بداية نشير إلى أن موجة الحر التي ضربت البلاد خلال الأسبوع الأخير من تموز 2007 بدأت اعتباراً من 23 تموز حيث سجلت درجة أعلى من المعدل وزادت حدتها اعتبارا من 25 تموز ولغاية 1 آب وتجاوزت الحرارة خلال 5 أيام المعدلات بنحو 7 درجات مئوية وبلغت في دمشق 42 وحلب 43 والمناطق الشرقية 44 والساحلية 33 والقرداحة على سبيل المثال 39 درجة مئوية.
ومثل هذه الموجات الحارة تتكرر ففي عام 1978 استمرت موجة الحر التي أثرت على البلاد 15 يوماً ووصلت في دمشق 43 درجة مئوية والموجة الأسوأ ضربت البلاد في عام 2000 حيث بقيت ثلاثة أسابيع وجاءت ما بين شهري تموز وآب وسجلت دمشق 44,5 درجة مئوية . ورافق هذه الموجة نسبة رطوبة عالية مع العلم أن الحرارة مقترنة بالرطوبة
فدرجة الحرارة بمفردها لايمكن أن تحدد الشعور بالبرودة والحرارة إن لم تقترن بنسبة الرطوبة وهنا لابد من التوضيح أن موجة الحر هذه ترافقت بنسبة رطوبة عالية بلغت بدمشق ولمدة خمسة أيام 60% ما يعني أن درجة 40 مع نسبة رطوبة 60% يصل الشعور بالحرارة حسب جدول علمي معتمد من قبل منظمة الأرصاد العالمية الى 56,5 درجة مئوية.
يضاف إلى تأثير نسبة الرطوبة العالمية اتساع رقعة الاسمنت التي تكتنز الحرارة وتبثها وكذلك الطبقة الاسفلتية وبالمقابل انحسار الرقعة الخضراء التي تلطف درجات الحرارة المرتفعة.
ففي حال انخفضت الرطوبة عن حد معين تعطي شعوراً ببرودة أقل من الدرجة الحقيقية وإن ارتفعت تعطي شعوراً بأكثر من الدرجة المسجلة فدرجة حرارة 45 مع نسبة رطوبة 50% تعطي شعوراً بأن درجة الحرارة 61 درجة مئوية(الحرارة الى ارتفاع).
تسبب اتساع ثقب الاوزون والانحباس الحراري الناتج عن انبعاث الغازات الدفيئة بارتفاع درجة حرارة الارض فقد تزايدت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية منذ بداية التسجيل الآلي عام 1861 وعلى مدار القرن العشرين 0,6 درجة مئوية اما معدل التغيير منذ عام 1976 ولمدة ثلاثة عقود فقد بلغ ثلاثة اضعاف ما كان عليه الوضع قبل مئة عام أي أن الزيادة التي طرأت في العقود الثلاثة الاخيرة تساوي نصف درجة مئوية.
وتحليل المعطيات في نصف الكرة الشمالية يشير الى ان تسخين نهاية القرن العشرين لم يسبق له مثيل في الألف عام الماضية وكان عقد التسعينات الاكثر تسخيناً وعام 1998 تحديداً الاكثر تسخيناً في الالف سنة الماضية . .