إن الله سبحانه و تعالى علَّم الانسان حيث قال : " اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " و سمح له بقدْرٍ محدودٍ من العلمِ لا يستطيع أن يتجاوزه مهما حاول حيث قال " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " و جعل الله له جنداً لا يعلمها الا هو سبحانه قال تعالى : ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) لتصغير و تحقير هذا القدْر من العلم وذلك رحمة منه لارشاد هذا العالم و المتعلم الى خالقه تعالى و من الادلة على ذلك قوله تعالى " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ (35) " السلطان هنا معناها العلم و الجند هنا الشهب المحملة بالنار و النحاس و كذلك قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ " و هنا العلم هو علم الرصد المبني على الرؤيا و الواقع حيث ان تفسير الاية (يزجي سحابا) اي يسوق بأمره سحاباً الى حيث يريد ( ثم يؤلف بينه ) أي : يجمع بين قطع السحاب المتفرقة بعضها إلى بعض ، ( ثم يجعله ركاما ) متراكما بعضه فوق بعض ، ( فترى الودق ) يعني المطر ، ( يخرج من خلاله ) من وسطه ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) يعني : ينزل البرد من جبال من للتبعيض اي ليس من السحب كلها اي من بعضها ( فيصيب به من يشاء و يصرفه من يشاء ) هذه الجملة تحتمل معنيان صحيحان الاول : يصيب بالخير الوفير ويصرفه اي ابعاد الخير
و المعنى الثاني : يصيب عقابا و هلاكا للزرع لشدة البرد او المطر او الثلج فيهلك به الزرع و يصرفه رحمة منه عمن يريد ان يرحمه ذلك و الله اعلم .
ذكرت ان العلم هنا هو علم الرصد و جند الله هنا الاصابة و الصرف
طبعا عندا تتم ارادة الله يبدأ بعض البشر عندما يشعرون بالعجز و صَغار علمهم بايجاد مبررات و اسباب مثلا يقولون ارتفاع ضغط وانخفاض ضغط او تشكل منخفض مفاجئ و غيرها و اللذي ينجح في الاختبار هو من يتذكر الله و يقول كل من عند الله و يسال الله خير الأمر و يعوذ بالله من شر ذلدك الأمر
و الحمد لله رب العالمين
فإن أصبت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان