلك الفترة من السنة أثر كبير على الموسم الزراعي.
يذكر أن سورية ودول حوض المتوسط شهدت خلال الشهرين الماضيين هطولات مطرية غزيرة نتيجة المنخفضات الجوية المتتابعة والتي أدت إلى ارتفاع المعدل السنوي للأمطار في معظم المحافظات والمناطق وكانت أعلى معدلات الهطول في المناطق الساحلية والغربية والجنوبية كما شهدت المحافظات الشرقية هطولات مطرية مشجعة فيما قالت مديرية الأرصاد الجوية إن الأمطار الهاطلة في سورية هذا العام فاقت بثمانية أضعاف معدل الأمطار في العام الماضي.