في الفترة التي تشهد أكبر حركة تنقل للمواطنين
مقتل 23 شخصا جراء العواصف التي اجتاحت وسط وغرب أمريكا
شهد ثلثا الأراضي الأمريكية عواصف وأمطارا جليدية وفيضانات وزوابع، ما جعل تنقلات الأمريكيين محفوفة بالمخاطر، وأدت إلى إلغاء العديد من المواكب الدينية بمناسبة عيد الميلاد.
وسجلت 23 حالة وفاة على الأقل، نجم أغلبها عن حوادث مرور بسبب سوء الأحوال الجوية، والعاصفة التي بدأت تهب على المناطق الوسطى من الولايات المتحدة الاربعاء الماضي. وتم غلق طرقات سريعة وعلق آلاف الأشخاص وسط البرد في هذه الفترة التي تشهد تقليديا أكبر حركة تنقلات للأمريكيين.
وبين القتلى ثلاثة أشخاص في أوكلاهوما (جنوب) صدمتهم سيارات أخرى بعد أن غادروا سيارتهم. وفي لويزيانا (جنوب) قضى رجل بعد أن سقطت شجرة على منزله.
وقالت أجهزة الأرصاد الجوية إنه من غير المتوقع أن تنجلي هذه العاصفة الهائلة، التي تشكل ثاني موجة سوء أحوال جوية شتوية في الولايات المتحدة خلال أسبوع، قبل السبت 26-12-2009. وقال المتحدث باسم أجهزة الأرصاد الجوية الوطنية كريس فاكارو "إنها الفوضى". وأضاف أن العاصفة "تطال مناطق شاسعة وأدت الى هطول قياسي للأمطار". وتابع "ليس من المعتاد أن نشهد عاصفتين استثنائيتين في غضون أسبوع بين منتصف كانون الأول (ديسمبر) ونهايته".
وفي أوكلاهوما سيتي، بلغ ارتفاع طبقة الثلج 35 سم، وهو مستوى قياسي في هذه الولاية، ولم يمنع تساقط الثلوج الزوابع.
ويتوقع أن يصل سمك طبقة الثلوج في بعض مناطق الشمال نهاية اليوم إلى 61 سم. كما أطلقت تحذيرات من هبوب عواصف ثلجية في داكوتا (شمال) وتكساس (جنوب) وفي دالاس حيث بلغ سمك طبقة الثلج 7.5 سم. ولم تشهد هذه المدينة صمودا للثلوج منذ عيد الميلاد لسنة 1926.
وألغت مئات الكنائس قداديس عيد الميلاد الخميس والجمعة حيث دعي المؤمنون إلى ملازمة الحذر، بحسب إعلانات نقلتها وسائل إعلام محلية. وقال اندي ريتشي وهو قس في مانكاتو في مينيسوتا (شمال) لقناة محلية، مخاطبا رعيته "الطرقات سيئة. ونحن لا نريدكم أن تغادروا منازلكم إن لم تكونوا متأكدين من القدرة على العودة إليها".
وفي شرق البلاد، أصبح السير على الطرقات خطرا بسبب أمطار غزيرة وجليدية تنذر بتحويل الأرضيات في كارولينا الشمالية (جنوب شرق) في ولايات انكلترا الجديدة (شمال شرق)، إلى ميادين للتزحلق. وصدرت إنذارات بحصول فيضانات مع ذوبان الثلوج التي تساقطت الأسبوع الماضي مع ارتفاع درجات الحرارة خلال اليوم.
أما في وسط البلاد فإن أجهزة الأرصاد الجوية الوطنية تنصح بالامتناع عن أي تنقلات معتبرة ظروف التنقل "خطرة بل مستحيلة". وقالت هذه الأجهزة "إن تراكم الجليد وهبوب الرياح ينذر بقطع الخطوط الكهربائية والتسبب في سقوط أغصان الأشجار، ما يزيد من خطورة الوضع".
وانقطع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل الجمعة منها خمسة آلاف منزل في ولاية آيوا (وسط)، بحسب صحيفة "مونز رجيستر".
ويتوقع تسجيل درجات حرارة تصل إلى 36 درجة تحت الصفر في داكوتا الشمالية، في حين تسود مخاوف من هبوب زوابع وأعاصير في جنوب البلاد مثل آلاباما.
وتم إلغاء مئات الرحلات الجوية في العديد من المطارات الخميس والجمعة.
وكانت مناطق الساحل الشرقي من الولايات المتحدة شهدت عاصفة استثنائية يومي 19 و20 كانون الأول (ديسمبر) أدت إلى شلل حركة النقل والعمل في الإدارات.