برشلونة-مانشستر .... تاريخ مجيد

ملفي الشخصي · [ **05-24-2009** ]

برشلونة: ناد وليد الحرب الأهلية الإسبانية

إعداد : عبدالله القواسمة

.. (شو يعني لابورتا .. هو كاين رئيس أمريكا .. ) هي عبارة قذفها أحد الأصدقاء في وجهي الصيف الماضي تعليقاً منه على الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام العالمية والعربية حول التمديد للرئيس الحالي لنادي برشلونه أحد أعرق الأندية الإسبانية والعالمية على الإطلاق.

إنتخابات برشلونه أفردت لها وسائل الأعلام آنذاك مساحات واسعة تجاوزت في بعضها تلك الأخبار المتعلقة بمصير الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد إنتهاء فترة ولايته الثانية والاخيرة للدولة (الأشرس) في التاريخ ، فلابورتا فعليا لا يمكن مقارنته بالرئيس الامريكي ولا بفلاديمير بويتن أو خليفته ندفيديف أو حتى بساركوزي وزوجته الحسناء كارلا بروني .. ففوارق الشهرة فرضت أن تضع لابورتا أمام كل هؤلاء .. بعيداً عن السياسة وهمومها وقرفها ورائحة البارود المنبعثة منها.

لكن .. ليس بالإمكان سوى زج السياسة في أتون الصراعات الكروية التي تشتعل بها إسبانيا ، فالتقسيمات النادوية أتت بناء على ما أفرزه الصراع السياسي الأهم في تاريخ إسبانيا ، خلال عقد الثلاثينيات من القرن الماضي والمتمثل بالحرب الأهلية الإسبانية بين الجمهوريين والملكيين إذ كانت دفة الصراع بالنسبة للجمهوريين تدار من الجنوب وتحديداً مقاطعة كتالونيا التي تحتضن معقل البارشا الآن في مواجهة الملكيين المتحصنين بالعاصمة مدريد والتي تحتضن ناديها ريال مدريد (مدريد الملكي) ، إذ أضيفت كلمة الملكي بناء على أمر من الملك جوستاف في بدايات القرن الماضي تبنى به النادي تاريخياً.ردة الفعل الجمهورية على كلمة الملكي جاءت بعد فترة طويلة عندما عمد الجنرال فرانكو إلى تقديم منحة مالية لنادي برشلونه كانت عبارة عن قطعة أرض لبناء ملعب يوائم إحتياجات النادي حيث تم إفتتاحه في عام (1957) وسمي بملعب (نيو كامب) ويتسع حالياً لأكثر من (90) ألف متفرج.ومن هنا أنبثقت شهرة النادي الكاتالوني بعد هذا المخاض السياسي الذي إنحصر الآن في صراع كروي محموم لم يسبق له مثيل في التاريخ الرياضي الإنساني ، فلم يكن سهلاً على النجم البرتغالي المعروف لويس فيجو مثلاً ترك برشلونه والإنتقال إلى ريال مدريد هكذا بسهولة دون أن تقذفه جماهير الأول بالزجاجات الفارغة والشتائم الثقيلة عندما ارتدى الزي الأبيض في أول مباراة جمعت الفريقين بعد هذا الإنتقال.المحطة التاريخية الأهم في مسيرة النادي جاءت في عام (1973) عندما قام بإستقطاب اللاعب الهولندي المعروف يوهان كرويف للعب في صفوفه مقابل مبلغ قياسي 922( ألف جنيه إسترليني) ، رغم الضائقة المالية التي كان يعاني منها النادي آنذاك ، لكن هذه النقود لم تعن شئياً بالنسبة لإدارة النادي والجماهير عندما إستطاع هذا النجم قيادة برشلونه إلى الفوز على ريال مدريد في عقر داره بخمسة أهداف نظيفة توج عبرها بلقب الدوري في ذلك العام.هذا الإنتصار المرعب ساهم في زيادة مداخيل النادي وزيادة عدد الأعضاء المنتسبين إلى (70) ألف عضو ، فكانت نقطة التحول الكبيرة على الصعيد الإقتصادي بعد تنصيب خوسيه مقاليد الحكم في الكاتالوني وتحديداً في عام (1978) حيث شهدت حقبته اطراداً مرعباً في النمو الإقتصادي كما تخللها التعاقد مع نجم الكرة الاولى دييجو مارادونا والذي سرعان ما غادر برشلونه إلى نادي نابولي الإيطالي.في تسعينيات القرن الماضي زادت المحطات المضيئة في تاريخ البارشا بعد أن عاد يوهان كرويف إلى قلعته مدرباً هذه المرة وليس لاعباً ، ليعيد صياغة الفريق وقاد حملة للتعاقد مع أبرز نجوم اللعبة على الساحة الدولية أمثال البرازيلي روماريو والبلغاري ستويشكوف والدنماركي لاودروب والهولندي رونالد كومان وغيرهم من اللاعبين الأفذاذ ، فإستطاع الفوز بلقب الدوري أربعة مرات متتالية من عام (1990) ولغاية عام (1994) ، وبلقب دوري أبطال أوروبا عام (1992) ناسخاً الخماسية النظيفة التي سطرها عندما كان لاعباً أمام فريق ريال مدريد ، لكن على ملعبه وبين جماهيره العريضة في موسم 1993( - )1994 حيث كان نصيب البرازيلي روماريو منها ثلاثة أهداف ، ليصل إجمالي عدد الألقاب التي حصل برشلونه تحت قيادة يوهان كرويف إلى (11) لقباً.

عودة إلى لويس فيجو فالنجم البرتغالي كان معبود الجماهير الكاتالونية قبل أن يغادر إلى ريال مدريد في اليوم الذي تلا انتخاب خوان جاسبارت على سدة الرئاسة ، والذي شهدت فترته إنتكاسات فنية ومالية كبيرة للنادي الذي تراكمت ديونه لتصل إلى (150) مليون يورو الأمر الذي أجبره على الإستقالة ، أعقبها إنتخاب خوان لابورتا للرئاسة حيث قام بالتعاقد مع المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد والنجم البرازيلي رونالدينهو وواكب ذلك جدولة ديون النادي بغية الخروج من المأزق المالي ، فكان أن حصل الفريق على لقب الدوري في موسم 2005( - )2006 وكانت المرة الثامنة عشرة التي يحصل فيها على لقب الليغا.

لهذا فأن تكون رئيساً لبرشلونه أفضل بكثير أن تكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لدى الكثير من عشاق لعبة كرة القدم العالمية.

برشلونه .. كلام والأرقام

ـ تأسس يوم (29) تشرين الثاني من عام (1899) على يد رجل الأعمال السويسري خوان جامبر بمساعدة بعض الأصدقاء المقربين بهدف ممارسة لعبة كرة القدم وحصل مع الفريق على لقب مقاطعة كاتالونيا كأول لقب في تاريخ النادي عام (1901).

ـ في عام (1909) تم بناء ملعب خاص للنادي كان يتسع لتسعة آلاف متفرج بعد أن كان الفريق يتدرب في الساحات العامة للمدينة.

ـ أول لقب دوري حصل عليه الفريق كان في عام (1929) حيث ساهم اللاعبون سميتيير وزامورا وألكنتارا في تحقيق هذا اللقب ، أعقب ذلك بناء ملعب لاكورتس الذي وصلت طاقته الإستيعابية إلى (60) ألف متفرج.

ـ حصل على لقب دوري أبطال أوروبا مرتين عامي (1992) و(2006) وكأس السوبر الأوروبي عامي (1992) و(1997).

يملك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في أربع مواسم (1979) ، )1982 ، (1989) ، (1997).

ـ حصل على لقب الدوري الإسباني (19) مرة أعوام : 1929( ، 1945 ، 1948 ، 1949 ، 1952 ، 1953 ، 1959 ، 1960 ، 1974 ، 1985 ، 1991 ، 1992 ، 1993 ، 1994 ، 1998 ، 1999 ، 2005 ، 2006 ، 2009).

ـ حصل على لقب كأس إسبانيا (25) مرة أعوام : 1910( ، 1912 ، 1913 ، 1920 ، 1922 ، 1925 ، 1926 ، 1928 ، 1942 ، 1951 ، 1952 ، 1953 ، 1957 ، 1959 ، 1963 ، 1968 ، 1971 ، 1978 ، 1981 ، 1983 ، 1988 ، 1990 ، 1997 ، 1998 ، 2009).

ـ حصل على كأس السوبر الإسباني (7) مرات أعوام 1984( ، 1992 ، 1993 ، 1995 ، 1997 ، 2005 ، 2006).

ـ حصل على كأس خوان جامبر (مؤسس النادي (32) مرة أعوام 1966( ، 1967 ، 1968 ، 1969 ، 1971 ، 1973 ، 1974 ، 1975 ، 1976 ، 1977 ، 1979 ، 1980 ، 1983 ، 1984 ، 1985 ، 1986 ، 1988 ، 1990 ، 1991 ، 1992 ، 1995 ، 1996 ، 1997 ، 1998 ، 1999 ، 2000 ، 2001 ، 2002 ، 2003 ، 2004 ، 2006 ، 2009).

ـ يملك برشلونه أحد أهم ملعب في تاريخ كرة القدم العالمية (نيو كامب) والذي تصل طاقته الإستيعابية إلى ما يقارب الـ (99) ألف متفرج ، ويعتزم النادي إلى إجراء توسعة ليصل إلى (120) ألف متفرج (رقم قياسي).

من رحم الكارثة الجوية .. انبثق «الشياطين»

من رحم الكارثة ولد نادي مانشستر يونايتد أحد أغنى الأندية العالمية وأكثرها شعبية على الإطلاق .. هي الكارثة التي لم يكن يدور في خلد من عاشوا تفاصيلها أنها ستكون نقطة التحول الرئيسية في تاريخ النادي الإنجليزي الأعظم على مر التاريخ.

قبل خمسين عاماً تناقلت وسائل الاعلام العالمية خبراً مزعجاً مفاده تحطم طائرة من طراز (اليزابيثان) من محركين ، كانت تقل فريق مانشستر يونايتد في رحلة العودة إلى إنجلترا قادمة من يوغوسلافيا ، الطائرة توقفت لفترة وجيزة في مطار ريم بميونخ للتزود بالوقود لكنها سرعان ما سقطت بعد إقلاعها من المطار مباشرة الأمر الذي أدى إلى مقتل (23) راكباً من أصل (44) كانوا يستقلونها.توفي سبعة من لاعبي مانشستر نتيجة الحادث مباشرة هم المدافع الانجليزي الدولي روجر بايرن 28( عاما) ، كابتن الفريق وايدي كولمان 21( عاما) ، لاعب خط وسط انجلترا تومي تيلور 25( عاما) ، مارك جونز 24( عاما) ، ديفيد بيج 22( عاما) ، المحترف الايرلندي الدولي بيلي ويلان 22( عاما) وجيف بينت 25( عاما) ، فيما توفي مدافع انجلترا دنكان ادواردز 21( عاما) بعد (15) يوماً من الكارثة متأثراً بجراحه.

الكارثة شكلت منعطفاً حاسماً في تاريخ النادي وجماهيريته ، إذ إزداد حجم التعاطف الشعبي مع الفريق الذي سبق له الحصول على لقب الدوري الإنجليزي قبل هذا الحادث الرهيب الذي راح ضحيته أفضل المواهب الكروية الإنجليزية حينها ، فحتى البعيدين عن أجواء كرة القدم باتت أخبار مانشستر ونتائجه التي يحققها تلقى إهتماماً من قبلهم ، أما المشجعون المحايدون فتوجهوا نحو تشجيع الفريق الأمر الذي زاد من حجم الأعضاء المنتسبين إلى الهيئة العامة للنادي لتتجاوز بحسب آخر إحصائية المئة ألف عضو.

قبل الحادث كان فريق مانشستر يونايتد قد توج بلقب الدوري موسمي (1956) و(1957) وتوجه إلى بلغراد عاصمة يوغسلافيا وقتها للقاء رد ستار بلجراد في بطولة كأس أبطال أوروبا وإنتهت بالتعادل الإيجابي (3 - 3) ليتأهل مانشستر وقتئذ إلى نصف نهائي المسابقة القارية.

(13) يوماً أعقبت الحادث ولم يخض خلالها مانشستر أي مباراة إلى أن واجه نظيره شيفيلد ونزداي في خامس أدوار بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي ، إذ تابع اللقاء ما يزيد عن الستين ألف متفرج أزروا الفريق ، في حين إرتدى بيل فولكيس شارة الكابتن خلفاً لزميله الراحل وايدي كولمان وفاز الفريق في المباراة بثلاثة أهداف نظيفة عبر تشكيل طارئ ومؤقت لم يكن يدور في خلد المشجعين وقتها أنه قادر على تحقيق هذه الإنتصار العريض.

أشهر اللاعبين الذين نجوا من الحادث كان المهاجم الدولي الإنجليزي بوبي تشارلتون الذي أكمل مشواره مع عالم كرة القدم ليمنح بعد حياة حافلة بالعطاء الرياضي لقب فارس من ملكة إنجلترا ، لكن الكارثة قضت على مستقبل زميليه جوني بيري وجاكي بلانكفلاور اللذين لم يمارسا اللعبة بعد ذلك بسبب تعرضهما لإصابات بالغة.أهم الذين نجوا من هذا الحادث كان مدرب الفريق مات باسبي الذي شارف على الموت ، لكنه سرعان ما تعافى ليعود ويبني فريقاً جديداً قاده إلى إنجازات باهرة ، تمثلت أهمها في حصول النادي على لقب كأس أبطال أوروبا عام (1968) ، وهو أول فريق إنجليزي يحصل على هذا اللقب ، كما قاد الفريق إلى الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي خمس مرات وإلى لقب الدوري الممتاز مرتين في عامي (1965) و(1967).

لكن هذه الإنجازات أتت بعد أربع سنوات على الكارثة التي شدت من عضد الفريق ولم تقصم ظهره ليصعد من صفوفه خمسة لاعبين لتمثيل المنتخب الإنجليزي الحائز على لقب كأس العالم في عام (1966) وكان أبرزهم بوبي شارلتون.

بسرعة مع الشياطين

- في عام (1878) تم إشهار نادي مانشستر يونايتد تحت إسم (نيوتن هيث) من قبل عمال سكة الحديد في مدينة مانشستر ، وشارك في عام (1892) ببطولة الدوري الإنجليزي لأول مرة في تاريخه.

- كان وما يزال لقب الشياطين الحمر الأكثر إلتصاقاً بفريق مانشستر يونايتد وذلك لزيهم الأحمر المتعارف عليه عالمياً عدا عن السرعة التي يمتاز بها لاعبو الفريق في تنفيذ الواجبات الخططية الموكلة إليهم.

- حقق النادي أول لقب للدوري الإنجليزي في عام (1908) وإنتقل إلى ملعب أولد ترافورد في عام (1909).

- يطلق لقب الموسم الخالد على موسم 1998( - )1999 كون مانشستر يونايتد فاز خلاله بثلاثة ألقاب تاريخية هي لقبي الدوري والكأس الإنجليزيين إضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا.

- يعتبر مدرب مانشستر الحالي أليكس فيرغسون من أكثر المدربين العالميين إستقراراً إذ تسلم مهام عمله مع الفريق منذ عام (1986) وما زال على رأس عمله حتى الوقت الحالي أي أنه قضى (22) عاماً مع مانشستر.

- يطلق على ملعب أولد الترافولد ، الملعب الخاص بمانشستر (مسرح الأحلام) لما يتمتع به من إمكانيات ضخمة وضعته ضمن كوكبة الملاعب الأشهر على الصعيد العالمي وأطلق هذا اللقب نجم الفريق في القرن الماضي بوبي تشارلتون.

- فاز مانشستر بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (18) مرة أعوام 1908( ، 1911 ، 1952 ، 1956 ، 1957 ، 1965 ، 1967 ، 1993 ، 1994 ، 1996 ، 1997 ، 1999 ، 2000 ، 2001 ، 2003 ، 2007 ، 2008 ، 2009).

- فاز بلقب كأس إنجلترا (11) مرة أعوام 1909( ، 1948 ، 1963 ، 1977 ، 1983 ، 1985 ، 1990 ، 1994 ، 1996 ، 1999 ، 2004).

- فاز بلقب كأس الدرع الخيرية (16) مرة أعوام 1908( ، 1911 ، 1956 ، 1957 ، 1965 ، 1967 ، 1977 ، 1983 ، 1900 ، 1993 ، 1994 ، 1996 ، 1997 ، 2003 ، 2007).

- فاز بلقب كأس رابطة المحترفين (الكارلينج) (3 مرات) ، 1992( ، 2006 ، 2009).

- فاز بلقب كأس السوبر الاوروبي مرة واحدة (1991).

- فاز بلقب كأس الانتركونتيننتال مرة واحدة (1999).

- فاز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة (1991).

- فاز بلقب دوري ابطال اوروبا (3 مرات) 1968( ، 1999 ، 2008)

منقول عن جريدة الدستور الأردنية