"استنفار" في المغرب بعدما قتلت الأمطار 22 شخصا وشرّدت المئات

الرباط- د ب أ شكّلت وزارة الداخلية المغربية "لجنة وطنية لليقظة"، للحدّ من الخسائر البشرية والمادية التي سببتها الأمطار، بعد وقوع 22 قتيلاً، نتيجة الانهيارات والفيضانات المرافقة، كما تضرر نحو 2252 منزلاً في غربي المملكة، من بينها 189 دُمرت بالكامل، بحسب إحصاءات الوزارة، نُشرت الاثنين 9-2-2009. وفي باقي أنحاء البلاد، انهار 220 منزلا في فاس ومولاي يعقوب وبني ملال (وسط)، والعرائش (شمال)، وتازة ( شرق)، واشتوكة (جنوب) والعديد من المناطق. واضطرت السلطات المغربية إلى البحث عن مواقع لإيواء الأسر المشردة، ووفرت لها أغطية تقيها قسوة الطقس، كما تحركت جمعيات المجتمع المدني وبادر المحسنون للمساهمة في التخفيف من معاناة هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم فجأة عرضة للتشرد والضياع. فعلى العكس من العام الماضي، حين أدى المغاربة صلاة الاستسقاء طلباً للغيث، سقطت الأمطار بغزارة على المغرب هذا العام، وبصورة لم يتوقعها أحد، لتدمر البيوت وتغرق الوديان وتشرد المئات من العائلات المغربية، كما فاضت الانهار على جانبيها. ولقي العشرات، من رجال ونساء وأطفال، حتفهم جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المملكة خلال الأسابيع الماضية، وانتشر البكاء والعويل بين العديدين لفقدان أحبتهم، وبين آخرين وجدوا أنفسهم على حين غرة مشردين بعد أن دمرت الأمطار منازلهم وعليهم الان البداية "من الصفر". ولم تتوقف مديرية الأرصاد الجوية عن إرسال الإنذار تلو الآخر، حيث حل العديد من مسؤوليها ضيوفا على نشرات الأخبار في القناتين الرسميتين للمملكة (الأولى والثانية، لتحذير المواطنين وتنبيه هواة ركوب الأمواج بأن يكونوا أكثر يقظة، حيث ارتفعت أمواج البحر المتوسط والمحيط الأطلسي قبالة السواحل المغربية إلى أكثر من 6 أمتار. وذاقت مختلف المناطق والمدن المغربية الرعب الذي خلفته السيول والرياح العاتية التي اقتلعت الأشجار في وسط المدن. فعاش سكان مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، ساعات عصيبة نهاية الأسبوع الماضي جراء الأحوال الجوية السيئة. إذ دمرت الرياح العاتية فندقا مهجورا كان يمثل ملاذا للمشردين وقطاع الطرق، كما نالت اللوحات الإرشادية وأعمدة الكهرباء في المدينة حظها من الدمار، في ظل تغيرات مناخية لم يشهدها سكان المدينة من قبل، أورثتهم حالة من الفزع والرعب. ولم يختلف الأمر كثيرا عن الدار البيضاء، التي تبعد عن الرباط حوالي 80 كلم، فقد أغرقت مياه الأمطار الشوارع واقتلعت الرياح القوية الأشجار ومنعت الكثير من العائلات أطفالها من الذهاب إلى مدارسهم. في المقابل، شهدت عيادات أطباء الأطفال رواجا كبيرا خلال تلك الأيام "العصيبة"، بسبب انتشار الزكام ونزلات البرد التي نالت من الأجسام الصغيرة للرضع وصغار السن. أما في مدن الشمال، فكاد الأمر أن يتحول إلى كارثة إنسانية، بعدما هدمت عشرات المنازل خاصة في الضواحي، لأنها بنيت بالطوب اللبن، وفقدت العديد من الأسر بعض أفرادها بسبب انهيار المنازل عليها خلال ظلام الليل الحالك. وواجهت المدن المغربية العتيقة وضعاً يرثى له، حيث المنازل القديمة المهددة بالانهيار، والتي تصنف "آيلة للسقوط"، وقد تصبح "دكا" بين عشية وضحاها بسبب الأحوال الجوية. كما تصدعت بعض تلك المنازل القديمة في مدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة، التي لم تستطع الصمود أمام الرياح القوية والأمطار الغزيرة. وصار النوم ليلاً "مستحيلاً" في الأطراف والقرى المغربية، خشية حدوث الأسوأ، إذ استيقظت العديد من الأسر في منطقة تارجيست وإمزورن بضواحي الحسيمة (شمالاً)على فاجعة فراق أفراد منها بعد أن انهارت فوقهم الجدران بفعل الأمطار والناس نيام. ويبقى سكان المدن المغربية اكثر حظا مقارنة بقاطني البوادي والقرى، حيث ظروف العيش قاسية وحيث يكابدون المتاعب، فهناك مواطنون يقيمون في بيوت أقيمت من "الطين" وآخرون يجاورون الأنهار والوديان وفي حال سقوط الأمطار الغزيرة "يأتي الفيضان على الأخضر واليابس".

سبحان الله وكان الله في عونهم اللهم سقنا الغيث ورحمنا برحمتك