نستكمل
مادبا
أنت هناأبرز المواقع السياحية > مادبا > التاريخ و الثقافة
التاريخ والثقافة
مادبا مدينة قديمة في أرض الأردن ، استوطنت فيها القبائل العربية المسيحية من منطقة الكرك وأعادت إحياءها عام 1880 م. واليوم، يسكن المسيحيون والمسلمون مادبا على حد سواء. عثر في هذه المنطقة على الكثير من القطع الأثرية، ويمكن رؤية عدد كبير منها في المتحف ومنتزه مادباالأثري.
بُنيت مادبا العصرية على ركام اصطناعية تجمع بقايا مواقع أثرية كثيرة. تملك المدينة تاريخاً عريقاً إذ تم ذكرها في الإنجيل أيام الخروج أي حوالي عام 1200 ق.م. وقد عثر على مقبرة تعود إلى هذه الحقبة شرق المدينة.
خلال عهد المكابيين (حوالي 165 ق.م.)، سيطر على مادبا مجدداً العمونيون لكن حوالي عام 110 ق.م. احتلها يوحنا هيركانوس بعد حصار دام فترة طويلة. بقيت مادبا في أيدي اليهود حتى مجيء اسكندر ينيس، وكانت إحدى المدن التي وُعد بها ملك الأنباط أريتاس إذا قام بمساعدة هيركانوس الثاني في استعادة القدس.
img_archaeological_park.jpg
منتزه مادبا الأثري
وجعل الرومانيون مادبا مدينة نموذجية بامتياز، فبنوا الشوارع المعمدة، والمعابد البديعة، ومباني أخرى كما أقاموا أحواض ماء ضخمة وسوراً يحصنها. واصلت المدينة ازدهارها خلال القرن الثامن وبعده. وهذا ما يشير إليه تاريخ الأرضية الفسيفسائية في الكنيسة التي تعود إلى العام 767 ق.م. يمكن رؤية آثار المدينة الرومانية عبر امتدادات الشوارع الطويلة المرصوفة في منتزه مادبا الأثري.
متحف مادبا الأثري
استملكت دائرة الآثار في مادبا عدة بيوت متلاصقة، ذات أرضيات مفروشة بالفسيفساء لتشكل نواة متحف و قد تم إفتتاحه عام 1987.
تُعرض في ساحة المتحف الخارجية قطع فسيفساء نقلت من حسبان وماعين والقسطل وجبل نيبو، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من التيجان الكورنثية والأيونية، وعدد من الأعمدة والمذابح التي تعود إلى الفترة البيزنطية. كما يضم المتحف مجموعات من الفخاريات والزجاجيات التي تعود إلى العصور الهلنستية والرومانية، والبيزنطية، والإسلامية.
img_mosaic3.jpg
فسيفساء كتب عليها باليونانية:"تلاسا" التي تعني "بحر".
ومن أهم الآثار في المتحف مجموعة من الأواني الفخارية والبرونزية الإسلامية التي عُثر عليها في إحدى غرف قصر أم الوليد، وتم ترميمها وصيانتها في معهد الترميم في جنيف، وهي الآن معروضة في مادبا. يحتوي المتحف أيضاً على قطع نقدية فضية بطليمية عثر عليها في منطقة مربعة موسى ووُجدت معها أيضاً مجموعة من الدنانير الذهبية الأموية. تعتبر مادبا من أهم المراكز الملمة بفن الفسيفساء، إنها تحتوي على إحدى أكبر المساحات المرصوفة بالفسيفساء في كافة أرجاء المدينة الأثرية. تتمثل أبرز هذه الأرضيات بخارطة الأرض المقدسة في كنيسة القديس جورج.
تكثر مواقع الفسيفساء المحيطة بمدينة مادبا وأهمها مدينة أم الرصاص (المعروفة منذ القدم باسم ميفعة) التي بنيت في خباها أربع عشرة كنيسة يعود معظمها إلى القرنين الخامس والسادس ميلادي. أشهر هذه الكنائس هي كنيسة القديس اسطفان التي شيدت خلال الفترة العباسية في القرن الثامن الميلادي.
متحف مادبا للحياة الشعبية
يكون متحف مادبا للحياة الشعبية والمتحف الأثري وحدة متكاملة. أنشئ كلاهما في بيوت مبنية على أرضيات فسيفسائية قديمة. افتتح المتحف عام 1978.
يتألف المتحف من:
*
البيت الشعبي: بني هذا البيت على أرضية مرصوفة بفسيفساء بيزنطية. تتضمن هذه الأخيرة أشكالاً هندسية بحتة، وصورة لطاووسين وكبشين يحيطان بإناء له قاع ينبثق منه غصنا كرمة ، ومشهداً ميثولوجياً كلاسيكياً.
*
وأرضية فسيفسائية داخل غرفة 3,58* 5,37 م. تزينها أربع شجيرات تنبت من الزوايا، وأغصانها تلامس في الوسط دائرة فيها رأس إنسان. أما الفسحات بين الأشجار، فهي عبارة عن عصفورين، وكبشين، وأرنبين وحشيين، وثور، وأسد تأكل العشب الأخضر معاً.
*
يتكون المتحف الإثنولوجي من قاعتين تشتملان على معروضات الحلي المصنوعة من الذهب والفضة، والأدوات التجميلية، والأزياء الأردنية الشعبية، والبسط، وأدوات منزلية تراثية أخرى.
أم الرصاص
img_umm_ar_rassas_tower.jpg
البرج في أم الرصاص
ذكرت أم الرصاص في العهد القديم و العهد الجديد للكتاب المقدس. لقد حصنها الرومان، وواصل المسيحيون تزيينها بفسيفساء على الطراز البيزنطي بعد انقضاء أكثر من 100 سنة على بداية حكم الإسلام: في الواقع تتمتع (ميفعة) التي أصبحت الآن أم الرصاص العصرية بتاريخ عريق.
فقد هُدمت معظم جدران هذه المدينة التي تتخذ شكل مربع، غير أنها لا تزال تتضمن مبانٍ عديدة بالإضافة إلى أربع كنائس وبعض الأقواس الصخرية البديعة. تكمن نقطة الاستقطاب الأساسية خارج أسوار المدينة في قلب كنيسة القديس اسطفان التي تتميز بأرض ضخمة مرصوفة بالفسيفساء منذ عام 718 م. لا تزال محفوظة حتى أيامنا هذه. تصور هذه الفسيفساء رسوماً لخمس عشرة مدينة بارزة تابعة للأرض المقدسة من جهتي نهر الأردن :الشرقية والغربية. هذه التحفة الرائعة هي الثانية من نوعها بعد خارطة فسيفساء مادبا الشهيرة عالمياً التي تصور القدس والأراضي المقدسة.
على بعد أقل من كيلومترين من المدينة المحصنة، يثير أعلى برج قديم صامد في الأردن دهشة المتخصصين إذ يبلغ ارتفاعه 15 متراً وليست له أبواب أو بيت سلم داخلي. أصبح البرج حالياً مأوى لأسراب من الطيور.
أم الرصاص هي من موقع من مواقع التراث العالمي ( UNESCO ) .
الكرك
الكرك في العصر الحجري القديم
150000 – 20000 ق. م
العصر الحجري بمراحله الثلاث: المبكر والمتوسط والمتأخـر (150000- 20000 ق.م) اعتمد فيه الإنسان على الصيد وجمع النباتات البرية، وسكن الكهوف ودلت الحفريات التي أجريت في جنوب الأردن ومنطقة الكرك على وجود أدوات حجرية بكميات كبيرة تعود للعصر الحجري القديم في مناطق مختلفة من منطقة الكرك, سواء في منطقة الأغوار (وادي عسال), والمناطق المرتفعة في فج العسيكر وقرب الحسا و البالوع.
العصر الحجرييقول الباحث الأثري رولفسون الذي تعرف على الأدوات الحجرية العائدة للعصر الحجري القديم في موقع الفجيج: إن هذا الاستيطان البشري كان موسمياً, حيث ينتقل فيه الإنسان في فصل الصيف إلى المناطق المرتفعة, وفي فصل الشتاء إلى المناطق المنخفضة
طلباً لنباتات الرعي والدفء، و سمَى الباحث الأثري دونالد هنري هذا النوع من الاستيطان بالاستيطان الموسمي، حيث إن التنوع في المناخ والارتفـاع وفر الغذاء النباتي والحيواني اللازم
لمعيشته بشــكل كــاف، ويرى د. جمعة كريم أن المسوحات الأثرية إشارة إلى زيادة عدد المواقع الاستيطانية العائدة للمرحلتين المتوسطة والمتأخرة من العصر القديم.
الكرك في الفترة الانتقالية
(ق.م 10000-20000)
يعـد هذا العصر مرحله انتقالية بين العصرين الحجري القديم والحجري الحديث, وقد انتقل الإنسان في وقت متأخر من هذه المرحلة إلى بوادر الإنتاج الزراعي وتربية الحيوانات, ولقد تم العثور على شواهد أثرية في منطقة وادي ابن حماد و وادي الكرك تشير إلى استعمال الإنسان أدوات حجرية للطحن والدق, وقد تجمع إنسان هذه الفترة على شكل مجموعات في قرى سميت قرى الصيادين، و يلاحظ أن أكثر الحيوانات التي صادها إنسان هذه الفترة كانت الغزلان.
خارطة العصر الحجري مع الدليل
الكرك في العصر الحجري الحديث
8000- 5000 ق. م
الكرك مكتشفات حجريةمع نهاية الألف التاسع قبل الميلاد ظهر الاعتماد على الاقتصاد الزراعي إلى جانب الصيد، وبدأت هذه المرحلة بما عرف بالثورة الزراعية التي تمثَلت في الإنتاج الزراعي وتربية الحيوانات، حيث تم تدجين القمح والشعير في غوطة دمشق والبيضا في جنوب الأردن على التوالي، وظهرت التجمعات البشرية الكبيرة في قرى ثابتة مثل موقع صفية في وادي الموجب والذراع في منطقة الأغوار ووادي الحسا، وظهرت خلال هذه المرحلة أدوات زراعية مثل المحراث والفؤوس اليدوية.
ولقد ظهرت خلال هذه الفترة (8000-5000 ق. م ) الأواني الفخارية المصنوعة من طين غير محروق.
الكرك في العصر النحاسي
(4000- 3200 ق.م)
تقع المواقع الممثلة لهذه الفترة (4000- 3200 ق.م) بالقرب من مصادر المياه كعيون المياه والأودية دائمة الجريان، في وادي ابن حماد والموجب والذراع وعين سكين ونميرة والصافي، وخلال هذه الفترة تم استخراج النحاس من خلال صهر المادة الخامة المشكلة له في هذه المنطقة، واستخدامه على شكل أدوات زينة وأدوات حربيه كالبلطات. وأشارت المسوحات الأثريه إلى (وجود أدوات مصنوعة من النحاس في منطقة عين جدي, إضافة إلى وجود الأنصاب الحجرية في عدد من المناطق مثل ادر، اللجون وهي ذات دلالة دينية.
الكرك في العصر البرونزي
(3200ـ1200 ق.م)
تميزت المرحلة الأولى التي تسمى العصر البرونزي المبكر3200-2900 ق.م بظهور عدد كبير من المواقع الأثرية في هضبة الكرك ، التي تتميز بأنها صغيرة الحجم ومتناثرة وبيوتها من الطين ، كما تميزت هذه المرحلة بظهور عادات جديدة في مجال الدفن الجماعي. ويعد باب الذراع من أكبر المواقع الأثرية التي تؤرخ لهذه الفترة، وذلك من خلال ما تم العثور عليه من مكتشفات أثرية فخارية في مقابر المدينة، وأشارت هذه المكتشفات إلى وجود علاقات تجارية نشطة ما بين هضبة الكرك ومنطقة سوريا الوسطى والشمالية، وبلاد ما بين النهرين ومصر.
ومن المواقع المهمة التي تعود لهذه المرحلة المبكرة: أدر، البالوع، أريحا، وادي الموجب، اللجون، و عينون.
العصر البرونزي المتوسط
(2900ـ1550 ق.م)
لقد أدَى دخول العناصر الآسيوية ( الهكسوس ) إلى الأراضي العربية في هذه الفترة إلى اهتمام الفراعنة المصريين بمنطقة جنوب الأردن، وبالذات منطقة مؤاب، فقد عثر في عدد من المواقع على أوان ٍ فخارية منها )جبل شيحان، وادي بني حماد، وادي الكرك، البالوع ) وظهرت في هذه المرحلة حركة تجارية نشطة ما بين مصر وبلاد الشام عبر مؤاب.
العصر البرونزي المتأخر
( 1550 – 1200 ق.م)
يبدأ هذا العصر بعد طرد الهكسوس من مصر على يد الفرعون تحتمس الثالث، وظهور اسم مؤاب على مسلة الفرعون رمسيس الثاني في معبد الأقصر.
وقد تم العثور على مسلة تحمل كتابة هيروغليفية في منطقة البالوع ( شمال الكرك ) تشير إلى العلاقة الوثيقة مع المصريين, كما دلت المكتشفات الأثرية على أن فراعنة مصر استفادوا كثيراً من مناجم النحاس في وادي عربة والقار والملح.
لوحة البالوعة
لوحة البالوع
الكرك في العصر الحديدي
( المملكة المؤابية )
ظهرت خلال العصر الحديدي ثلاث ممالك في الأردن هي: آدوم، مؤاب، عمون وقد ارتبطت هذه الدويلات بطرق التجارة ( الطريق السلطاني ) المار عبر أراضيها.
maishaوقعت خلال هذه الفترة عدة حروب ما بين المؤابيين والإسرائيليين، إلى أن حقق الملك ميشع انتصاراً على الإسرائيليين، وطهر المنطقة من النفوذ الاسرائيلي، وقد دوَن انتصاراته على مسلة عرفت بمسلة ميشع عثر عليها عام 1868 في منطقة ذيبان شمال الموجب، وشهدت هذه الفترة قيام علاقة وثيقة بالآشوريين وازدهار التجارة معهم، وسجلت الحوليات الآشورية أن ملك مؤاب قدم المساعدة لجيش سنحاريب (701 ق.م ) في حروبه ضد الممالك الإسرائيلية، كما شهدت هذه الفترة تعاونا ً مع الدولة الكلدانية (612 ق.م) ، ودلت بعض الشواهد الدينية في بعض المواقع على وجود تعاون تجاري كبير ما بين مؤاب ومصر وبلاد الرافدين.
فرسان مؤاب
فرسان مؤاب
الكرك في العصر النبطي
شهدت بلاد الشام في هذا العصر حروباً عديدة ما بين الفرس والدولة الكلدانية، ووقعت منطقة جنوب بلاد الشام تحت الحكم الفارسي حتى غزو الإسكندر المقدوني للمنطقة سنة (332ق.م )، وازدهرت في هذه الفترة صناعة الأواني الفخارية وخاصة فخار مدين، حيث زينت بالدهان الأحمر والبني، وبعد موت الإسكندر وحكم القائد بطليموس لمصر والقائد سلوقس لبلاد الشام، أصبحت منطقة جنوب بلاد الشام منطقة تنافس وصراع ما بين السلوقيين والبطالسة
وشهدت هذه الفترة عدداً من الثورات ضد السلوقيين في سوريا، كما شهدت ظهور عدد من الإمارات العربية منها أبجر في الرها والمكابية في فلسطين والأنباط في جنوب الأردن، حتى تمكن القائد الروماني بومبي عام(63ق.م ) من فرض سيطرته على بلاد الشام إلا أن دولة الأنباط استطاعت أن تحافظ على نفوذها على جنوب بلاد الشام ( من دمشق إلى إيلة ).
bustdetail[1]
فارس نبطي
ويذكر أن السلوقيين حاولوا السيطرة على البتراء عاصمة الأنباط إلا أن حملتهم بقيادة اثنايوس فشلت عام (312ق.م)، وبعد سيطرة الرومان على المنطقة أبقوا سيادة الأنباط على دولتهم مقابل مبلغ من المال.
وقد تمكن القائد الروماني بومبي عام(63ق.م ) من فرض سيطرته على بلاد الشام ، إلا أن دولة الأنباط استطاعت أن تحافظ على نفوذها على جنوب بلاد الشام ( من دمشق إلى إيلة ) ، إلى عام (106م) وقد ازدهرت منطقة جنوب الأردن في الفترة النبطية من خلال النشاط التجاري واستغلالهم مياه الأمطار في الزراعة، من خلال مهارة عالية في تجميع المياه، وأقيم في هذه الفترة عدد من المعابد الدينية، و الأبراج والتحصينات لحماية الطرق التجارية.
أهم المواقع الأثرية النبطية في الكرك التي تعود إلى هذه الفترة: الكرك، ذات رأس و شقيرا, خربة نشينش، الربة، القصر، و نخل.
الكرك في العصر الروماني
مع بداية القرن الثاني الميلادي تغيرت الحالة السياسية في منطقة جنوب الأردن وذلك مع سقوط الدولة النبطية (106م ) على يد الملك تراجان، وأصبحت الكرك خاضعة للاحتلال الروماني المباشر، ودخلت الكرك ضمن الولاية العربية ومركز إدارتها بصرى في جنوب سوريا، واهتمت الدولة الرومانية بهذه المنطقة وأقامت فيها عددا ً من التحصينات العسكرية، وقامت بتوسعة وصيانة الأبراج السابقة، واهتمت بإنشاء خط من الحصون والأبراج العسكرية في المنطقة الشرقية من الأردن.
وأهم التحصينات الموجودة في الكرك معسكر اللجون الذي أخذ أهمية بالغة في الفترة الرومانية كذلك حصون ( قصر بشير، معسكر الفتيان، برج ابن ياسر، برج أبو ركبة ). وبينت المسوحات الأثرية أن هضبة الكرك شهدت كثافة استيطان عالية وذلك من خلال المواقع الأثرية الكثيرة المتناثرة في محافظة الكرك.
الكرك في خارطة مادبا
الكرك في العصر البيزنطي
( 332-636م )
تمثل التاريخ البيزنطي امتداداً للتاريخ الروماني، حيث بقيت المفاهيم السياسية نفسها ما عدا انتقال مركز الدولة نحو الشرق في القسطنطينية بدلاً من مدينة روما، إضافة إلى انتصار المسيحية على الوثنية لتصبح الديانة الرسمية للدولة.
ظهر انحدار وتدهور في التحصينات العسكرية للدولة البيزنطية منذ القرن الخامس الميلادي وذلك لانشغال الجيش البيزنطي في حماية حدوده الغربية، مما جعل الدولة البيزنطية تعتمد على القبائل العربية في حماية خطوط التجارة وحماية حدودها، وتغيرت فترات النفوذ بين القبائل العربية في المنطقة وخاصة بعد غزو الفرس لبلاد الشام عام (614م)، ومع تحول الدولة إلى الديانة المسيحية نشطت العمارة الدينية متمثلة في بناء عدد كبير من الكنائس والأديرة وتم الكشف في الكرك عن عدد من المواقع التي وجد فيها كنائس ومعابد مثل خربة نخل، عين عباطة، الربة، و العدنانية ويبدو أن بلدة الربة أصبحت المدينة الأساسية المقامة على هضبة الكرك خلال العصر البيزنطي, و تحولت إلى مركز أبرشية بدلاً من مدينة البتراء.
الكرك في خارطة ام الرصاصالكرك في خارطة ام الرصاص
الـكرك والفتوحات العربية الإسلامية
100_9772بدأ تاريخ الكرك في العهد الإسلامي مع غزوة مؤتة 8هـ (629م ) التي تميزت بأنها:
1. أول معركة للرسول صلى الله عليه وسلم خارج الجزيرة العربية، لنشر الرسالة وإنهاء الاحتلال البيزنطي، وهي الغزوة الوحيدة التي لم يحضرها الرسول، صلى الله عليه وسلم.
2. وقوف غالبية من قبائل الكرك المسيحيَه آنذاك وبخاصة قبيلة العزيزات مع جيش النبي (ص) ضد الروم ومن وقف معهم من العرب.
3. شكلت الكرك بوابة للفتح الإسلامي خارج الجزيرة العربية.
عاشت منطقة الكرك وجنوب الأردن أثناء فترة الخلافة الراشدة في مرحلة استقرار، ولم تشهد أية اضطرابات كالتي حصلت في العراق والحجاز ودمشق، مما شجع كثيرا ً من العلماء والفقهاء والسياسيين على الاقامة في جنوب الأردن ومن هؤلاء محمد بن الحنفية، و محمد بن عبد الله بن العباس (إيلة، الحميمة) والمؤرخ والمحدث محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
واستمر الاستقرار والازدهار في منطقة الكرك وخاصة (إيلة، معان، الكرك، الربة، الحميمة، أذرح ) ونشطت ثقافيا ًوتجاريا ً في الفترة الأموية (634م ـ749م).
واستمر الاستقرار والازدهار خلال القرون الأربعة الأولى من العصر العباسي (749م ـ1098م)، واستخدم عدد من قادة العباسيـين (منهم بلشكين ( 982م ) حصنها المنيع.
الكرك تحت سيطرة الفرنجة (الصليبين)
(1142م ـ 1189م)
مع بداية الحملة الصليبية الأولى ونجاحها في تأسيس عدد من الإمارات في الرها (1097م) وإنطاكية (1098م ) ومملكة بيت المقدس اللاتينية (1099م) وطرابلس (1109م ).
وفي خضم الصراع السياسي والعسكري، كانت القبائل العربية في جنوب الأردن تشن الغارة تلو الغارة على مملكة بيت المقدس، وزادت هذه الغارات بالتعاون مع الفاطميين في مصر واتابكية دمشق السلجوقية.
Image1وكانت بداية الحملات الصليبية على منطقة الكرك بقيادة الملك بلدوين الأول (1100م ـ 1118م )، وبعد أن تسلم الملك فولك الأنجولي الأمر (fulk of Anjou)(1131م)، وسع اهتمامه بقـلعة الكرك, وأمر قائده باجان الساقي (payen) في الشوبك بالانتقال إلى قلعة الكرك وإعادة بنائها وتوسيعها ودعم تحصيناتها، وجعلها مركزه, وقد تم تأسيس بارونية في الكرك تتبع لمملكة بيت المقدس اللاتينية (1142م)، وتولى البارونية بعد باجان ابن أخيه موريس (1157م ـ1160م)، وبعد ذلك حكمها فيليب دي ميللي philipe de milly) ) 1161) م ـ 1168م ).
وقام الفاطميون والزنكيون في هذه الفترة بعدد من المحاولات لتخليص الكرك من يد الفرنجة ولكن كل هذه المحاولات لم تنجح في إخراج المحتلين من القلعة لتحصيناتها الكبيرة.
وقد شكلت بارونية الكرك بقيادة أرناط(Reginald de chatiillon) عام (1176م) خطرا حقيقيا ًعلى الحجاز ومصر وبلاد الشام، وارتبط باسمه أول نجاح كبير للإفرنج على صلاح الدين في معركة الرملة (1177م)، وقد هاجم حماة والحجاز، وبعد عقد هدنة ما بين صلاح الدين والفرنجة عام (1184م)، أغار أرناط على قافلة الحجاج المتوجهين إلى الحجاز. وقد قتل أرناط في معركة حطين(1187م)، وبعد حصار طويل للقلعة استسلم الإفرنج واسترجعها الأيوبيون
( 1188 م).
تأسيس إمارة الكرك الأيوبية
(1188م ـ 1250م)
بعد استرجاع مدينة الكرك، ونظراً لاهتمام السلطان صلاح الدين الأيوبي بها سلمها لأخيه المـــلك العادل، وشملت إمارة الكرك آنذاك مدينة الكرك و الشوبك والبلقاء والسلط، وبدا الملك العادل منذ عام (1188م) بإعادة ترميم القلعة وتحصينها خاصة بعد احتلال الإمبراطــور الألماني فردريك بربروسا مدينة عكا في عام (1191م), وهي بداية الحملة الصليبية الثالثة.
وبعد موت السلطان صلاح الدين تسلم الملك العادل إمارة دمشق وأناب عنه في إمارة الكرك ابنه الملك المعظم عيسى(1195م) الذي أجرى عدداً من الإصلاحات في اتجاهات ثلاثة:ـ
الأول: صيانة عيون المياه والاهتمام بالزراعة وتوطين المتنقلين من أهل المنطقة و إعادة الحرفيـين والصناع للمدينة.
الثاني: صيانة القلعة والأبراج والأسوار والاهتمام بتحصينات المدينة والمناطق المجاورة لها, وبناء قلعة في السلط.
الثالث: معالجة حالة الاضطراب التي شهدها الأمن بعد رحيل الصليبين وخاصة حماية خطوط التجارة وقوافل الحج من قطاع الطرق
وقد حرص الملك العادل وأبناؤه على إيداع كل ما يملكون في قلعة الكرك. وبعد وفاة الملك المعظم عيسى عام (1226م) ورث الإمارة الملك الناصر داود، ولأهمية الكرك عند الأيوبيين وأثناء مفاوضاتهم مع رجال الحملة الصليبية الخامسة(1221م) في دمياط، عرضوا عليهم إرجاع كافة الأراضي التي حررها صلاح الدين قائد الكرك مقابل رحيلهم عن دمياط ما عدا.
ويذكر أن السلطان الملك الكامل حاول إبعاد ابن أخيه الناصر عن إمارة الكرك، وحاول السيطرة عليها أثناء غيابه في دمشق، إلا أن التفاف أهل المدينة حول والدة الملك الناصر أدى إلى هزيمته.
ولكن بعد سنة تم الاتفاق على أن يتنازل الملك الناصر عن حكم دمشق، وان تبقى إمارة الكرك وجميع أعمالها التي كانت تضم (الشوبك، السلط، البلقاء، الأغوار جميعها، نابلس، أعمال القدس، بيت جبريل).
حاول الملك الناصر إضفاء الشرعية على حكمة بأن قام بزيارة الخليفة العباسي المستنصر بالله(1232م)في بغداد في جمع من علماء الكرك وشيوخها، واستقبله الخليفة ولقبه بالوالي المجاهد، و أرسل الخليفة رسله إلى السلطان الكامل يطلب فيها الاعتراف للملك الناصر في حكم الكرك.
في عام(1239) قاد الملك الناصر داود أبناء الكرك وحاصر الفرنجة في بيت المقدس، واستطاع تحريرها بعد ثلاثة أسابيع من الحصار
أصبحت الكرك في عهد الملك الناصر قبلة للعلماء والشعراء والأدباء، فقد عمل الملك الناصر على أذكاء روح الحوار والمناظرة وعقد المجالس العلمية وفتح أبواب الكرك للعلماء ومن بينهم المؤرخ ابن واصل، والمؤرخ سبط ابن الجوزي، و الشيخ عبد الحميد النحوي، و جمال الدين بن الحاجب وغيرهم الكثير.
إمارة الكرك والصراع الأيوبي المملوكي
(1250-1262)
Image4بعد وفاة الملك الناصر داوود وانتهاء حكم الأيوبيين في مصر على يد المماليك، استلم إمارة الكرك الملك المغيث عمر بن السلطان الملك العادل الثاني (1250)، وفي عام 1257 وبعد التجاء فرسان المماليك البحرية إلى الكرك بزعامة الأمير بيبرس، حاول الملك المغيث إزاحة المماليك المعزية عن حكم مصر.
قاد الملك المغيث والمماليك البحرية حملتين على مصر (1257- 1258) لكنه لم يوفق في هزيمة المماليك المعزية، و أصبحت الكرك مقرا للثوار والعسكريين الذين بدأو بحشد أنفسهم لمواجهة المغول بعد سقوط بغداد و دمشق، وشارك جيش الكرك بمعركة عين جالوت (1260م).
بعد معركة عين جالوت أصبحت إمارة الكرك الأيوبية تابعة لحكم المماليك في مصر, بعد أن قبل الملك قطز ببقاء الملك المغيث أميراً على الكرك والشوبك وانتزع منه السلط و البلقاء والخليل.
في عام 1262 انتهى حكم الأيوبيين لإمارة الكرك بتسليمها للملك الظاهر بيبرس من قبل ابن الملك المغيث.
عين جالوت
مملكة الكرك (1262-1382)
اجتمع الملك الظاهر بيبرس بأهل الكرك في اليوم الثالث من فتحه لها (27 جمادى الآخرة 661 /1262م) وخاطبهم قائلاً " اعلموا أنكم أسأتم إلي في الأيام الماضية، وقد اغتفرت لكم ذلك، واعلموا أنكم قد ازددتم محبة إلي“ أشارة إلى عدم خيانتهم للملك المغيث ووقوفهم إلى جانبه، ووفائهم له ـ و أمر الملك الظاهر بيبرس بصيانة القلعة وزيادة تحصيناتها وترميم أبراجها ومدارسها وعين نائب للسلطان ليكون أميرا للكرك.
بعد وفاة الظاهر بيبرس (1277) استلم الحكم ابنه الملك السعيد إلا انه أزيح عن السلطنة وسُمّي ملكاً لمملكة الكرك، ونائباً للسلطان.
برج%20الضاهر%20بيبرس2استلم الحكم بعده شقيقه الملك مسعود, وشيدت فترة حكمه صراعاً واضطرابات كثيرة مع السلطان المنصور قلاوون في مصر. وفي عام (1286 ) عين السلطان المنصور قلاوون الأمير عز الدين ايـبك نائباً للسلطان في الكرك وقد اهتم السلطان بزيارة الكرك أكثر من مرة.
ويذكر أن الأمير المؤرخ بيبرس الدوادار قد استلم نيابة السلطان في الكرك لعدة سنوات، وقام بكثير من الإصلاحات العمرانية والتعليمية في المدينة, وقد شارك جيش الكرك بطرد الإفرنج من عكا في عهد السلطان الاشرف خليل (1291) الذي خلف والده السلطان المنصور.
وبعد مقتل السلطان الأشرف خليل (1292) استلم السلطنة ابنه الملك الناصر محمد, وكان صغير السن لم يتجاوز عمره (9) سنوات، وبعد سنة خُلع وأرسل إلى الكرك مع والدته, إلى أن عاد بعد عام ليستلم السلطنة ثانية.
وبعد عدة سنوات عاد إلى الكرك ليمارس حكم السلطنة من الكرك لمدة عام (1308) وقد اهتم الملك الناصر محمد بمملكة الكرك طوال فترة حكمه للسلطنة (1310- 1340) وأمر بكثير من التحسينات للقلعة والمدينة وقراها (ضريح جعفر ), واتخذها منطقة لإقامة أولاده، جعل ابنه الملك الناصر احمد في أخر أيام حكمه نائبا للسلطان فيها.
مملكة الكرك خلال العقود الأربعة الأخيرة
من عهد دولة المماليك البحرية (1340م ـ1382م)
Image4شهدت هذه الفترة حالة من عدم الاستقرار وذلك بعد وفاة السلطان الناصر محمد واستلام أحد أبنائه السلطان المنصور أبي بكر سدة الحكم حتى انقلب عليه أمراء المماليك، وتسلطوا على الحكم، مما اثر على استقرار مملكة الكرك التي كان يحكمها الابن الأكبر للسلطان الناصر محمد وهو الملك الناصر احمد، وبعد عدة مناوشات قرب الكرك وقف أهلها ببسالة مع الملك الناصر احمد ضد الأمير قوصون مغتصب السلطة في مصر، واستطاع الملك الناصر احمد استعادة السلطنة ورجع سلطاناً على دولة المماليك، وبعد وصولة للقاهرة ومكوثه لفترة، عاد إلى الكرك ليمارس مهام السلطنة من الكرك.
ويذكر أن الملك الناصر احمد أعطى الكرك اهتماما كبيراً وقام بعدد من الإصلاحات، إلا أن ظروف المناوشات مع أمراء المماليك، لم تعطه الفرصة الكافية لإنجاز جميع ما خطط له.
مملكة الكرك
دولة المماليك الجراكسة (1382م ـ 1516م)
أسس هذه الدولة السلطان الظاهر برقوق، الذي اهتم بمملكة الـكرك، وفي عام (1388م ) خلع هذا السلطان ونفي إلى الكرك، وقد حافظ أبناء الكرك على الوفاء له فعاملوه أهل الكرك بلطف ولين، واهتموا به كما لو كان سلطانا، وخلال عام أجمع أهالي الكرك على نصرته ومبايعته وساروا معه إلى القاهرة حيث استعاد عرشه من يد خصومه.
اهتم السلطان الظاهر برقوق بأبناء الكرك لوفائهم وإخلاصهم، منحهم مواقع قيادية كثيرة في السلطنة منها كاتب سر السلطنة علاء الدين ابن عيسى الكركي المقيري وشقيقه عماد الدين قاضيا للشافعية في مصر وغيرهم، واهتم بالإصلاحات في مملكة الكرك وبالزراعة وعيون المياه، ولكن بعد وفاته في عام (1398م)واستلام ابنه صغير السن السلطان فرج، كثرت الفتن والحروب في السلطنة وانعكست انعكاسا مباشرا على مملكة الكرك، حيث أن اغلب الأمراء والقادة كانوا يحاولون إشراك الكرك في معاركهم لمعرفتهم بأهلها ووفائهم كذلك موقعها الحصين والمتوسط.
ويذكر المؤرخون أن آثار الدمار والخراب لم تعم الكرك وحدها بل شمل كافة أنحاء دولة المماليك حتى سقوطها على يد الأتراك في عام (1516م) في معركة مرج بن دابق
الكرك في العهد العثماني
(1516-1916)
بعد انتصار الأتراك العثمانيين على المماليك في معركة مرج دابق 1516 خضعت الكرك للسيطرة العثمانية، وأرسلت حامية عسكرية إلى قلعة الكرك وتأسيس لواء (الكرك والشوبك), ومركزه الكرك يتبع لولاية دمشق.
وبعد عدد من التغييرات الإدارية في الدولة العثمانية، تغيرت التقسيمات الإدارية للمناطق نتيجة الاضطرابات التي حدثت، وتغيرت تبعية لواء الكرك أكثر من مرة (صيدا وبيروت)، إلا أنها فيما بعد استقرت تبعيتها لولاية دمشق وأخذت اسم لواء الكرك، ومركزه الكرك، ويضم كلاً من السلط، البلقاء، الشوبك، ومعان، وتبوك، ومدائن صالح.
ونتيجة الفوضى والاضطرابات في الدولة العثمانية وعدم سيطرتها على منطقة جنوب الأردن، شهدت المنطقة الكثير من الحروب بين القيادات المحلية والمحيطة بالكرك، أثرت على عمرانها وزراعتها ومع ذلك فقد ذكر كافة المؤرخين الذين شاركوا بالحج الشامي أن أسواق الكرك كانت عامرة بالمنتوجات المختلفة.وظلت سيطرة الحكومة ضعيفة على منطقة الكرك إلى أن استولى عليها إبراهيم باشا (1831).
الدولة العثمانية
الكرك خلال حكم إبراهيم باشا (1831-1840)
محمد عليكان محمد علي باشا يطمح إلى تأسيس دوله كبيرة له في مصر وما حولها، لذلك خاطب السلطان عدة مرات لجعل بلاد الشام تحت حكمة، بحجج شتى، منها تأمين طريق الحج الشامي، تحسين الزراعة، زيادة الضريبة المدفوعة للسلطان، وكان يقول " الشام لازمة لسلامة مصر ".
حملات محمد عليويذكر أن كافة الحملات التي قادها إبراهيم باشا في بلاد الشام انتصر فيها إلا حملته الأولى على الكرك التي لم تنجح عام (1833)، رغم أنه دحر الجيش العثماني في معركة بيسلان (1832)وأخذ اعترافا رسميا من السلطان العثماني بحكمه لبلاد الشام، وبعد أن استطاع السيطرة على المدينة في حملته، بطش جنوده من الألبان والشركس وبقايا المماليك بأهالي المدينة، وبعد خروجه منها ثأر أهل المدينة على نائبه وعسكره فيها، وأجبروهم على الرحيل منها، وعادت المدينة إلى عهدها السابق معقلاً للثوار ضد ظلم إبراهيم باشا، واستقبلت كافة الثوار من بلاد الشام، ومنهم الشيخ قاسم الأحمد(فلسطين).إلا أن إبراهيم باشا جرّد حمله أخرى بقيادته لإخضاع الكرك.
الكرك والتنظيمات العثمانية
بعد انتهاء حكم إبراهيم باشا لبلاد الشام (1840م)عادت المنطقة للحكم العثماني، وحاول العثمانيون الاستفادة من التنظيمات الإدارية لحكم إبراهيم باشا خاصة إن الأهالي أخذوا يضغطون في هذا الاتجاه، مما دفع السلطان إلى إصدار مرسوم تشكيل الولايات العثمانية (1864م)، وتم تشكيل لواء الكرك ويتبع لولاية دمشق، يضم هذا اللواء ثلاثة أقضية (السلط، الطفيلة، و معان) وعدداً من النواحي (ذيبان، العراق، الجيزة، عمان، مأدبا، الشوبك، وادي موسى، تبوك، مدائن صالح)، وفي عام (1893م)تم تأسيس بلدية الكرك.
ثورة الكرك عام (1910م).
الثورة العربية الكبرىكان حكم الأتراك للبلاد العربية حكماً تعسفياً ظالماً، وفي المرحلة الأخيرة اتبعوا سياسة تتريك البلاد العربية، مما أدى إلى قيام عدد من الثورات في البلاد العربية، كان منها ثورة الكرك (1910م) التي جاءت نتيجة زيادة الضرائب على أهالي المدينة، و تطبيق قانون الخدمة العسكرية الإجبارية، وظلمهم الكبير لأبناء المدينة، إلا أن الأتراك أجهضوا هذه الثورة بعد معركة كبيرة قتل فيها عدد من الجنود الأتراك ومن أهالي الكرك، وتم إعدام معظم قادة الثورة وبقيت الثورة علامة بارزة في تاريخ الكرك تتغنى بها الأجيال.
ومنذ انتهاء ثورة الكرك أخذ أبناء الكرك بالاتصال مع الأشراف ليخلصوهم من الحكم التركي الجائر لما لأهل البيت من محبة في قلوب أبناء البلاد العربية، إلى أن جاء الفرج في عام (1916م)، حيث أعلن الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه الثورة العربية الكبرى على الأتراك.
الطفيله
محافظة الطفيلة هي إحدى محافظات المملكة الأردنية الهاشمية ( الأردن ) توجد فيها أحد أهم وأروع محميات الشرق الأوسط وهي محمية ضانا. تقع المحافظة في الجهة الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 180 كيلومتر.
*
تعد الطفيلة من أقدم المناطق المأهولة بالسكان ، حيث تعاقبت عليها الأمم المختلفة : ابتداء بالادوميين حيث كانت ""بصيرا"" عاصمة مملكتهم ، ثم خضعت المنطقة لحكم الانباط إلى أن جاء الرومان ثم انضمت المنطقة واما سمها السابق كان تافلوس ويعني أرض الجبال ثم خضعت للحكم الإسلامي بعد معركتي مؤتة و اليرموك.
وتنقسم محافظة الطفيلة إداريا إلى ثلالثة الوية :
1.
لواء القصبة
2.
لواء بصيرا
3.
و لواء الحسا
المقومات السياحية
* يوجد في محافظة الطفيلة العديد من الأماكن التاريخية و الأثرية والدينية:
1.
قلعة بصيرا: و تعود إلى العهد الادومي .
2.
قلعة الطفيلة : وتعود إلى العهد النبطي وهي شاهقة الارتفاع وحصينة وكانت تنذر القلاع المجاورة بواسطة النار من على ابراجها الاسطوانية وهذه القعلو تهدمت والكثير من حجارتها استخدمت في بناء البيوت الطنية المجاورة
3.
قرية صنفحة قديما تعرف بمملكة الصهوة أو بلاد الشمس وهي ادومية ومن ثم رومانية وتضم نبع ماء غزير وممرات سرية تصل حتى قلعة الطفيلة
4.
مقام الصحابي الحارث بن عمير الازدي.
5.
مقام فروة بن عمرو الجذامي .
6.
ضريح الصحابي كعب بن عمير الغفاري : يقع هذا الضريح في منطقة ذات اطلاح في الجنوب الغربي من محافظة الطفيلة على الطريق الممتد بين العقبة ومعان.
7.
ضريح الصحابي جابر الانصاري : يقع الضريح في مدينة الطفيلة بالقرب من مقبرة البلدية الموجودة في منطقة البقيع حيث سمي الحي الذي يرقد فيه جابر بحي الأنصار نسبة له إذ ان الأكثرية تعتقد بأن سبب تسمية الجوابرة بهذا الاسم نسبة إلى جابر الانصاري أيضا.
8.
حمامات عفرا المعدنية.
9.
حمامات البربيطة.
10.
محمية ضانا الطبيعية.
11.
قلعة الحسا.
12.
قلعة السلع.
13.
خربة الذريح: تقع شمال الطفيلة وهي عبارة عن بقايا منازل وهياكل ، وتعد من المعابد النبطية
14.
خربة التنور:تعد من أقدم المواقع الأثرية في محافظة الطفيلة ، وتم اكتشاف تماثيل عدة فيها مثل : أ-تمثال النصر ب-تمثال تايكي ج-تمثال النسر د-تمثال اللات.
15.
قاعات ومساكن ونقوش تعود للادوميين في بصيرا.
16.
جدران واعمدة رومانية جنوب محافظة الطفيلة في غرندل.
17.
موقع فيدان الأثري: يلتقي مع نهاية وادي ضانا استخدم في العصر الحجري والعصر البرونزي والنبطي والروماني والبيزنطي كمنجم للنحاس فيه بقايا لكنائس بيزنطية.
18.
بقايا خرائب قلعة أُقيمت على تل مرتفع يعود تاريخها إلى العصور الوسطى ، ولأهميتها القديمة نسبت إليها البلاد المجاورة ودُعيت ببلاد الشوبك. وهي اليوم اسم لناحية تعرف باسم "ناحية الشوبك" قصبتها بلدة "نِجِل" الواقعة على مسافة أربعة كيلومترات ونصف الكيلومتر من القلعة.
19.
المسلة البابلية.
20.
كنيسة مسيحية: تقع إلى الجنوب من منطقة بصيرا على بعد لا يتجاوز 6كم في منطقة غرندل. هذا الموقع سادته حضارات عريقة مثل الادوميين والرومان والبيزنطيين وكذلك الحضارة الإسلامية وقد تم العثور في هذه الكنيسة على ارضيات فسيفسائية ملونة باشكال مختلفة.
21.
قصر الدير:يقع من الشمال الغربي من بلدة عين البيضاء على بعد (4) كيلو متر وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل ابعاده (13× 8) م2 ويقع على قلعة عالية منها نشاهد موقع اثار السلع والطفيلة. كما يوجد في المحافظة القصور التالية: اللعبان، كاترينا، التوانه، القديس، رمسيس.
22.
قصر الطلاح:ويقع القصر في الجنوب الشرقي من الطفيلة، على حافة وادي العَرَبَة. أخذ اسمه من الوادي الذي يقع عليه
إحكي انك قرأت الموضوع في الولآيات المتحدة الأردنيه
معان
معان مدينة أردنية تقع في الجهة الجنوبية من البلاد على الأطراف الغربية للهضبة الصحراوية الممتدة من شبه الجزيرة العربية حتى بادية الشام.يبلغ عدد سكانها حوالي 45 ألف نسمة جميعهم مسلمون وتصل مساحة المدينة لعشرين كم2. يسود معان مناخ صحراوي حيث ترتفع درجه الحرارة في الصيف إلى 35سْ وتنخفض في الشتاء إلى 15سْ. أما الأمطار فهي شتوية غير منتظمة حيث تصل في حدها الأعلى إلى 60 ملمترا. تتأثر المدينه صيفا برياح صحرواية جنوبية شرقية وشتاء برياح غربية وهي سبب تساقط الأمطار.
التسمية
تذكر المصادر التاريخية أن معان ذكرت في التوراة بلفظ معون ومعين وماعون. هذا اللفظ (معين) يعني الماء الجاري ولفظ معان يعني المنزل. وهنالك بعض المعلومات تقول ان معان سميت بهذا الاسم نسبة إلى الدولة المعينية التي ظهرت في جنوب الجزيرة العربية باليمن خلال عام 1200 ق.م والتي بسطت نفوذها شمالاً واتخذت من مدينه معان مركزاً تجارياً و سياسياً.الرأي الأول القائل بأن معان سميت بهذا الاسم نسبة للماء الجاري صحيح لأننا نلمسه من كثرة الينابيع الجارية فيها ولأن أي تجمع سكني قديماً كان يقام حول المصادر المائية.الرأي الثاني القائل أن معان سميت بهذا الاسم كون معناها يعني المنزل قد يفسر على أن القوافل المرتحلة بين الجزيرة العربية والشام كانت تتوقف في معان للتزود بالماء والطعام ولتأخذ قسطاً من الراحة.الرأي الثالث القائل بأن أصل التسميه يعود إلى الدولة المعينية التي ظهرت في جنوب الجزيرة العربية مستبعد نوعا ما إذ أنه من الصعب الإقرار بذلك.
تاريخ المدينة
ما قبل الإسلام
لم يذكر التاريخ عن نشأة مدينه معان، وإنما تشير الدلائل إلى أن المدينة كانت موجوده قبل ظهور الدولة المعينية عام 1200 ق.م. ازدهرت معان في ذاك الوقت إذ أنها كانت تستقبل القوافل واحدة تلو الأخرى.في عام 650 ق.م تحطمت الدولة المعينية على صخرة السبأيين حيث بدأت معان تفقد أهميتها شيئاً فشيئا وزاد ذلك سوءاً قضاء الحميريين على السبأيين عام 115 ق.م حيث اندثرت معان بعد أن حول الحميريين طريق تجارتهم للبحر ودخلت معان مرحلة التفكك والنسيان.رغم الضياع الذي اكتنف مدينة معان إلا أنها تعود مع إطلالة الحكم الغساني الذي سجلت فيه معان تاريخاً مميزا حيثا أمر الحارث الثاني ملك الغساسنة بإعادة بناء معان وتعيين فروة النافري الجذامي أميراً لها.
ما بعد الإسلام
أسلم فروة على يد الصحابي السائب بن العوام في عام 628 م. قررت الدولة الغسانية وبأمر من الروم صلب فروة إذا لم يرجع عن الإسلام حيث كانت الدولة الغسانية تابعه للروم. تلافياً لثورة أبناء معان تم صلب فروة في منطقه عفراء الواقعة اليوم بالقرب من الطفيلة حيث طلب من فروة الرجوع عن إسلامه مقابل إطلاق سراحه وزيادة الرقعة التي يحكمها. وأنشد قبل أن يضرب عنقه قائلا:وصلت إلى معان طلائع الجيوش الاسلامية بقيادة زيد بن الحارث قائد الجيش الذي وجهه الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لغزوة مؤتةعندما تولى الأمويون الخلافة الإسلامية أمروا بإعادة بناء معان وتطورت معان في وقتهم تطورا كبيرا. وبقدوم الدولة العباسية للحكم ينقلب الحال وتعيش معان أسوأ حالة لها ويعود ذلك إلى الأسباب التالية:
· توجه العباسيين إلى الحميمة التي تقع إلى الغرب من معان وعلى بعد 57 كم واتخاذهم إياها مقرا لهم.
· تعطيل الطريق التجاري الذي كان يمر بمعان والمنطلق من الجزيره العربيه للشام واستبداله بطريق آخر ينطلق من بغداد للجزيرة مباشرة.
· كون معان محببه للأمويين. يقول ابن بطوطة في ذلك عندما مر بمعان (1325 م) «أن معان خراب لا يسكنها أحد».عند قدوم العثمانيين وبعد أن بسطوا نفوذهم على بلاد الشام نالت شيئا من الاهتمام وذلك لعدة أسباب منها وقوع معان على الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة مما دفع العثمانيين إلى القيام بالأعمال التالية:
· نقل مركز المحافظة من الكرك إلى معان.
· جعل الخط الحجازي يمر في معان.
· تنظيم الزراعة وشق الطرق وحفر الآبار الارتوازية. في عام 1925 م، أصدر علي بن الحسين ملك الحجاز قرارا بضم معان لشرق الأردن. واتخذ الأمير عبدالله بن الحسين معان عاصمة للأردن.
الكارثه
حدث مأساوي حيث داهمت السيول العارمه المدينه في صباح يوم الجمعه الموافق 11/3/1966 م . ذهب ضحيتها (( 112 )) قتيلاً. وامر الملك ببناء (120) وحده سكنيه وزعت على المنكوبين . ان الدمار الذي لحف بالمدينه من جراء السيول يعود إلى عاملين اساسين هما : 1) حجم المياه المتدفقه بشكل كبير . 2) طبيعه البيوت المقامه من (طوب اللبن) مما ساعد على توسيع قاعده الضرر .
من اقوال الرحاله
لعب موقع معان دوراً بارزاً في اهميتها خاصه وانها همزه الوصل بين الجزيره وبلاد الشام فلذلك كانت معبراً للقوافل القدمه من الجزيره والعابره اليها ، وكان لا بد من الوقوف فيها وخلال عمر معان زارها الكثيرون من الرحاله والاجانب وهنا سنذكر بعض مقتطفات من اقوالهم :جورج اوغست فالين ــــ 1845 م : ومعان الحاليه من أكبر البلدان في طريق الحج السوري فيها مايتا عائله تقريباً تنحدر من سبعه بطون ، وهم اقوياء البنيه سوريو الملامح وهذه القوه المحاربه تبعث في نفوس اهل معان الثقه وتجعلهم يفرضون الخاوة فينتج عن ذلك توطيد صلتهم بالبدو حتى صارت هذه الصله وثيقه ، ويقدر البدو رجوله سكان معان وشجاعتهم ويرونهم اهلاً لهذا التقدير أكثر من اهالي القرى المجاوره ، ومما قاله ايضاً (( وهنا تزرع اشجار مثمره اهمها الرومان المشهور بأنه اطيب مما تنبت الارض )) .الشاب السويسري بيركهارت ـــ 1812 م : الا انه من المرجح ان اهالي معان يعتبرون بلدتهم مركزاً امامياً للمدينه المنوره فانهم مكرسون انفسهم لدراسه القرآن بلهفه زائده . معان بلد الاحرار
المواقع التاريخيه والطبيعيه
• قلعه معان (( السرايا )) : من آثار الدوله العثمانيه الباقيه حتى الآن ، تم انشائها عام 1566 م. زمن السلطان سليمان القانوني بأبعاد ( 24 * 22 )متر ، يتبع لها بركه كبيره استغلت لتجميع المياه وجاء بناؤها لتلبي حاجه الحجاج ولإتخاذها مقراً للجنود العثمانيين .
• بركه الحمام : خربه غسانيه على بعد 2 كم. شرقي معان وفيها يمكن مشاهده بقايا ابنيه تقع على تله صغيره تتناثر فوقها قطع الزجاج والفخار ، بالقرب منها تقع بركه الحمام وهي بركه مربعه الشكل طول ضلعها 70 متر بعمق 7 امتار استعملت لتجميع المياه القادمه من الشراه عبر قنوات لا تزال ماثله للعيان لري المناطق المزروعه حيث يروى ان المنطقه كانت مزروعه بأصناف كثيره من الخضار والفواكه .
• قصر الملك عبدالله : يقع القصر على بعد 3 كم . جنوب معان حيث يعد من أهم المواقع الاثريه بعد ان اتخذه الامير عبدالله مقراً له خلال قدومه من الحجاز في 21/11/1920 م. وقد اتخذت فيه قرارات كانت الحجر الاساس في بناء الأردن الحديث ، وق حول الآن إلى متحف .
• القناطر : الى الجنوب من معان بنيت القناطر على شكل اقواس من الحجاره يكتنفها الظلام وكانت تشكل منظراً رائعاً حيث يسير الماره فيها بطول 500 م .لا يرون الشمس وفجأه تطل عليهم السرايا ( قلعه معان العثمانيه ) ، قامت البلديه بإزالتها في مطلع السبعينات مما افقد معان اجمل آثارها العثمانيه واصبحت اثراً بعد عين.
• قصر البنت : يقع على بعد 3 كم إلى الشرق من معان تشير الدلائل إلى انه اموي وواحد من القصور التي شيدوها في الصحراء الاردنيه ، تم بناؤه على شكل مربع واستعملت فيه بعض العقود يشغل مساحه 12 * 15 م. بقي جاثماً إلى اواخر السبعينات حيث هدم واخرجت الحجارة الكبيره ويعود ذلك إلى ظن الناس بوجود ذهب فيه !
• بساتين معان الحجازيه والشاميه : تقع بساتين معان الحجازيه في الجنوب من مدينه معان وتقع بساتين الشاميه في المنطقه الشماليه منها ، تعتمد البساتين على المياه المرويه وتشكل المتنفس الوحيد لأبناء معان وتشتهر بالرمان والتين والقرايس والمشمش .الينابيع والعيون والآبار في معان
• الطاحونه : بئر ماء يقع إلى الغرب من معان وعلى بعد 4 كم يماز بغزارة مياهه ، وقد عملت بلديه معان على توسيعه وصيانته بما يتلائم مع حجم السكان وحاجتهم للمياه .
• نبعه الضواوي : سميت بهذا الاسم لشدة صفائها ، حيث يقولون انها ( تضوي ضوي ) تقع في الجهه الغربيه من معان وعلى بعد 1 كم ، تتصف بغزارة المياه ويقال انها نبعه رومانيه ، تمت عدة عمليات صيانه لها وعلى فترات ، وبقيت تغذي بساتين معان الحجازيه إلى عام 1966 عندما حدث ( السيل ) ، والى الآن لم تتم عمليه صيانه لها .
• عين سويلم : سميت بهذا الاسم نسبه إلى المهندس الذي اشرف على عمليه فتحها من قبل الدوله العثمانيه ، تقع في الجهه الجنوبيه من معان ولا تزال لغايه الآن تروي بساتين معان الحجازيه .
• النجاصة : سميت بهذا الاسم لأنها تشكل حبه اجاص في قاع صخره وهي قديمه جدا لا يعرف لها تاريخ ، وقد ذكرها الرحاله جورج فالين خلال زيارته لمعان بقوله : ( انها تروي عده بساتين ) .
• الغدير : يقع في معان الشاميه إلى الشمال من معان ، سمي بهذا الاسم لأن المياه تغدر فيه قبل ان تنساب إلى البساتين ، يبلغ طوله 12م *8م بعمق 3م .بئر المزراب : يقع في منطقه معان الشاميه ، يصب في بركه المزراب ، يروي بساتين الشاميه .بئر الخماسي : يقع في منطقه الشاميه ، يمتاز بغزاره المياه كونه يقع في منطقه منخفضه للغاية ، تعطل منذ السيل 1966 .
الفلكلور والاصاله
لكل مدينه فلكلورها الخاص المميز ، فمعان غناء بهذا الفلكلور الاصيل المتوارث عن الآباء و الاجداد . ففي مطلع الثمانينات ظهرت فرقه معان الفنيه للتراث الشعبي حيث اخذت على عاتقها نشر الاصيل من تراثنا الخالد ، وبحق كانت وما زالت سفيراً رائعاً للاردن عامه ومعان خاصه ، اذ ان الشباب استطاع ان يؤدي الفلكلور على ما هو عليه دون زجه في صخب اليوم ، وبذلك كان اداء مميز يعكس الصوره الحقيقيه التي يتمتع بها أبناء معان من تفهم للفلكلور .السحجه :الملكه المتوجه في الرقصات الشعبيه في معان ، خاصه وان من يؤدونها هم من كبار السن وحفظه الشعر ولا يقومون بتأديتها إلا في آخر السهره ليكون ختامها مسكاً . ويؤدونها كالتالي : يقف الرجال يشكلون فريقين بمحاذاة بعضهم يقول الفريق الاول صدر البيت ويرد عليهم الفريق الثاني بعجز البيت ويكون الاداء بطيئاً يرفقه حركات ايقاعيه من القدمين واليدين وعندما تشتد الحركات الايقاعيه يقوم أحد المؤدين بدور الحاشي ( الذي يشجع على السحجه ويقوم بحركات سريعه غالباً ما يرافقها السيف ) وهناك التسعاويه بكل ما تتمتع به من حركات ايقاعيه متقنه ، وتنفيذ الشرقيه والدحيه ، ولا اجمل من ان ترى أبناء معان وهم يؤدونها في ليله سمر أو حلقه دبكه .من ابيات شعرها: شباب قوموا العبو والموت ما عنه والعمر شبه القمر ما ينشبع منه يللي قاعدين كليكوا ربي يهانيكم والطير الاخضر يرفرف من حواليكم والله لولا يقولوا الميتين قعود لسمسم الرمل واطلع صاحبي من الدود
البتراء
البتراء
تعتبر مدينة البتراء، عاصمة الأنباط العرب(والأنباط قبيلة عربية بدوية كانت
ترعى الماشية وتتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الكلأ)، اعظم واشهر
المعالم التاريخية في الأردن، وهي تقع على مسافة 262 كيلو مترا الى
الجنوب من عمان. وقد وصفها الشاعر الإنجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية
المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
قبل اكثر من ألفى سنة أخذ أعراب الأنباط القادمون من شبه الجزيرة العربية
يحطون رحالهم في البتراء. وبالنظر لموقعها المنيع الذي يسهل الدفاع عنه،
جعل الأنباط منها قلعة حصينه واتخذوها عاصمة ملكية لدولته.
وتتميز هذه المدينة بأسلوب بنائها المهيب وبالإبداع في أحواضها وسدودها
وقنواتها.هذا التراث خلقه الأنباط العرب الذين استقروا في جنوب الأردن قبل
أكثر من ألفي سنة، وسيطروا من محطة القوافل المستترة تلك على طرق
التجارة في بلاد العرب قديمًا، وكانوا يفرضون المكوس، ويؤوون القوافل
المحملة بسلع عربية كاللبان والمرّ المستعملين كبخور، وبالتوابل والحرير
الهندي والعاج وجلود الحيوانات الإفريقية. وما تزال البتراء حتى يومنا هذا
تحمل طابع البداوة، إذ ترى الزائرين يعتلون ظهور الخيول والجمال، لكي
يدخلوا اليها في رحلة تبقى في الذاكرة طوال العمر.
وعندما كانت المملكة النبطية في أوج قوتها امتدت إلى دمشق، وشملت
أجزاء من صحراء سيناء في مصر وصحراء النقب في فلسطين؛ فكانت بذلك
تحكم فعليًا الجزء الأكبر من بلاد العرب .
البتراء في القرن السادس عشر :
كانت البتراء قد فُقدت تمامًا بالنسبة للغرب، ولم يكن العالم يعرف شيئًا
عنها خلال الحروب الصليبية، إلى أن قام الرحالة الإنجليزي – السويسري
"جوهان بوركهارت" بالكشف عنها خلال تجواله في أقطار الشرق العربي،
وكان آنذاك يقوم برحلته من القاهرة إلى دمشق بعد أن ترك المسيحية
إلى الإسلام ودرس العلوم الشرعية، بالإضافة لممارسة الاكتشاف والترحال
.ففي ذلك العام 1812، أقنع "جوهان بوركهارت" دليله البدوي أن يأخذه إلى
موقع المدينة التي أشيع أنها مفقودة. وقد كتب في ملاحظاته ورسوماته
التي كان يدوّنها سرًا.. "يبدو محتملاً جداً أن تكون الخرائب الموجودة في
وادي موسى هي بقايا البتراء القديمة".وبالرغ م من اكتشاف البتراء من قبل
بوركهارت، فلم تحدث الحفريات الأولى فيها للتنقيب عن الآثار إلا في عام
1924، تحت إشراف المدرسة البريطانية للآثار في القدس. ومنذ ذلك الحين
أخرج التنقيب العصري عن الآثار من قبل فرق أردنية وأجنبية مناطق مختلفة
من المدينة من تحت الأرض، وكشف لنا إلى حد بعيد حياة سكانها القدماء .
وهناك مئات المعالم المحفورة، من هياكل شامخة وأضرحة ملكية، إلي مدرج
كبير يتسع لسبعة آلاف متفرج بالإضافة إلي البيوت الصخرية والكبيرة والردهات
وقاعات الاحتفالات وقنوات المياه والصهاريج والحمامات، وصفوف من الأدراج
المزخرفة والأسواق والبوابات المقوسة.
ومن ابرز الأضرحة التاريخية فيها ضريح الجرة، وهو أعلى ارتفاعا من الآثار
الأخرى وأمامه ساحة واعمدة منحوتة في الصخر، ولواجهته أعمدة مربعة.
أما الضريح الثاني فيشبه الخزنة في طرازه، لكن العوامل الجوية أتلفت واجهته،
والى الشمال يقع ضريح القصر.
هناك أيضا الدير الذي يعتبر من اضخم الأماكن الأثرية في المدينة، يبلغ عرضه
50 مترا، وارتفاعه 45 مترا، ويبلغ ارتفاع بابه 8 أمتار. ومن على قمة الدير، يمد
الناظر بصره إلي ابعد فيرى الأرض الفلسطينية وسيناء بالكامل.
ولكن البتراء لا تقتصر على آثار الأنباط وحدهم، إذ يستطيع الزائر أن يشاهد على
مقربة منها موقع البيضاء وموقع البسطة اللذين يعودان إلي عهد الادوميين
قبل 8000 سنة. كما يستطيع الزائر أن يسرح بصره في موقع اذرح التي
اشتهرت بحادثة التحكيم في تاريخ الأرض والتي تضم بقايا معالم من عهد الرومان.
وهي اصبح من عجائب الدنيا السبع ايضا
العقبه
العقبة
مدينة وميناء وحيد للأردن على البحر الأحمر ذات تاريخ قديم يعود إلى القرن العاشر. حيث كانت تتبع دولة الأنباط.
كانت لها أهمية تجارية بسبب موقعها المميز الذي جعلها محطة للقوافل التجارية، واسترعت هذه المدينة اهتمام الأدوميين والفينيقيين فاتخذوها قاعدة بحرية للاتجار مع أفريقيا. إضافة إلى أنها كانت محطة مهمة وملتقى للقوافل التجارية وقد كانت معبراً للجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح الشام من الجزيرة العربية.
ظلت العقبة تقوم بدورها الهام كنقطة التقاء القوافل التجارية ومعبر للحجيج طوال عصر ازدهار الإسلام حتى جاءت الدولة العباسية فقل شأن العقبة فقد حلت محلها في الأهمية مدينة البصرة في العراق وفي أيام الحروب الصليبية عادت أهمية العقبة وأصبحت مركزاً للصراع بين المسلمين والصليبيين آنذاك، والعثمانيون أيضاً لم يروا لها أهمية فأهملوها.
من المناطق الأثرية فيها: تل الخليفة والقلعة في جزيرة فرعون.