تحليل وضع العامية في الواقع
اللغة العامية
لحاجة في نفسي اضطررت للنظر في تعريفات الأمم الأخرى للوصول إلى نظرة أدق
في الإنجليزية
A colloquialism is a linguine phrase that is characteristic of or only appropriate for casual, ordinary, familiar, and/or informal written or spoken conversation, rather than for formal speech, standard writing, or paralinguistics.[1] Dictionaries often display colloquial words and phrases with the abbreviation colloq. as an identifier. Colloquialisms are also sometimes referred to collectively as "colloquial ********".
موجز ذلك كله أن العامية مناسبة فقط للمحادثة المكتوبة أو المنطوقة العارضة والعادية والمألوفة وغير الرسمية، ولا تصلح للخطابات الرسمية ولا للكتابة القياسية.
ويرمز لها في المعاجم بكلمة colloq أي عامية
في الألمانية
Die Umgangssprache, auch Alltagssprache, ist im Gegensatz zur Standardsprache die Sprache, die im täglichen Umgang benutzt wird. Sie kann ein Dialekt sein oder eine Zwischenstellung zwischen Dialekt und Standardsprache einnehmen.
Die Umgangssprache wird geprägt von regionalen und vor allem soziologischen Gegebenheiten wie dem Bildungsstand und dem sozialen Umfeld des Sprechers. Mitunter werden umgangssprachliche Ausdrucksformen auch synonym als „volksmundlich“ (in der Bedeutung von „Volksmund“) bezeichnet.
مفاد ذلك هو أنها اللغة اليومية المستخدمة في مقابل اللغة القياسية وقد تكون متوسطة بين اللهجة واللغة
وقد تكون لغة مشتركة تتسم بالعوامل الإقليمية وخاصة اﻻجتماعية مثل التعليم والبيئة الاجتماعية للمتكلم. في بعض الأحيان، التعبيرات العامية مترادفة أيضا تسمى "volksmundlich" (بمعنى "العامية").
لماذا أنا ذهبت إلى الأمم الأخرى لتعريف العامية
السبب هو أن تعريفاتهم للعامية تصف العامية في زمن العربية في العصور الأولى ولنقل في أول 500 سنة من العصر الإسلامي لأن وضع العامية في ذلك الوقت مشابه لوضع العاميات الأجنبية.
فقربها من عصر الفصاحة مشابه لوضع العامية الأجنبية مع اللغة القياسية
أما عامياتنا فهي أكثر تطورا من عامياتهم وذلك لأن البعد الزمني كبير مما أتاح لها وقتا أطول للتطور
وقد اعتاد بعض المتحدثين في هذا الشأن على تسمية العاميات باللغة المحكية ولكن الاصطلاح العام أكثر قوة من هذا التوجه فما نزال نطلق عليها العاميات رغم أنها تخطت هذه المرحلة.
خلاصة القول أن وصف لغاتنا المحكية المحلية بالعاميات هو أيضا وصف لا تستحقه بل هو أقل من واقعها لأن العامية تابعة للغتها الأم ولا تخرج خروجا كبيرا عنها.
لكننا نجد تعريفا إنجليزيا للعامية قد يناسبنا هنا ويزيل هذا الاضطراب في هذه التسمية حيث يقول التعريف
The term dialect is used in two distinct ways, even by linguists. One usage refers to a variety of a ******** that is characteristic of a particular group of the ********'s speakers.[6] The term is applied most often to regional speech patterns, but a dialect may also be defined by other factors, such as social class.[7] A dialect that is associated with a particular social class can be termed a sociolect; a regional dialect may be termed a regiolect or topolect. The other usage refers to a ******** socially subordinate to a regional or national standard ********, often historically cognate to the standard, but not a variety of it or in any other sense derived from it. A dialect is distinguished by its vocabulary, grammar, and pronunciation (phonology, including prosody).
ما أهتم له هو الاستخدام الثاني وهو يشير إلى لغة تابعة للغة أخرى أكبر منها قد تكون لغة إقليمية تابعة للغة وطنية
وهذا الاستخدام أراه أدق وصف لوضع عامياتنا فهي لغات تابعة للغة العربية
إذن العاميات لغات إقليمية تابعة للغة العربية اللغة الوطنية
فليست لهجات ولا لغات مستقلة بل لغات تابعة
لكن ما الذي يعوق اللغات العامية لتكون لغات مستقلة وتنشئ أنظمتها الخاصة بها
في رأيي أن هذا أصعب مستوى يواجه العاميات ويفوق قدراتها بكثير وأرى استحالة تجاوزها هذه العقبة لأنها تقف وجها لوجه أمام العربية مدمرة اللغات المقتدرة على زلزلة عرش أي لغة في أي وقت مهما كانت قوتها فهي إما تمحو هذه اللغة من الوجود أو تدمرها وتحجم من سيطرتها الجغرافية وتحشرها في مكان واحد وتزاحمها فيه.
ولما كانت العاميات تابعة للعربية ما كان في قدرتها أن تحل مكانها لأنها تفتقر إلى العناصر الأساسية التي يجب أن تتوفر لأي لغة لتكون لغة مستقلة فضلا على أن عناصر القوة في العاميات مستمدة من العربية فلا يمكن أن تحارب الشيء بسلاحه صنعه هو.
فالعاميات تفتقر إلى الأمة الحضارية المتفوقة
وتفتقر إلى رسم يصف أصواتها
وتفتقر إلى قواعد منضبطة مستقلة
وإلى بنية صرفية مستقلة
وإلى أدب مدون وعلم مكتوب
وإلى أساليب غنية للتعبير والكلام
وتحتاج إلى أن تموت العربية ويمحى القرآن من الوجود وتزول السيرة النبوية وينسى الأدب العربي
وهذا كله مستحيل
ومن أكبر العوائق كون أهلها لا يريدون لها أن تكون مستقلة فالعربية عند الجميع هي لغة العلم والثقافة والخطاب الرسمي والخطب والمحافل والكتابة والقوانين والعقود والتوجيهات والإرشادات والأدب الرفيع.
أذكر مذيعا لقناة عامية لما أرادوا تقديم برنامج جاد حاول المذيع البدوي الجلف أن يتحدث الفصحى بإمكانياته الفقيرة وهذا يصور لنا أن في عميق تفكيره لا لغة كالعربية لتكون واجهة مشرفة لبرنامجه وقناته.
صحيح أن الللغة كائن لا يمكن السيطرة عليه لأنها لا تخضع لحكم الأفراد لكنها تخضع لحكم الجماعات فلا نستطيع فرض كلمة جديدة على جماعة معينة ولا نزع كلمة منهم بل لا بد أن يكون العقل الجماعي هو من يقرر التطور التالي بناء على القانون الذي صاغه اللغويون من دراسة تحركات هذا العقل الجماعي.
لذا فمن المستحيل أن تتجاوز العاميات مكانها الحالي بل إن العربية بدأت تزاحم العاميات في ألسنة العامة فنجد عودة صوت القاف في بعض الكلمات مدويا ففي جزيرة العرب لا أحد ينطق كلمة القلقة إلا بقاف عربية واضحة
بل نجد أمثالا وتعابير عربية تعود إلى ألسنة العامة بلفظها العربي
مثل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
ومن زرع حصد
وكلمة الآن بلفظها العربي
وفي بضع حالات شعورية تصدر تلك الألفاظ الفصيحة بسبب ارتفاع مستوى التعليم والاطلاع بين العامة وهذا يدل على مدى ضعف العاميات حين تواجه العربية حتى في ألسنة العامة التي هي الحصن الرئيسي لهذه العاميات.
وختاما هذه ليست دراسة متعمقة ولا حكما منتهيا
إنما هي تأملات كان سببها إطلاق لفظ لهجة على هذه العاميات
الآن أفتح باب الحوار حول الموضوع ولا يمكنني قبول الأحكام المسبقة التي تبنى على العاطفة ما لم يكن هناك دليل صريح يؤيدها وما دام الحق مطلبنا فيجب أن ندرك أن الحق ليس الذي نعتقده بل الحق الذي يؤيده الدليل فقط.
أنا لست ضد العامية ولا ضد العربية لأنني لا يمكن أن أكون ضد شيء لا أستطيع مواجهته
من كل قلبي أتمنى عودة الفصحى لغة وحيدة على ألسنة العامة
ولكن الله قضى على هذه الدنيا أن تسير بنظام خلقه مع خلقها
فلا يمكننا أن نكسر استقامة هذا النظام وتوازنه لأن النتيجة ستكون الفشل بلا شك
وشكرا