الموقع الجيوبوليتيكي - منتديات ArabiaWeather.Com

العودة   منتديات ArabiaWeather.Com > المنتديات العامة (استراحة المنتدى) > المنتدى العام و تعارف الأعضاء > منتدى شباب الاردن

الملاحظات

منتدى شباب الاردن يختص بالأمور الوطنية و قضايا الشباب

الاخبــــار

رد

[ 02-12-2016 ]   رقم المشاركة 1

 

 

الصورة الرمزية محمد فخري

تاريخ التسجيل: Aug 2015

رقم العضوية: 164428

المشاركات: 1,072

الدولة/المدينة: شمال قطاع غزة

الارتفاع عن سطح البحر: اقل من 500 متر

شكراً: 8,717
تم شكره 5,559 مرة في 1,058 مشاركة

الموقع الجيوبوليتيكي للأردن وأثره في بناء قوة الدولة

الملخص:-
تسعى هذه الدراسة الى ابراز الموقع البحري و الفلكي الجغرافي للأردن ، وبيان أهميته الجيوبوليتيكية على مر العصور مرورا بالعهد الإسلامي وحتى وقتنا الحاضر .
*أهداف الدراسة :-
1 تهدف هذه الدراسة الى إظهار الموقع الفلكي للأردن وبيان أهميته .
2 تهدف هذه الدراسة الى إظهار الموقع ألبحري للأردن .
3 تهدف هذه الدراسة الى إظهار الموقع الجغرافي للأردن في الوقت الحاضر وإظهار أهميتها الجيوبوليتيكية .
*منهجية الدراسة:-
اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لما هو متاح من البيانات والمعلومات المتعلقة بالموقع الجغرافي للاردن على مر العصور وفي وقتنا الحاضر .
*مجال الدراسة:-
ركزت الدراسة على الموقع الجغرافي للأردن باعتباره مجال الدراسة وخاصة فيما يتعلق بالانتشار المكاني لمنطقة للاردن وانعكاسات نظرية ماكندر وفيرغريف على هذا الموقع والآثار المتبادلة لهذا الموقع مع الآثار الايجابية والسلبية التي تركها على دور الجوار والعالم.
*محاور الدراسة:
- الموقع الفلكي للاردن وأهميته.
- الموقع البحري للاردن وأهميته الجيوبوليتيكية من خلال خليج العقبة.
- الموقع الجغرافي للاردن عبر التاريخ وأهميته الجيوبوليتيكية.
- الموقع الجغرافي للاردن في الوقت الحاضر وأهميته الجيوبوليتيكية.
- الخاتمة .
- الموقع:
يقصد بالموقع مكان ثابت على الخارطة يظهر مقدار إشراف الدولة على البحر من عدمه ومدى قربها من مناطق الموارد والأسواق وتحقيق العمق السوقي وصلاتها بمن يجاورها من أقطار أو مناطق جغرافية(الهيتي، 1989، 30 ).
الموقع الجغرافي:

ويعتبر عامل الموقع ذو أهمية بالغة في دراسة دولة ما وكثيراً ما كان الموقع هو العنصر الأساسي في البناء الجغرافي للدولة التي تدين له بوجودها ونجاحها ومع ذلك فإن قيمة الموقع تتغير تبعاً لتغير الظروف (عبدالله، 1984، 43 ).
فالموقع يتسم بالثبات النسبي غير أن قيمته السياسية أو الاستراتيجية في تغير مستمر وبعبارة أخرى فإن الأهمية الاستراتيجية للموقع متغيرة بتغير الزمن وتقدم التقنيات.
يشير الموقع الجغرافي إلى الاستخدام العلمي لكافة أشكال القوة المتاحة فيما يحقق أهدافها ويترتب على السيطرة عليه كسب الحماية ضد العدو أو أنه يمكن القوات من القيام بالهجوم على العدو وقد يشمل نواحي اقتصادية أو سياسية فهو يعد نقطة الارتكاز في قوة الدول وتختلف أهميته بتغير الظروف، فالدولة أو أجزاؤها، التي تكون لها أهمية في وقت ما كقواعد، أو تتحكم في طرق المواصلات ومناطق العبور، تحتل مركزاً خاصاً في العلاقات الدولية، عندما تكون الدولة المشرفة على قدر من القوة تساعد على التحكم في استعمال هذه المناطق، خاصة في المرور وما يتبعه من رسوم على البضائع مما يشكل كسباً للإقليم (السماك 1988، 427 ).
الموقع الفلكي (مناخ الاردن):
يقع الأردن بين دائرتي عرض (29°-33°) شمالاً وبين خطي طول (34°-39°) شرقاً، والموقع الفلكي يجعله من الناحية المناخية مدارياً حاراً في الصيف وجزءاً من المناطق المعتدلة باردة شتاءً.
وللتباين التضاريسي الكبير الذي يتمتع به الأردن أثر واضح على تنوع أقاليمه المناخية وتعددها وعلى سرعة الانتقال من نمط مناخي لآخر وكأن المناطق الانتقالية الفاصلة بين الأقاليم معدومة تماماً فالمسافر من وادي الأردن إلى البادية يشهد ضمن مسافة لا تزيد عن 50 كم الأقاليم المناخية التالية:
1- المناخ المداري الجاف في وادي الأردن.
2- مناخ الاستبس الدافئ الذي يسود السفوح الغربية للمرتفعات الجبلية.
3- مناخ البحر المتوسط الدافئ الذي يسود معظم المرتفعات الجبلية.
4- مناخ البحر المتوسط البارد في قمم الجبال العالية في عجلون.
5- مناخ الاستبس الدافئ على السفوح الشرقية للمرتفعات الجبلية.
6- المناخ الصحراوي الجاف في البادية الشرقية (شحادة ، 1991 ، 33 – 34 )

الإشعاع الشمسي
الوطن العربي بحكم موقعه الفلكي فإن الاردن غني بالإشعاع الشمسي والذي بدأ في السنوات الأخيرة يحظى بعناية كبيرة خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط مما ألقى أعباء إضافية على ميزان المدفوعات في جميع الدول المستوردة للنفط.
ومع أن تلك الأعباء كانت أكثر قسوة على الدول الفقيرة والتي لا يوجد لديها رصيد كاف من العملات الصعبة، ومما أكسب البحث عن استخدام الطاقة الشمسية أهمية متزايدة كون مصادر الطاقة التقليدية مستهلكة مهما بلغ احتياطها أما الإشعاع الشمسي فمصدر متجدد، قليل الكلفة ونظيف.
وفي الأردن يبلغ المعدل السنوي للإشعاع الشمسي 184 كيلو لينلي في السنة، أو ما يعادل 5 كيلو واط ساعة لكل م2، وكذلك فإن الأردن يعتبر من الناحية المناخية إحدى مناطق العالم التي تمتاز بفائض كبير في الطاقة الشمسية كما يمتاز بقلة تباينه من سنة إلى أخرى مما يضمن لمشاريع استخدام الطاقة الشمسية مصدراً ثابتاً من الطاقة يمكن الاعتماد عليه.
ويلاحظ أن 66% من مساحة الأردن يزيد المعدل السنوي للإشعاع فيه عن 190 كيلو لينلي في السنة في الجنوب والشرق مع العلم أن الأردن يتمتع بمناخ مشمس معظم أيام السنة.
ويعد مناخ الأردن مورداً طبيعياً هاماً كما أنه يعد مورداً اقتصادياً يمكن استغلاله في مجالات عدة كالزراعة والصناعة والسياحة والنقل والمحافظة على الموارد الطبيعية وتزداد أهمية الدراسات المناخية في الأردن الذي تعد الأمطار المصدر الرئيس للمياه المستخدمة في الزراعة والشرب والاستخدامات المنزلية المتنوعة ويتأثر إنتاجه الزراعي بتقلب الأمطار من سنة لأخرى تأثراً كبيراً.
مما سبق يتضح لنا أهمية الموقع الفلكي للأردن بالنسبة لدوائر العرض ويمكن إيجازها بما يلي:-
* متابعة تأثيرات الموقع في الأوضاع المناخية ومدى انعكاسها على مجمل الجغرافية الحيوية للأردن وعلى النشاط الاقتصادي.
* تنوع الخصائص المناخية للأردن والتنوع في المناخ يؤدي إلى التنوع في النشاط الزراعي والنشاط الاقتصادي.
* تتمتع الأقطار الواقعة بين دائرتي عرض 20-30° شمالاً بموقع جغرافي ممتاز لأنها تمتد من المناطق الدافئة حتى الجهات المعتدلة الباردة وبتعبير آخر فإن الجهات المدارية أكثر الجهات تحفزاً.
الموقع البحري للأردن وأهميته الجيوبوليتيكية:
الأردن دولة قارية وهو وإن أطل بنافذة بحرية على خليج العقبة إلا أنها صغيرة، حيث طول الجبهة المائية إلى المساحة 1:_4500كم (بحيرى، 1991، 20) ومع ذلك فقد عمل الأردن على الاستفادة منه وقد اتضحت أهمية الأردن الاستراتيجية البحرية إبان الحرب العالمية الأولى حيث تجمعت القوات البريطانية في العقبة للانطلاق باتجاه فلسطين وسوريا أثناء الحرب(انطونيوس، 1962، 324)وخلال الحرب العالمية الثانية حيث أنشأت بريطانية رصيفاً بحرياً لإنزال المؤن والمعدات في العقبة مكونة بذلك نواة لخليج العقبة، الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد للأردن لذلك عملت على توسيعه وتحديثه خاصة بعد أن تطورت عمليات التعدين وصناعة الفوسفات وقد ازداد الاعتماد عليه بدلاً من الموانئ السورية واللبنانية(القيسي، 1986، 67-68 ) وذلك بعد ضياع الواجهة الطبيعية لفلسطين حيث كان شرق الأردن من قبل يستخدم موانئ يافا وحيفا دون حواجز أو رسوم.
وقد تطور خليج العقبة بسرعة خلال العقدين الماضيين باعثاً ماضيه ومؤكداً ثبات موقعه فضلاً عن أنه النافذة الوحيدة على المياه المفتوحة فإن دوره في تجارة الترانزيت للعراق وشمال السعودية في تزايد مستمر، وعندما تعطلت الملاحة بقناة السويس بعد حرب اكتوبر 10/1986 أصبحت العقبة همزة الوصل بين كل من العراق وسورية ولبنان وبين مصر وشمال إفريقيا (بحيرى، 1991، 17 ).
وحين وقفت سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق وأغلقت موانئها أمام تصدير النفط العراقي فإن هذا الإجراء لم يؤثر على قوة العراق الذي وجد في أرض عربية أخرى منافذ له ومنها خليج العقبة (الهيتي 1986، 26 ). وتدفقت كميات ضخمة من البضائع عبره وتمت الاستفادة من أجور الترانزيت واستثمارها في توسيع الميناء وتطويره على مرحلتين الأولى إنشاء 150م من الرصيف للميناء مع أذرع رافعة سنة 1983 والثانية تعميق المرسى إلى 540م سنة 1984( القيسي ، 1986 ، 71 ) .
ويتمتع خليج العقبة بموقع جيوبولتيكي يضفي عليه نوعاً من التعقيد على العلاقات الإقليمية والدولية فهو بمثابة جسر يربط كل من السعودية بساحل طوله 150.4كم والأردن 8كم، وجمهورية مصر العربية 200كم (جرجس ، 1979، 28 ) واتجهت محاولات اليهود الأولى للوصول إلى البحر الأحمر نحو ميناء العقبة الأردني الذي كان الميناء الوحيد على رأس خليج العقبة غير أن وقوف السلطات الأردنية في وجه المحاولات تلك ودعم إنجلترا للأردن أفشل تلك المحاولات فاضطر الصهاينة إلى الاتجاه نحو قرية مصرية ساحلية مهجورة على بعد خمسة أميال من العقبة تدعى (أم رشرش) واحتلوها في 10 آذار 1949 وأقاموا فيها ميناء إيلات ليكون إيذاناً بانفتاحهم على عالم البحر الأحمر والمحيط الهندي بما يوفر ذلك لهم من ميزات سياسية واقتصادية وعسكرية (جرادات ، 1986 ، 316 )
وبعد احتلالهم ( اليهود ) لأم رشرش اتفقت السلطات المصرية والسعودية على أن تتولى القوات المصرية مهمة المرابطة والسيطرة على مضائق تيران وشرم الشيخ في مدخل خليج العقبة وقام المصريون بإغلاق تلك المضائق في وجه الملاحة الإسرائيلية ومارسوا حق التفتيش على السفن العابرة للخليج وتجاهلوا القرار الذي أصدرته الأمم المتحدة بالسماح للسفن الإسرائيلية بحرية الملاحة ولذلك أنجز الصهاينة إيلات وأعلنوها ميناؤهم على البحر الأحمر في سنة 1952 بعد أن تم تجهيزها بصورة أولية (الزبيدي ، 1978 ، 33 ). شكل رقم (1).
و يظل خليج العقبة على البحر الأحمر الميناء الهام جداً إستراتيجيا سواء لقربه من حقول النفط العربية أو من مصادر المواد الخام الأولية الإفريقية.
ووجود مضائق تيران وشرم الشيخ قبالة سواحل خليج العقبة أعطته أهمية قصوى لأن السيطرة على هذه الممرات يستتبع حتماً السيطرة على حركة المرور في خليج العقبة وبرزت تلك الأهمية من خلال الصراع العربي الإسرائيلي (جرادات، مصدر سابق، 26 )
وزاد من اهمية خليج العقبة الذي تحول الى الثغر الباسم في الاردن التعديلات التي جرت في عام 1965 حين أعطت السعودية في عهد المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز 12 كم للجبهة المائية الاردنية على خليج العقبة (وعوضت الاردن عنها السعودية بأراضي اردنية داخلية في منطقة وادي السرحان ) مما أدى الى ازدهاره وانتعاش حركة الملاحة خاصة بعد قيام ايران بإغلاق مضيق هرمز امام الملاحة العربية في الخليج العربي (خلال الحرب التي دارت مع العراق 1981 – 1988 ) فكان خليج العقبة هو الطريق المناظر والامن لدول الخليج العربي ، ومثل الأردن بموقعه حاجزاً أمام الأطماع الصهيونية بثروات العرب وقد عبر عن هذا التوجه الأمير الحسن حيث قال:
(نحن في الأردن نعتبر أنفسنا حاجزاً بين الأطماع الإسرائيلية والثروات العربية، وعلى الدول العربية في منطقة البحر الأحمر تعزيز التعاون المشترك فيما بينها لاستغلال مصادر البحر الأحمر، ويجب عليها التركيز على سبل مواجهة التحديات المتعلقة بمنطقة البحر الأحمر وصلتها بالأمن العربي وبخاصة للأردن الذي يرى أن عدم الاستقرار الداخلي والنزاعات والمشاكل الاقتصادية يدعوان إلى مزيد من التدخل الأجنبي مما يؤثر على أمن المنطقة) .



شكل -1- أهمية موقع خليج العقبة

موقع الأردن الجغرافي وأهميته عبر التاريخ :-
لعل أبرز السمات الجغرافية المميزة للأردن هي موقعه الجغرافي فهو بتوسطه بين العراق شرقاً وفلسطين غرباً وسوريا شمالاً والسعودية جنوباً، كان محوراً للحركة التي نبضت بها المنطقة في السلم والحرب. وله حضوره التاريخي في الوصل بين الثقافات الضاربة في عمق التاريخ كثقافة بلاد ما بين النهرين وثقافة وادي النيل ويمثل الأردن بوابة الدخول إلى الشام حيث كانت تمر من خلاله رحلة الصيف القادمة من الحجاز، والناظر إلى الأردن يجد الملامح الأكيدة لنشوء حضارات في بقاعه المختلفة ازدهرت على هيئة ممالك قوامها جماعات عربية خالصة امتدت من العصر الحديدي (الموسوي ، 1985 ، 222 ) 1200-330 قبل الميلاد حيث استخدم الحديد بشكل واسع في صناعة الأدوات والأسلحة على الرغم من استخدام البرونز وأبرز ما يميز هذا العصر أن المنطقة الواقعة شرقي الأردن قسمت إلى أربعة ممالك هي مملكة أدوم في الجنوب (معان) وعاصمتها (بصيرا) ومملكة مؤاب (الكرك) وتناوبت عاصمتها كل من ذيبان والربة، مملكة العموريون إلى الشمال من الموجب وعاصمتها حسبان، مملكة عمون وعاصمتها عمان التي نهضت حوالي الألف الأول ق.م(Jones, 1986,. 304-305 ) مما أدى لعودة النشاط التجاري لشريان المواصلات الرئيسي المعروف بالطريق الملكي.
وانتعشت الزراعة بفضل أساليب الحفاظ على التربة وخزن مياه الأمطار وكانت عبقرية الأنباط في القرن الرابع ق.م حتى نهاية القرن الأول الميلادي بمثابة التتويج الحقيقي لجهود أجدادهم العرب وذلك فيما يتعلق بهندسة المياه والزراعة والتجارة وقد استغلوا الموقع الجغرافي الممتاز للأردن كمجال وصل بين أقطار مجاورة ونائية لمحوري حركة رئيسيين:
المحور الطولي: يصل بين مداريات شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقية والهند بعالم البحر المتوسط براً على درب القوافل الكبيرة المتجهة من حضرموت واليمن والحجاز ومدائن صالح حتى بلاد أدوم ومؤاب بمرتفعات شرق الأردن ومنها يلج الدرب شمالاً لبلاد الشام عبر بوابة بصرى أو تتجه غرباً إلى غزة وموانئ فلسطين.
المحور العرضي: يربط العراق وبلاد شبه الجزيرة العربية مع الخليج العربي وما ورائه ببلاد الشام وموانئ البحر المتوسط ومن المعتقد أن كل محطة كبيرة بالأردن كانت ملتقى لدروب فرعية تقطع البادية خلال مجموعة من الأودية التي تتخذ هذا الاتجاه (فخري ، 1969 ،28-29 )
وبحكم الموقع الجغرافي المتوسط للأردن تلازمت الوظيفتان التجارية والحربية عبر أراضيه إذ أدت محطات القوافل إلى ضرورة وجود حاميات تحرسها وعاصر ازدهار مملكة الأنباط قيام تحالف المدن العشرة وضمت من الأردن: عمان جرش اربد الحصن بيت راس طبقة فحل أم قيس ومن سوريا: بصرى ودرعا ومن فلسطين بيسان.
وقد ارتبطت هذه المدن إقليمياً بغرض الحفاظ على التجارة وعلى تراثها الحضاري والمادي.
وفي سنة 193م احتلها الإمبراطور تراجان ( الموسوي ، 22 ) إثر نزاع بين الرومان على السلطة وعمل على إنشاء طريق تراجان بين بصرى والعقبة ودعمه ببعض الحاميات العسكرية أكبرها في اللجون شرقي الكرك وأذرح في الشوبك، وقد ظلت هضاب شرق الأردن خط التخوم الروماني المنيع ضد غارات الفرس.
وقد دعم طريق تراجان شريان ملاحي نشيط في البحر الأحمر رابطاً حضرموت مع عدن مع العقبة.وازدهرت الحياة الاقتصادية وانتشر العمران واستتب الأمن في المنطقة أيام الحكم الروماني (بحيري ، 33 ) (شكل رقم 2).
ولعل أبرز دليل على أهمية الموقع الجغرافي نظرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما اتجه بنظرة إلى الأردن في معركة مؤتة باعتبارها مفتاح آفاق أرضية رحبة.
وكانت اليرموك قد فتحت الباب واسعاً أمام انتشار الإسلام وأنهت بذلك سبعة قرون من حكم الرومان ونشرت اللغة العربية مع الدين الإسلامي تماماً كما أنهت القادسية الاستعمار الفارسي للعراق وفاتحة لعهد جديد.
ولم يكن الأردن مجرد ولاية تقليدية من ولايات الدولة العربية الإسلامية بل له حضوره الفاعل المؤثر في تفاعلات الدولة وعلاقاتها المختلفة، فليس مصادفة أن نجد أضرحة القادة العرب المسلمين بين جنباته مثل زيد بن حارثة، عبد الله بن رواحة، جعفر بن أبي طالب وشرحبيل أبو عبيدة ومعاذ بن جبل.

شكل -2- موقع الأردن من الطرق التجارية القديمة
وجرى التحكيم في الخلاف بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وواليه على الشام معاوية بن أبي سفيان في أعقاب حرب صفين سنة 37 هـ في أذرح على أرض الأردن ولا يزال حتى الآن تل الأشعري ( نسبة إلى أبي موسى الأشعري ) ممثل الإمام علي في التحكيم دليلا على اهمية موقع الاردن (الموسوي 244)
وعندما انتقل الحكم إلى بني أمية شهد الأردن نهضة عمرانية تمثلت في بناء المساجد والقصور الصحراوية لخدمة هواية الصيد واتخذ بعضهم من الأردن مقراً له مثل الوليد بن عبد الملك في مدينة بيت راس قرب اربد وخان المنية قرب طبريا ويزيد بن عبد الملك الذي أقام في (القسطل) و(الموقر) والوليد بن يزيد في (باير) ومن أشهر قصور بني أمية في الأردن قصر عمرة وبناه الوليد بن عبد الملك (الموسوي ،245 )
ومن جنوب الأردن حيث الجبال المنيعة في الحميمة بدأت نواة الخلافة العباسية وقد احتضن الأردن الحركة السياسية في القرن الأول الهجري والتي انطلقت مفاهيمها من قرية الحميمة الأردنية (الموسوي 247 ). وكان الإمام محمد بن إبراهيم داعي دعاة الثورة العباسية أبا جعفر المنصور وقامت بحمايته، وانطلق الدعاة منها إلى شرق الدولة الإسلامية وخاصة العراق منذ أواخر العهد الأموي حتى تحقق لها النصر بإعلان الدولة الجديدة بعد أن نجحت قواتها في الانتصار على الدولة الأموية.
وفي أثناء الغزو الصليبي تحول الأردن إلى خط دفاع بقلاعه الممتدة من الكرك والشوبك جنوباً إلى قلعة الربض في عجلون شمالاً. وتجلت أهمية موقع الأردن في احتفاظه بوظيفته كمعبر وبؤرة اتصال تزداد مع مرور الزمن ففي بداية القرن الحالي طلب السلطان العثماني عبد الحميد من ألمانيا إنشاء سكة حديد برلين بغداد لربط أجزاء الدولة العثمانية سياسياً وعسكرياً فهو يربط الجزيرة العربية بالدولة العثمانية مما يسهل عليها متابعة النشاط المعادي الذي تقوم به بريطانيا في تلك المنطقة كما يمكنها من التحرك السريع تجاه أي خطر يهدد أمنها وسلامتها هناك. أما من الناحية الدينية فلا شك أن المشروع بما يقدمه من تسهيلات كبيرة للحجاج المسلمين يدعم مركز السلطان أمام المسلمين وهو ما يعزز موقفه السياسي ضد المعارضين له في الداخل وأثار المشروع حماس ديني شديد بين المسلمين كرد فعل لموقف الأوروبيين السافر من جدية المشروع وإمكانية تنفيذه.
وكان نصيب الأردن منه ثلث طول الخط الواصل بين دمشق ومكة البالغ 1308 كم والجدير بالذكر أن هذا الخط الذي تم الانتهاء من تنفيذه 1908 لا يزال يعمل بين دمشق وعمان حتى الآن غير أنه يحتاج إلى تجديد نظراً لأنه من النوع القديم الضيق.
وقد قامت الحكومة الأردنية بمد الخط إلى مدينة العقبة على البحر الأحمر لخدمة صناعة الفوسفات وغيره من المعادن.
ومع ظهور الانتداب البريطاني بدت أهمية الأردن واضحة على خطوط إمداداتها العسكرية من خلال الحرب العالمية الأولى حيث اتضحت أهمية الأردن الاستراتيجية حيث تجمعت القوات البريطانية في أجزاء واسعة من الأردن للانطلاق باتجاه فلسطين وسوريا أثناء الحرب.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية زادت أهمية الأردن الجوية حيث أنشأت بريطانيا مطارات عسكرية فيه لإنزال المؤن والمعدات.
الموقع الجغرافي للأردن في الوقت الحاضر
يحظى الأردن بموقع جغرافي ذي أهمية ستراتيجية حيث أن المشرق العربي يمثل الطريق المؤدي إلى القلب الثانوي الذي حدد ماكندر ( السماك ، 225 ) أبعاده في جنوب الصحراء الإفريقية وعليه فليس من المستغرب أن ينال أهمية في الأحلاف الدولية ممثلة في حلف بغداد. شكل (3) وتعرض الأردن لضغط شديد وإغراءات كبيرة للدخول في الحلف بالإضافة إلى طبيعة الصراع الذي كان سائداً بين القطبين حيث ظفرت الولايات المتحدة بترسيخ أقدامها في فلسطين المحتلة عن طريق علاقاتها الاستراتيجية بالكيان الصهيوني مما دفع القطب الروسي إلى محاولة إثبات حضوره فأوقف استخدامه المتكرر للفيتو (من شهر أيلول سنة 1946 إلى 14 كانون الأول سنة 1955) لمنع الأردن من دخول الأمم المتحدة، في محاولة منه لتحسين صورته ولإبعاد الأردن عن حلف بغداد ( موسى ، 1992 ، 22)
كما استمر الأردن في تأدية دوره في حقل التجارة وغيرها من الاتصالات البشرية الأخرى وكون ممراً مهماً لجميع الطرق التي تربط بين آسيا وأوربا وإفريقية وملتقى لعدد من الخطوط الجوية.
الموقع الجيوبوليتيكي للأردن وأثره بناء



























ويعتبر الأردن من المواضع الأساسية للصراع الدولي في المنطقة العربية التي كانت درباً ثم تحولت معبراً للحضارات وأصبحت في الوقت الحاضر ساحة صراع رئيسة Crush Zone.
وما من شك في ان المنافسة الاستعمارية التي شهدتها المنطقة منذ القرن العشرين بين بريطانيا وفرنسا لاستغلالها والتي انتهت بتقسيم سايكس بيكو بما يسمى توازن القوى وملأ الفراغ وإقامة القواعد العسكرية سوى دليل آخر على الخطورة، والأهمية والقيمة الفعلية للموقع الجغرافي.
وللأردن موقع جغرافي ممتاز بالنسبة إلى دول الجوار أكسبه أهمية بالغة كحلقة وصل بين الأقطار العربية المجاورة فهو يشكل مزيجاً من عناصر الجغرافية الطبيعية والبشرية لمجال أرضي أرحب يمتد عبر شمال الجزيرة العربية على ملتقى الصحراء بالاستبس بعالم المتوسط.
كما يضم بين جناحيه طابع البداوة الأصيل في الجنوب والشرق وأسلوب الاستقرار العريق في الشمال والغرب وينعكس ذلك كله على انتماء الأردن لأمته. فهو يبدو كامتداد لسورية ومتمماً لفلسطين كما تراه على الخارطة وكأنه يمد يداً إلى العراق وأخرى إلى السعودية (بحيري ،1) ومن خلال نظرة عابرة إلى الخريطة السياسية للمشرق العربي يتضح أن الأردن يتمتع بنسبة جوار عالية مع شقيقاته العربيات لا يفوقه فيها سوى السعودية (شكل رقم 4).
فضلاً عن حدوده المشتركة مع فلسطين بطول 560 كم، ومع سورية بطول 455 كم والعراق 133 كم، والسعودية 726 كم، فأي وضع أدعى لالتحام المشرق العربي والتآم أعضائه من الوضع الجغرافي الفريد للأردن( بحيري ،22 )
ومن هنا جاءت تطلعاته دائماً لغرض الاندماج في الجسم العربي، ففضلاً عن أن جميع الحقائق الجغرافية والتاريخية لا تعرض الوحدة بل تفرضها فرضاً فقد كان الأمل كبيراً في أن تختفي الحدود المصطنعة عشية انسحاب الأجنبي واستقلال دول المنطقة.
ولكن لسوء الحظ انقلبت دعوات الوحدة إلى نوع من الحساسية وجدليات ونعرات ضاعت في غمرتها الحقيقة الكبرى وهي الكيان العربي الواحد الذي ظل قائماً.





شكل -4- موقع الأردن من دول الجوار





وقد لعب الأردن دائماً دوراً رئيساً في المنطقة يتجاوز حجمه ويتعدى موارده المحدودة وتمثل سياسة الأردن المعتدلة العامل الأهم في السياسة الأردنية في المنطقة والعالم وسهل هذا الموقف الاتصال بين الأردن والأقطار الأخرى (مهنا 1989 ،19-20 )
وفيما يأتي جوانب التعاون الأردني العربي من خلال أهمية الموقع مع الدول العربية المجاورة:
- تم التوقيع في عمان 8 آب 1946 على اتفاقية لمد أنبوب لشركة التابلاين، من السعودية إلى لبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية من الدمام+3
لى صيدا.
- قامت شركة نفط العراق بمد أنبوب بترول لها عبر الأراضي الأردنية والفلسطينية من كركوك إلى حيفا (موسى ، 31 ) وقد أوقف بعد الحرب الفلسطينية الأولى.

- نفذت الحكومتان الأردنية والمصرية مشروعاً قومياً لربط خليج العقبة الأردني مع نويبع المصري المطل على سيناء في أيار سنة 1985 بحيث يشكل الطريق الجديد حلقة وصل بين طرفي الوطن العربي في آسيا وإفريقية ويمكنه أن يكون بداية تحرك كبير لتعزيز خدمات النقل البري والبحري بين أقطار الوطن العربي ( الحسن بن طلال ، 1985، ،85 ) . من خلال شركة الجسر العربي للملاحة في كل من الأردن والعراق ومصر والتي نقلت خلال عام 1992 ما يزيد على مليون راكب عدا عن البضائع المنقولة (علي السحيمات ،1992) .

- الربط الكهربائي المشترك بين الاردن ومصر الذي دشن في 16-3-1999 الذي بلغت تكاليفه 230 مليون دولار ، وقد ساعد مركز الاردن الجغرافي في جعله مركز ربط طبيعي بين أجزاء الوطن العربي والإسلامي ، شرقا وغربا ويعتبر هذا المشروع الحلقة الرئيسية ضمن مشروع الربط الإقليمي شبكات الكهرباء لكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق وتركيا ومن ثم لأوروبا .ولهذا المشروع فوائد كثيرة من أهمها خفض القدرات الكهربائية في الشبكة ،وخفض الاستثمارات في إنشاء استثمارات التوليد الكهربائي ، إضافة الى تبادل الطاقة الكهربائية بين هذه الدول في الظروف العادية والطارئة . (الظاهر ، أ ، 2005 ،135 )

- وفي السابع والعشرين من شهر تموز 2003 دشن الملك عبد الله و الرئيس حسني مبارك في كل من طابا والعقبة خط الغاز العربي باعتباره مشروع يخدم مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق وتركيا (الظاهر،ب،2005 ، 111 )

- وفي 10 شباط 2004 دشن الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد سد الوحدة كبداية حقيقية للتكامل الاقتصادي بين القطرين بحيث تستفيد سوريا 75% من الطاقة الكهربائية في مقابل تزويد الاردن ب 55 مليون متر مكعب من المياه لري 47 الف دونم في وادي الاردن وتزويد منطقة عمان الزرقاء ب 50 مليون متر مكعب للاستعمالات المنزلية الصناعية (الظاهر ، ب ، 2005 ، 94 )

فموقع الأردن يتحكم إلى حد كبير في قوة الدولة وأساليب دفاعها، والتاريخ السياسي الحديث كشف لنا النقاب عن دول صغيرة ولكنها لعبت دوراً كبيراً في قضاياها المصيرية مثل مملكة بيدمونت الإيطالية ومملكة بروسيا الألمانية ، وادراكا لاهمية موقع الاردن الجغرافي في الوقت الحاضر فإن القيادة في الاردن تؤمن بأن الاردن جزء من الامة العربية وإن امنه الوطني جزءا من الامن القومي العربي فقد سعى الملك عبدالله الثاني الى اقامة تعاون مثمر مع الدول العربية سعيا منه نحو التكامل والوحدة التي تؤمن للعرب الامن والاستقرار والعامل الاساسي نحو الوحدة يبدأ من تشجيع الروابط الثقافية والاقتصادية والدينية من خلال الخطوات التالية :-
1- التنسيق والتشاور بين البلاد العربية، ونبذ جميع اشكال الفرقة و الخلافات وزيادة فرص التبادل التجاري مما يعزز مسيرة التعاون العربي وتحقيق امال العرب وطموحاتهم من اجل حياة امنة مستقرة ومستقبل أفضل للأجيال.
2- استعداد الجانب الاردني للالتزام بالمواصفات التي تطلبها الدول العربية التي تستورد مصنوعات اردنية.
3- وضع الخبرات والقوى البشرية الاردنية أمام الأشقاء العرب للإسهام في بناء الاقتصاد بالدول العربية.
4- فتح الأسواق امام السلع الاردنية وإنشاء مناطق صناعية والمناطق الحرة لتسهيل انسياب السلع بين الاردن والدول المجاورة .
5- تفعيل الاتفاقيات التجارية واللجان المشتركة بين الاردن والدول العربية لزيادة التبادل وتسهيل حركة السلع بين العرب ليكون خطوة في طريق اقامة السوق العربية المشتركة .

أما على الصعيد العالمي فقد استثمر الاردن موقعه الجغرافي كمكان مثالي لجذب الاستثمارات الدولية بما يتمتع به من ميزة الامن والاستقرار في منطقة تموج بالمشاكل السياسية وكان لموقع الاردن حضور مؤثر في مؤتمرات دافوس التي تسعى الى توفير نمو اقتصادي للدول الفقيرة وادخالها بالاقتصاد العالمي .
إن الموقع الجغرافي المهم للاردن كمنطقة بينية بين فلسطين الانتفاضة والعراق الذي يشهد حربا شرسة متعددة بين كافة فئاته جعل من الاردن والدول العربية المعتدلة التي تشمل السعودية ومصر والاردن ودول الخليج العربي الاخرى جزءا هاما من الاستراتيجية التي وضعها الرئيس الامريكي بوش لمواجهة العنف الدموي في العراق . ان هذه الدول المعتدلة تسعى جاهدة لان تكون جزءا من مشروع وحدوي عربي هدفه وقف التصعيد الامني في العراق الذي يؤدي الى عنف طائفي وتهجير وتوتر وتطرف وهذه العناصر ناتجة كلها بشكل طبيعي عن السياسة الامريكية التي خلقت ( بوعي او بدون وعي ) هلالا شيعيا حذر منه الساسة المعتدلين في المنطقة العربية ونبهو اليه الادارة الامريكية وليس المطلوب الان مجابهة بين المحور السني والهلال الشيعي وانما المطلوب هو تفاهم بين طرفي المعادلة العربي والإيراني يؤدي في النهاية الى نزع الفتيل المتفجر في المنطقة العربية وليس خلق مأساة عربية جديدة وهذا ما دعت اليه توصيات لجنة بيكر _هاملتون عندما دعو صراحة الى ذلك والعودة الى المربع الاول وهو حل المشكلة الفلسطينية لازالة التوتر الرئيسي في المنطقة .
ولا بأس من أن تهدئ إيران من قلق الدول العربية الخليجية مؤداه أن إيران لا مطامع لها وأنها تراجعت عن فكرة تصدير الثورة الإيرانية ، وحبذا لو أنها أعادت الجزر العربية الثلاث التي احتلتها في زمن شاه إيران وأوقفت تدخلها في الشأن الداخلي العراقي واللبناني والفلسطيني أن ذلك كله يؤدي الى تقليل مخاوف العرب في ظل الإسلام العظيم الذي جمع الشعبين العربي والإيراني .
وبخلاف ذلك فإن التصادم العربي الإيراني سوف يدمر الطرفين ولا يستفيد منه إلا أعداء العرب وإيران ونكون بذلك قد حققنا لشمعون بيريس حلمه في شرقه الأوسط الجديد بعقول يهودية وأيدي عاملة عربية وموارد خليجية .

الخاتمة :-
مما سبق نلاحظ ان للاردن حضور تاريخي قديم يعود الى ما قبل التاريخ مرورا بالرومان ثم المسلمين في العهد الراشدي والاموي والعباسي والعثماني وليس ادل على ذلك من وجود اضرحة ومقامات الصحابة على جنباته وعلى أرضه حدثت معركة اليرموك مع الرومان وحطين مع الصليبيين وعين جالوت مع المغول كما أن القوات العراقية والسعودية عبرت منه الى فلسطين لتحريرها من اليهود عام 1948 .
و يتمتع الاردن بموقع جغرافي مهم لوقوعه في منطقة التصادم ( crush zone) وهي جزء من المنطقة التي تنافس عليها المستعمرون في القرن العشرين بين بريطانيا وفرنسا والحركة الصهيونية لاستغلالها والتي انتهت بمعاهدة سايكس بيكو عام 1916 وسان ريمو ، وحلف بغداد لاحقا عام 1920 وللأردن موقع جغرافي ممتاز بالنسبة لدول الجوار فلسطين العراق سوريا السعودية ومصر فهو يشكل حلقة وصل بين هذه الأقطار وخاصة بعد احتلال اليهود لفلسطين فقد أقامت الحكومتان الاردنية والمصرية طريق برمائي يربط الجناح الآسيوي العربي مع الجناح الإفريقي العربي من خلال طريق نويبع _ العقبة وزاد من حساسية موقع الاردن ما شهدته المنطقة العربية خلال العدوان الإيراني على العراق ثم حرب الخليج الأخيرة التي كان الاردن ثالث خاسر فيها بعد العراق والكويت والأردن الدولة الثانية مع مصر التي انضمت الى دول الخليج العربي الستة لمساعدتها في منع اشتعال النيران المنطلقة من العراق إليها كونها تمثل السياسة المعتدلة والواقعية لإدارة الأزمة في الوطن العربي الآسيوي .
المراجع:-
انطونيوس جورج، يقظة العرب، تعريب:ناصر الأسد وإحسان العباس، بيروت، 1992.
بحيرى، صلاح الدين، جغرافية الاردن، ط1، مكتبة الجامع الحسيني، عمان، 1991.
جرادات، وليد، الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر بين الماضي والحاضر، دار الثقافة، الدوحة 1986.
جرجس، اجيه، اليونان، البحر الأحمر ومضائقه بين الحق العربي والصراع العالمي، مكتبة غريب، القاهرة، 1969.
الحسن بن طلال، لقاء تنمية إقليم شمال العقبة، أيار سنة 1985، تحديات وأفكار ورؤية مستقبلية، 85
الحسن بن طلال، دورة كلية القيادة والأركان الملكية السادسة والعشرين عمان 9 تشرين ثاني 1985.
الرفوع ، فيصل ، الاردن والعمل العربي المشترك ، مطابع الشعب ، 1989 .
الزبيدي ، محمد حسن ومحمود خطاب ، مجلة الخليج العربي ، عدد 9 ، هر آذار 1978 .
السماك، محمد أزهر، الجغرافيا السياسية، جامعة الموصل، 1988.
شحادة، نعمان، مناخ الاردن دار البشير، عمان، 1991.
الظاهر، نعيم إبراهيم، جغرافية الاردن، عالم الكتب الحديث ، (أ)، 2005.
الظاهر، نعيم إبراهيم، التربية الوطنية ، عالم الكتب الحديث ، (أ)، 2005.
عبدالله، أمين محمود، أصول الجغرافيا السياسية، النهضة المصرية، القاهرة، ط1، 1984.
فخري، احمد، اتجاهات حديثة في دراسة تاريخ الأنباط، مجلة كلية الآداب، الجامعة الاردنية، 1969
القيسي ، عبد الحميد وعبد الخفاف ، البحر الأحمر وأهميته الاقتصادية والاستراتيجية ، جامعة البصرة ، 1986.
Jones, B.G. International Relationships in Jordan, in: Hadidi, A. ed., Studies in the History and Archaeology of Jordan, Part 11, Dept. of Antiquities, Amman, 1986, pp. 304-305
المهندس علي السحيمات، نائب رئيس الوزراء وزير النقل، تصريح للرأي الأردنية 7/10/1992.
مهنا ، أمين عواد ، التحديث والاستقرار السياسي في الاردن ، دار الجيل بيروت ، 1981 .
الموسوي ، رشاد ، الحسين والعبقرية الهاشمية في مواجهة التحديات ، بيروت ، 1985 .
موسى ،سليمان ، صفحات من تاريخ الاردن الحديث ، مطابع الرأي ،1992 .
الهيتي ، صبري وعبد المنعم عبد الوهاب ، الجغرافيا السياسية ، جامعة بغداد ، 1989 .
الهيتي ،صبري وأنور مهدي ، جغرافيا الخليج العربي ،مطبعة جامعة بغداد ، 1986 .

نقلا عن منتديات الجغرافيون العرب




  رد مع اقتباس
رد


أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:42 PM.