B]
مناخ متطرف في البرازيل يميل الى الجفاف بسبب ظاهرة الإحتباس الحراري
لا يمكن لاحد أن يقول انه لم يدرك أن الخطر آت..
كانت الكثبان الرملية تزحف لعشرات السنين قبل أن تبتلع منزل رايموندو دو ناسيمنتو ومنازل 12 أسرة أخرى في ايلها جراندي وهي جزيرة في دلتا نهر بارنايبا في شمال شرق البرازيل قبل عامين.
يصف دو ناسيمنتو (52 عاما) -وهو يقف على الكثب الرملي الذي يبلغ ارتفاعه 14 مترا والذي يغطى الآن منزله القديم تماما- المنظر الطبيعي الذي اعتاد عليه في طفولته مثل أشجار الكاشو على مرمى بصره ولكن لم تكن هناك أي من الكثبان الرملية على الاطلاق.
وقال "المنظر جميل الان ولكنه جمال مسبب للبؤس... الطبيعة سبب ذلك ولكن النشاط البشري مسؤول أيضا."
ويلقي خبراء باللوم في ظهور الكثبان الرملية الضخمة التي تزحف بواقع 25 مترا سنويا على ازالة الغابات وارتفاع عدد السكان مما يهدد بمحو بلدة تقطنها 8500 نسمة من على الخريطة. ولكنهم والسكان يلقون باللوم أيضا على الرياح التي زادت قوة وعلى الطقس الاكثر جفافا في السنوات الاخيرة.
وقال لويس روبرتو ديل بوجيتو خبير المحيطات الذي تعاقدت الحكومة مع شركته للبحث عن سبل احتواء الكثبان الرملية "بدأت قوة الريح تزيد. انها القوة المحركة لهذه العملية."
وأشعلت موجة من الطقس المتطرف جدلا بشأن مدى تأثير التغير المناخي على أكبر دول أمريكا اللاتينية والتي تضم واحدة من أكبر الغابات المطيرة في العالم وواحدة من أكبر سلال الغذاء في العالم.
وجعلت الامطار الغزيرة بشكل غير معتاد في شمال وشمال شرق البلاد مئات الالاف من الاشخاص بلا مأوى وتسببت في وفاة نحو 45 شخصا. وفي الوقت ذاته ضربت جنوب البرازيل سلسلة من موجات الجفاف مما دمر عمل المزارعين وخفض تدفق الماء بواقع الثلث على شلالات اجوازو الشهيرة.
وأبدى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قلقه قائلا "تشعر البرازيل بالتغيرات المناخية التي تحدث في العالم وعندما تكون هناك موجة جفاف شديدة في مكان لم يكن موجودا فيه قبل ذلك وعندما تمطر في أماكن لم تكن تسقط بها أمطار قبل ذلك."
وفي حين أن من الصعب قياس أثر التغير المناخي على وجه الدقة نتيجة نقص في بيانات فترات سابقة فانه فيما يبدو عامل أساسي في موجات الجفاف والفيضانات الشديدة في السنوات الاخيرة.
وقال كارلوس نوبري خبير المناخ في معهد البرازيل الوطني لابحاث الفضاء "هناك ارتباط على ما يبدو بين ارتفاع الحرارة وظروف نشهدها في الكثير من أجزاء البلاد."
وعانت ولايات الجنوب من الجفاف خلال سبع من بين السنوات الاحدى عشرة الماضية كما ان أول اعصار سجل في البرازيل ضرب الساحل الجنوبي عام 2004 . وشهدت منطقة الامازون أسوأ موجات الجفاف منذ عشرات السنين في 2005 .
وتقدر دراسة استعانت بها الحكومة في التخطيط أن منطقة الامازون سترتفع حرارتها ما بين ست وثماني درجات مئوية بحلول عام 2100 مما يعني انخفاض كمية الامطار 20 في المئة.
وارتفع متوسط الحرارة في البرازيل 0.8 درجة مئوية على مدى السنوات الخمسين الماضية.
وقال روبرتو سمرالدي مدير منطقة الامازون في شبكة أصدقاء الارض لحماية البيئة "أصبحنا بالفعل لا نتحدث عن التغير باعتباره أمرا في المستقبل بل عن شيء يحدث بالفعل."
وبعد سنوات من التراخي بدأت حكومة البرازيل تبدي استعدادا أكبر لبحث الحد من انبعاثات الكربون.
والى جانب النشاط الزراعي فان الطاقة المائية التي توفر 85 في المئة من احتياجات الطاقة في البرازيل ستتأثر مع انخفاض منسوب الانهار.
وتقول البرازيل وهي رابع أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بسبب ازالة غابات الامازون انها مستعدة لوضع أهداف لخفض الانبعاثات وتهدف الى أن تكون مفاوضا رئيسيا في محادثات تجرى في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول للاتفاق على معاهدة عالمية جديدة للمناخ.
وشهدت أجزاء من الجنوب هذا العام أسوأ موسم جفاف في شهر ابريل نيسان منذ عام 1929 مما أجبر أكثر من 300 بلدة على اعلان حالة الطواريء. وقدر حجم الخسائر في المحاصيل في ولايات سانتا كاترينا وريو جراندي دو سول وبارانا بسبب الجفاف هذا العام بأكثر من 1.5 مليار دولار.
ولكن ما زال من الصعب تحديد بدقة أثر التغيرات المناخية. ومن الاسباب المحتملة الاخرى للمناخ المتطرف في الاونة الاخيرة ما يطلق عليها ظاهرة (لا نينا) التي تتسم بدرجات حرارة باردة بشكل غير معتاد في المحيط الهادي.
وحتى في ولاية بارانا في الجنوب وهي من بين أكثر الولايات تضررا تظل أسباب موجات الجفاف بها في السنوات الاخيرة غير مؤكدة. وقال السي دالجالو الذي يزرع الذرة والصويا والقمح ان أغلب المزارعين يعتقدون أنها ظاهرة طبيعية."
وقال "كما كان يقول جدي ووالدي.. انها سبع بقرات عجاف يعقبها سبع سمان. الان نمر بالسنين السبع العجاف."
وفي منطقة ايلها جراندي ربما يكون سبب التغير المناخي ارتفاع درجة حرارة المحيط. وخلال موسم الجفاف الذي يبلغ أوجه في أغسطس اب يخوض السكان معركة خاسرة لابعاد الرمال عن شعرهم وطعامهم ومنازلهم. وقال مسؤولو البلدات ان 27 منزلا دفنت خلال السنوات الاربع المنصرمة.
وقال ديل بوجيتو عالم المحيطات "خلال ست سنوات ستكون البلدة قد اختفت."
وبجوار الكثب الرملي الشاهق قال الصياد فالديسير رودريجيس دي سوسا (38 عاما) انه يتعين عليه هو وأسرته الفرار من الرمال الزاحفة خلال عام أو عامين مضيفا أنه مكان يصعب فيه العثور على شخص يتشكك في التغير المناخي
للمزيد من مواضيعي[/b]