مشكلة برشلونة .. اللعب بطريقة واحدة

ملفي الشخصي · [ **11-06-2009** ]

رغم الأداء الساحر الذي يقدّمه نادي برشلونة الإسباني، في مختلف البطولات المحليّة، وكذلك في دوري أبطال أوروبا، إلا أنّ الفريق عانى في عددٍ من المباريات، أبرزها في دوري الأبطال أمام روبن كازان الروسي؛ ذهاباً وإياباً، رغم سيطرته الكاملة على الملعب، واستحواذه بشكل كامل على مجريات المباراة، وخلقه الكثير من الفرص.

لا أحد يُنكر بأنّ الأداء الكتالوني هو الأجمل، وأنّ الفريق هو الأقوى في أوروبا، إن لم يكن عالميّاً، فالطريقة الممتعة التي يلعب بها برشلونة، أجمع النقاد على أنها غائبة عن الملاعب منذ سنوات طوال، والمستوى الثابت الذي يقدّمه النادي لم يقدّمه أحدٌ خلال العشرين سنة الماضية، إلا أنّ معاناة الفريق من عدم ترجمة الفرص إلى أهداف في عددٍ من المباريات هو السبب في إضاعة النقاط، وعدم استقرار النتائج، وهو ما لا يمكن أن نحمّل مسؤوليّته للمهاجمين، الذي أثبتوا كفاءة تهديفيّة عالية، بعد أن سجّل إبراهيموفيتش 8 أهداف (معدّل تهديفي ممتاز) وميسي 7 أهداف، وحتى الصغير بيدرو رودريغيز، الذي سجّل 5 أهداف في مختلف البطولات، فيما لم يسجّل الفرنسي هنري الغائب منذ بداية الموسم للإصابة.

لا أتفق مع أولئك الذين يقولون بأنّ الفرق التي تلعب ضدّ برشلونة هي التي تُفسد إبداع النادي الكتالوني؛ لأنّها تلعب بطريقة دفاعيّة بحتة، ولا أبرّر فشل برشلونة في تحقيق نتائج جيّدة في مسابقة دوري الأبطال بهذه الطريقة؛ لأننا باختصار لا نستطيع أن نُجبِر الفرق على أن تلعب بطريقة هجوميّة، كي تفتح دفاعاتها للهجوم الكتالوني الضارب، وبالتالي تتلقى أهدافاً وتخسر مبارياتها، فالطريقة الدفاعيّة مشروعة في كرة القدم، ويستطيع أيّ فريق أن يختار اللعب بها؛ لتفادي أسلوب لعب هجوميّ متقن، كذلك الذي ينتهجه برشلونة.

أعتقد أنّ الفرق باتت تعرف جيّداً طريقة لعب برشلونة، فتلعب أمامه بطريقة دفاعيّة، وتوقف مفاتيح اللعب الأساسيّة، تشافي وميسي، وتعتمد على الهجمات المرتدّة، التي قد يُسعفها الحظّ في واحدة منها باستغلال خطأ يرتكبه الدفاع؛ لطرق مرمى الحارس فالديس، وهو ما حدث كثيراً، وكلّف الفريق نقاطاً، خصوصاً في مسابقة دوري الأبطال، إذ لم يجمع الفريق سوى 5 نقاط من 4 مباريات، ولم يسجّل سوى 3 أهداف، وهو معدّل سيء قياساً بالنتائج التي حققها برشلونة من قبل، ويحققها الآن في مسابقة الدوري.

أين الحلّ ؟

من وجهة نظري المتواضعة رياضيّاً، أعتقد أنّ الحلّ يكمن في تغيير الخطّة التي يلعب بها المدرّب بيب غوارديولا، خصوصاً أمام الفرق الصغيرة التي لا تعرف أن تلعب أمام برشلونة إلا بطريقة دفاعيّة، فأن يلعب الفريق منذ الدقيقة الأولى مهاجماً ذلك يتيح المجال للفريق المنافس أن يبقى متمركزاً في مناطقه الدفاعيّة، وبالتالي تضيق المساحات أمام المهاجمين، وتنغلق الطرق أمام لاعبي خطّ الوسط. لذا يجب على غوارديولا أن يبدأ بهدوء أمام الفرق الصغيرة، وأن يُبقي الكرة في المناطق الخلفيّة ووسط الملعب؛ ليُجبر الفريق المنافس على التحرّر من المناطق الدفاعيّة، والمبادرة إلى الهجوم، ثم يتمّ استغلال المساحات الفارغة هناك وتسجيل الأهداف؛ لأن برشلونة إن سجّل هدفاً واحداً فقط تصبح مهمّته أسهل بكثير.

أما أمام الفرق الكبيرة، فعلى غوارديولا أن يبدأ بطريقته المعتادة؛ لأن الفرق القويّة تهاجم، وبالتالي فالمساحات تكون موجودة، والوصول إلى مرمى الخصم يكون أسهل، لكن المشكلة أنّ هناك فرقاً تخلّت عن الطابع الهجومي أمام البرشا مثلما حدث في العام الماضي أمام ريال مدريد وتشيلسي، فكلا الفريقين خلق مشاكل للنادي الكتالوني؛ لأنّه لعب بطريقة دفاعيّة، لكنّ الأمور سارت على ما يُرام في النهاية.

كما يجب على غوارديولا أن يهيئ اللاعبين نفسيّاً للمباريات، وحثّهم على نسيان الموسم الماضي الزاخر بخمسة ألقاب؛ لأننا نلحظ أنهم يرتبكون ويتسرعون إن لم يسجّلوا مبكراً، وبالتالي تكثر أخطاؤهم، والسبب في ذلك أنهم اعتادوا على الفوز بنتائج كبيرة، ويشعرون بضغط كبير إن لم يسجّلوا.

الملاحظ أن غوارديولا لم يُظهر حتى الآن سوى خطّة واحدة في اللعب، هي الهجوم بطريقة 4/3/3، وربما يعود ذلك لقلّة خبرته في ميدان التدريب، الذي دخله عام 2007، لكنّني أثق بأنّ المدرّب الذي قاد الفريق لتحقيق 5 بطولات تاريخيّة في موسمه الأول مع فريق كبير قادر على التطوّر وتفادي الأخطاء.

كلمة أخيرة : الفرق الصغيرة أصبحت ترهب برشلونة أكثر من الفرق الكبيرة ..