صباح الخير

صادف الليلة الماضية في تمام الساعة 4:03 فجرا موعد الإعتدال الخريفي، حيث يتساوى الليل والنهار في جميع أنحاء الكرة الأرضية، تغرب الشمس لأول مرة في القطب الشمالي منذ ستة أشهر، ويبدأ الغلاف الجوي في نصف الكرة الشمالي مرحلة التبريد التدريجي.

في منطقة حوض شرق المتوسط، فإن امتداد المنخفض الحراري الموسمي من شبه الجزيرة العربية (المسؤول عن الأجواء الحارة صيفاً) سيبدأ بالاضمحلال، ليحل محله منخفض البحر الأحمر، فتسود في الاسابيع القادمة الرياح الشرقية على الغربية، وإذا ما اقترن امتداد المنخفض آنف الذكر بكتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا قادمة من شرق أوروبا، فإن ذلك يؤدي الى نشوء أحوال جوية غير مستقرة وهطول لزخات الأمطار الرعدية.

نعود الآن للحديث عن الأنظمة الجوية التي ستسود للفترة القريبة القادمة، أولا سيرتفع الضغط الجوي فوق القطب الشمالي مما يعني انزلاق الهواء البارد جنوبا نحو عروض أدنى، وفي ذات الوقت نتيجة لضعف المرتفع الجوي الأوزوري شرق المحيط الأطلسي، فإن الهواء القطبي سيجد الطريق معبداً لغرب وشمال القارة الأوروبية مما يعني سيادة درجات حرارة أقل من المعدل وهطولاً للأمطار الغزيرة والثلوج فوق الجبال العالية هناك.

أما في شرق المتوسط، وكردة فعل من الغلاف الجوي، فإن المرتفع العلوي شبه المداري فوق الجزيرة العربية، سيتمدد شمالا مترافقا مع منخفض البحر الاحمر على السطح، وبالتالي فإن درجات الحرارة العظمى ستعود للإرتفاع مجددا (بعد أن كانت دون معدلاتها العامة طوال الأسبوع الحالي) الى مطلع الثلاثينات مئوية في عمّان بدءا من يوم الاثنين القادم، وهذه الوضعية من المرجح أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الأول من تشرين أول القادم على الأقل.

المنحنى يوضح سلوك درجات الحرارة السطحية (2 متر) خلال الأسبوعين القادمين