بداية هذه الحالة كانت يوم الجمعة 23/10/1987 , حيث كانت الحرارة مرتفعة والرياح جنوبية شرقية نشطة وكانت تظهر السحب العالية والقليل من السحب المتوسطة واصبحت سرعة الرياح تزداد تدريجياً واصبحت قوية ومغبرة وصارت السماء مغطاة بالسحب العالية والمتوسطة بعد العصر (( للعلم لم تتوقع هذه الحالة اي من النشرات الجوية سواء في الاردن او سوريا او اسرائيل )) . وقبل المغرب رأيت البرق يلمع في الجهة الشمالية الشرقية من عمّان وكان بشكل متواصل وكبير مع ان الرؤئية كانت محدودة بسبب الغبار ولكن شرارة البرق كانت ترى , وبعد فترة قصيرة امتد البرق نحو الجهة الشمالية والشرقية واصبح واضحاً بعد المغيب , واعلن التلفزيون الاردني ان منطقة الزرقاء تعرضت الى امطار غزيرة ادت الى سيول جارفة في الاودية وصلت الى الطرق فوق هذه الاودية وسحبت العديد من السيارات لان السيل جاء بشكل مفاجئ جداً وارتفاع كبير . وبعد اقل من ساعة عاد التلفزيون لبث خبر ان امطار غزيرة تتعرض لها منطقة جرش وان سيل الزرقاء ارتفع منسوبه . بالنسبة لمدينة عمان لم تتعرض في تلك اللية سوى الى امطار خفيفة وبعض الرعود وبقي البرق يلمع في الجهة الشمالية .
في اليوم التالي السبت 24/10/1987 كانت السماء غائمة في الصباح وتوقعت الارصاد احتمال سقوط المطر مع الرعد بسبب حالة من عدم الاستقرار الجوي , وتناقصت الغيوم حتى ساعات الظهر ثم عادت للتكاثف تدريجياً حتى اصبحت غائمة بغيوم ركامية هائلة وبدأت اسمع صوت الرعد من بعيد وكان بشكل متواصل واصبح الصوت يقترب اكثر وبدأ المطر يسقط على شكل نقاط من الحبة الكبيرة جداً وخلال دقائق نزل المطر بشكل غزير جداً جداً ولمعان البرق وصوت الرعد لا ينقطعان واصبحت الرياح شديدة ( ظننت ان المطر سوف يتوقف خلال ربع او نصف ساعة لان هذا هو المييز لحالات عدم الاستقرار ولكن مع مرور الوقت ظلت غزارة المطر كما هي او اكثر والغريب ان الجو صار معتماً بشكل غير طبيعي ولون الغيوم اسود بشكل مخيف ( لأن سماكة الغيوم وصلت الى 12 كيلومتر حسب ما قالت دائرة الارصاد لاحقاً ) واستمرت هذه الحالة من ساعتين ونصف الى ثلاث ساعات متواصلة بدون انقطاع , وكانت النتيجة سيول وفيضانات في عمّان والمناطق الشمالية والشرقية والغريب ان المناطق الجنوبية كان تأثرها اقل في ذلك اليوم , وبعد انتهاء الحالة في ذلك اليوم اصبح الجو صحواً تماماً في عمّان وكنت ارى البرق يلمع بشكل قوي في الافق الممتد بين الشمال والغرب حتى ساعة متأخرة من الليل , وفي اليوم التالي الاحد عادت نفس الاوضاع كما كانت يوم السبت ولكن لم تدم طويلاً بل استمرت حوالي ساعة ونصف الساعة والنتيجة ايضاً سيول وفيضانات ويوم الاثنين كانت الاوضاع اخف وكانت الامطار محلية ولم تسقط في عمان .
هذه الحالة شملت منطقة واسعة وهي بلاد الشام ومصر وكانت اكثر من تأثر بها الاردن وفلسطين وجنوب سوريا وشمال شرق مصر وبالتحديد منطقة سيناء حيث ادت الى سيول جارفة شديدة هناك .
من الملاحظ في هذه الحالة الشديدة ان الارصاد في الاردن او سوريا او اسرائيل لم تتوقع هذه الحالة حيث كنت اتابع النشرات الجوية على هذه المحطات واكثر ما دهشني هو ما قاله خبراء الارصاد في هذه المحطات عن سماكة الغيوم الدي وصلت الى 12 كيلومتر والذي ادى الى هذا الهطول الهائل من المطر , وكانت معظم نشرات الاخبار في هذه المحطات تنشر تقارير مفصلة وطويلة عن هذه الحالة وما احدثته من اصابات وتدمير .
كانت هذه الحالة لا تنسى من حالات عدم الاستقرار التي تعرضنا لها .


اسف على الاطالة