السلام عليكم
انقل لكم ذكريات حالة جوية في عام 1989 لا اذكر تاريخها بالضبط و لكن ما اذكره ان المرحوم الدكتور على عبندة اعلن عن اندفاع كتلة قطبية شديدة البرودة استقرت فوق جنوب اليونان تسببت في ثلوج خرافية في اليونان و تركيا و كان يقول انها تتحرك ببطئ شديد ناحية الجنوب الشرقي و كان يتكون منخفض جوي يتحرك الى قبرص و يعلن عن قدوم عاصفة ثلجيه فما ان يقترب المنخفض حتى يتكون منخفض اخر الى الغرب منه ساحبا معه زخم و قوة المنخفض الاول الذي يضمحل و هكذا لمدة اسبوعين حسبما اذكر حينئذ فقد كنت في الخامسة عشرة و مما اذكر ان الصحف هاجمت دائرة الارصاد الجوية ممثلة بشخص المرحوم و كان التنمر و النكات انه يهرب المنخفضات للخارج حتى جاء اخر منخفض من تلك السلسة و معه الكتلة الام و تساقطت الثلوج في منطقتي على ارتفاع 600 متر كنت اتابع النشرات الجوية على التلفاز الاردني و السوري و كنت اقارن بينهما و كنت استمع الى اذاعة لبنان من اجل متابعة اين وصلت الفعاليات الجوية و اضع ست ساعات في حسباني قبل وصلها الينا ذلك كان الزمن الجميل ليس كحال ايامك هذه !
ذكريات جيلنا مع الثلوج مختلفة عن هذا الجيل فقد مرت علينا ايام تتساقط الثلوج و نحن على مقاعد الدراسة او و نحن ذاهبون الى المدرسة ولا يذكر احدا ان العطلة هي الهدف و كانت تلك الاجواء الباردة تمثل لنا تحديات فلا كانت الملابس ثقيلة بما يكفى لتقينا البرد و لا كانت الابوات الصينة ذات الاصابع تمنع دخول مياه الامطار الى اقدامنا الصغيرة فتستمر اصابعها متجمدة في الحصص الثلاث الاولى من كل يوم و كانت التقرحات من البرد تظهر على اصابع اقدامنا كنا نحب تلك الظروف رغم قسوتها
و دمتم بود