في ذكرى يوم الوفاء والبيعة ...
انه السابع من شباط ، تحل ذكراه علينا حين انتقلت الراية الى عبدالله الثاني نجل الحسين الاكبر الذي غادرنا الى رحاب الله قبل ثمان سنوات فحمل الراية من بعده في ارادة صلبة ومسؤولية عالية وثقة بشعبه وبقدرته كما كان على الدوام في صياغة التاريخ الاردني الحديث بكل ما يتوفر عليه من ارادة وعزيمة وتصميم وكفاءات وخبرات وايمان عميق بقيادته الفذة على العبور الى عصر الحداثة والعصرنة والديمقراطية والاصلاح الشامل الافقي والعامودي وبما يسمح لنا بالجلوس في مقاعد التاريخ كصناع حضارة وانجاز، سيرا على خطى الاجداد الذين نحتوا الصخر وحولوه الى مدن ما تزال شاهدة على عبقريتهم حتى اليوم ...
في السابع من شباط يحيي الاردنيون ذكرى هذا اليوم العظيم في تاريخهم الحديث، عظيم في معنيين عندما شاءت ارادة الله ان يسترد وديعته فاختار الحسين بن طلال في رحابه فتلقى الاردنيون خبر رحيل ا لحسين باني الاردن الحديث بصدمة وعدم تصديق ولكن بايمان صدوعا لقول المولى عز وجل «لكل اجل كتاب» وعظيم في ان الراية بقيت خفاقة وستبقى فحملها باقتدار وصبر وارادة صلبة عبدالله الثاني الذي واصل المسيرة، مسيرة البناء والعطاء والانجاز التي كرسها الحسين رحمه الله في حياته اسلوب حياة وجدول اعمال يومي وقراءة عميقة لمتغيرات العصر واستحقاقاته فكان زعيما متميزا وواقعيا ومعتدلا محاورا لا يسقط الثوابت او يتنازل عنها وصلبا في التمسك بالحقوق والشرعية الدولية والانحياز غير المحدود للسلام وثقافته وتقديم منطق الحوار والنقاش على منطق الحرب وغطرسة القوة فغدا الاردن في عهده صاحب دور فاعل وحيوي وفي جانب آخر كان الاردنيون يصنعون حكاية نجاح ما تزال تتردد وتتواصل عطاء عندما استطاعوا ان ينتقلوا بوطنهم ومواطنهم «الذي هو اغلى ما نملك» الفقير بالموارد الطبيعية الى مصاف الدول المتقدمة في الانتاج والاعمار والاستثمار في الانسان الذي يراهن عليه بكل ثقة خير خلف لخير سلف عبدالله الثاني بن الحسين الذي انجز في سبع سنوات ما لم تستطع دول ان تنجزه في عقود عبر قيادة ورشة الاصلاح والانتاج والتحديث وتعميق الديمقراطية وتكريس دولة القانون والمؤسسات ومشاركة الشعب في صنع القرار وانجاز رزمة من القوانين والاجراءات التي تنتصر لحقوق المرأة وممارستها لها وتمكينها واصلاح وتحديث المناهج التربوية وبما يتناسب مع ايقاع العصر ومتطلباته ان عبر تعليم اللغة الانجليزية كلفة عالمية من الصف الاول ام من خلال ربط التعليم بالتكنولوجيا وتعليم مادة الكمبيوتر كمادة اجبارية ومتطلب رئيس في المدارس كما في الجامعات ناهيك عن ربط المدارس على مستوى الوطن بالانترنت وناهيك عن التواصل بين القائد وشعبه في مختلف مناطق المملكة تفقدا واستجابة لمطالبهم ووقوفا على احتياجاتهم.
في ذكرى يوم الوفاء والبيعة يستذكر الاردنيون بفخر و اعتزاز المسيرة الطيبة والعظيمة والانجازات التي تمت في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وهم في الوقت نفسه يجددون القسم والبيعة لقائدهم حامل الراية وربان المسيرة الظافرة عبدالله الثاني بن الحسين بكل وفاء ومحبة وثقة بالمستقبل ويستمدون من جلالته التفاؤل والعزيمة والاراده ....
دنين
العرض العادي
