14 / 2 / 2004 .... ذكريات لا تنسى / خاص Mhm0071

تبدأ القصة منذ صباح الرابع عشر من شباط من عام 2004 ، حيث كانت الأجواء شبه عادية لغاية الظهر ليتبدل بعدها الطقس ليصبح ضباب برتقالي أو ربما غبار برتقالي ، لا أدري تماما ، في ذلك اليوم كانت جدتي موجودة عنا _ رحمها الله _ و كنا بدنا نروحها عند دار عمي الذين لا يبعدون كثيرا من منزلنا ، كان موعد مغادرتها سيكون على الرابعة عصرا ، أنظر من الشباك في ساعات العصر و أرى الدنيا برتقالية و كأن شيئا سيحدث ، بصراحة يومها لم أكن أعلم بأن هناك منخفضا قطبيا سيأتي علينا و في ذلك اليوم و قد كان يوم سبت ، كان عندي موعد سنان ( تقويم ) على ال 5 مساءا بعمان ، يعني كنت بدي أطلع أنا و أبوي على عمان بعد توصيل جدتي الى منزل عمي ...... الرياح كانت تشتد شيئا فشيئا و الهدوء يسبق العاصفة ، و في ساعات العصر عند حوالي الساعة الثالثة عصرا جهزت جدتي نفسها لكي تذهب الى منزل عمي و طبعا نحن سنوصلها ، و قد ذهبت لألبس و أجهز نفسي للذهاب الى الدكتور طبعا بعد توصيل جدتي مباشرة ، ركبنا السيارة و ذهبنا الى منزل عمي و عند وصولنا أوصلنا جدتي الى الداخل و بعدخروجنا من منزل عمي حيث لم نطل مكوثنا سوى كم دقيقة و اذ بحبات الثلج الأولى تتساقط ، كانت مع بداية المنخفض تتساقط بشكل متفرق و كأنها توحي بأن العاصفة ستشتد و تصبح من اللي بحبو قلبك ، سقوط الثلج بشكل خفيف لم يجعلنا نتراجع عن فكرة الذهاب الى طبيب الأسنان بعمان و ركبنا السيارة و انطلقنا و عند و صولنا الى ( اشارة دبابنة ، لم نتعدى السلط بعد ) لاحظ أبي بأن ذهابنا الى عمان لموعد الأسنان فيه مخاطرة حقيقية خاصة أن الوضع مش مطمن ، أما أنا فكم كنت أود أن نتابع و ذلك لعدة أسباب منها : 1 ) ذهابي الى دكتور الأسنان ( التقويم ) متعة و خاصة أني أحب الدكتور و قد كان اسمه :جمال عمرو ، لكنه متوفى الآن بسبب تفجيرات عمان :patch_pleur1::patch_pleur1: ، _ رحمه الله _ . 2 ) كان هناك هدف آخر من ذهابي الى عمان كذلك و هو أني كنت أود شراء العدد الجديد من مجلةاعتدت شرائها دائما و كنت متحمسا لشرائها . 3 ) و الأهم ، ، كنت أعلم في نفسي بأننا اذا تابعنا فأننا سنشهد مغامرة من الآخر :(e19: ، و رايحين نعلق و احتمال رايحين نمشي مشي و نعيش مغامرة و لا أروع . . ، لكن طبعا لم يتحقق أي شيئ من هذه النقاط ، المهم ، بعد وصولنا الى المنزل بدأ الثلج يشتد و يتراكم و حمدنا الله بأن وصلنا بسلام الى المنزل . و مضى الوقت و دخل الليل ليحمل المفاجئات و تزداد فعالية المنخفض القطبي و يزداد الهطول بشكل قوي حقا ، تخيلو بأن الثلج كان يتساقط بلا توقف و الشيء الأاحلى و الأروع هو أن الهطول كان يتخلله بين فترة و أخرى سقوط البرد الثلجي ، لا أدري ان وصفته جيدا ، لكن هذا البرد ليس كالبرد الجليدي بل هو بفرش ليكون بطبقة ليتراكم عليها الثلج المتساقط بغزارة ، فكلما سمعت سقوط هذا البرد من الأباجورات أيقنت بأنني سأستيقظ لأجد المنظر الخرافي:patch_galc: ( بكير على الوصف الآن خلينا نكمل ) ، طبعا عند اشتداد الهطول في الليل كنت أراقب الجرافات تذهب و تأتي لأزالة الثلوج المتراكمة ، لكن هيهات ، فغزارة الثلوج و استمراريتها صعبت كثيرا من مهمة الدفاع المدني و تراكمت الثلوج ، أما الوضع داخل البيت فكان عبارة عن فريزر ( freezer ) و الستالايت كل شوي كنت بطلع على السطح و بقيم الثلج لكن سرعان ما يعود و يغطي صحن الستالايت ، و بالتالي يئست من محاولات ازالة الثلج من الصحن ، لكن كنت أغتنم الفرصة للصعود الى السطح لينهمر الثلج علي في تلك العاصفة ، خاصة البرد الثلجي ، تخيلو معي في تلك الليلة كانت الثلوج قد وصلت ارتفاعا رائعا . و في صباح اليوم التالي جائت اللحظة المرتقبة ، و اذ بالثلوج قد غطت السطح كامل ليصا الثلج ارتفاعا خياليا ، يعني بتحس حالك بالقطب الجنوبي ، لم يكن الثلج يغطي الأرض فقط بل سقوط الثلوج في تلك الليلة من جميع الأتجاهات جعله يعلق على كل شيئ ، فعلا منظر رائع ، لو كنت أحمل الكاميرة في ذلك الوقت لصورت المشاهد التي نرجو من الله و ندعوه بأن تتكرر ، في ذلك اليوم الأبيض يوم الأحد كان لا يزال الثلج ينزل لكن بحدة أخف و قد توقف هطول الثلج تدريجيا ، لكن في ذلك اليوم تجهزنا بجميع المعدات و اللوازم و الألبسة لأزالة الثلج المتراكم بشدة من على السطح و قد كان هذا حال جميع الجيران و سكان السلط ، يعني يومها اشتغلنا شغل من الآخر ، فكل واحد منا له مهمة في ازالة الثلج . لم يمضي هذا اليوم الذي لن ينسى أبدا ان شاء الله دونما أن نلعب بالثلج ، لتسجل الأيام ذكريات رائعة ، نسأل الله تعالى أن يرزقنا مثلها في هذا الموسم . مع العلم بأن الثلج بقي على الأقل اسبوع كامل ليذوب تدريجيا بشكل كامل . و آسف للأطالة .