قال المتنبي
:
إذا نلتُ منكَ الودَّ فالمالُ هَيِّنٌ
وكلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
*
*
إن تَسْألونـي فالْبُكـاءُ جَـوابُ
لا العيْنُ تَجْري لا الدُّموعُ نِضابُ
*
وَكَأَنَّ كُلَّ الْحُزْنِ أُوْجِدَ لي وَبـي
وَكَأَنّ عَيْشِيَ في الحَياةِ عِقـابُ
*
ماذا أقولُ وقَدْ عَرَفْتُ بِمـا أرى
أَنّ الشَّقاءَ على المُحِـبِّ كِتـابُ
*
ياحَسْرَةَ العِشْقِ الْمُعَنّى في الدُّنـا
لَمّـا تُسَـدُّ بِوَجْهِـهِ الأبْــوابُ
*
قالوا أَحَبُّـوا والغـرامُ يُعيبُهُـمْ
ياويحَهُم ْ وَهَلِ الغـرامُ يُعـابُ؟
*
مـاذا أرادوا أَنْ يُعَبِّـرَ عاشِـقٌ
حَكَمَتْ مصيرَ غَرامِهِ الأنْسابُ؟
*
يأوي إلى ليْـلٍ يُناجـي سَمْعَـهُ
هلاّ دُعـاءُ العاشِقيـنَ يُجـابُ
*
فيَرى بِأنّ الليْلَ مـوتٌ صامِـتٌ
وَبِـأَنّ كُـلَّ نُجومِـهِ أنْـيـابُ
*
أيْـنَ السّبيـلُ لِعاشِـقٍ مُتَمَـرِّدٍ
هَدّتْ بقايا جِسْمِـهِ الأوصـابُ
*
مِنْ عِشْقِ مَنْ وَهَبَ الإلهُ كَمالَها
فتهيّـأَتْ لِفُتونِـهـا الأسْـبـابُ
*
لَوْ كُنْتَ تُبْصِرُها بِعَيْنِـكَ أحْمَـدٌ
لَعَرَفْتَ كَيْـفَ تَفَنّـنَ الْوَهّـابُ
*
فأَقَلُّ ما في وَجْهِها شَمْس العلا
وَأَقَلُّ ما فـي ثَغْرِهـا الْعِنّـابُ
*
تِلْميذُ شِعْرِكَ إنّمـا يـا سيِّـدي
ما كُلُّ ما فَوَقَ التُّـرابِ تُـرابُ