في دعوة الأهل .. نصائح ووصايا

أحد الشباب الملتزمين اشتكى لي من الوضع العائلي لعائلته، وهو شاب يبلغ من العمر 16 سنة، أخواته غير ملتزمات بالزي الشرعي والصلاة، وإخوته غير ملتزمين بالصلاة، ووالده ليس له تأثير على العائلة. وهذا الشاب محرج وحزين ويريد أن يساعد عائلته في الهداية. ومن المشاكل التي تواجهه أيضا وجود "الستالايت" والأغاني في البيت من غير مراقبة الوالد، ويقول أن حياته أصبحت صعبة في هذا الجو.. فماذا تنصحوننا رعاكم الله؟ أجاب : د. محمد محمود منصور الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. شكر الله لكم وجزاكم خيرا على حبكم لإسلامكم، وحرصكم عليه، وعملكم له. أخي الكريم أنس، يقول تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، فصديقك لا يملك إلا أن ينكر بقلبه ما يراه من منكرات، وإلا فعليه أن يجتهد قدر استطاعته في حسن التعامل معهم في صورة خدمتهم والسؤال عنهم والتودد إليهم والتهادي معهم، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم وما شابه ذلك. وهذه المعاملات الحسنة - والمطالب بها المسلم مع كل الناس، ويكون أكثر مطالبة بها مع أهله وأقاربه، وخاصة مع العصاة منهم - ستفتح قلوبهم وعقولهم له مع الوقت، حتى ولو استغرق فيها عدة أسابيع أو شهور أو حتى سنوات مع بعض النوعيات من الأفراد. ويمكنه بعد ذلك تدريجيا تذكرتهم بالحجاب والصلاة بأسلوب بسيط هين مناسب، وفي توقيت مناسب ومكان مناسب، كما نبهنا لذلك سبحانه عند دعوة موسى وهارون لفرعون بقوله: (فقولا له قولا لينا). وعليه أثناء ذلك أن يملأهم بالخير وبالصفات الإسلامية الأخرى تدريجيا دون تعجل، وليختر الصفات التي يغلب على ظنه أن يسهل عليهم تطبيقها.. كالصدق، والأمانة، والتعاون، والتحاب، ونحو ذلك، فإن حقق ذلك أصبح الشر لا مكان له في قلوبهم، كما نبهنا لذلك سبحانه في قوله: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه). فليس من الضروري البدء بالكلام عن الحجاب والصلاة والأغاني أولا، وذلك على حسب ما يراه هو مناسبا. ثم لا ينسى أن يستخدم وسائل التذكرة الأخرى غير الكلام.. كالشريط، والكتيب، والبرنامج الإعلامي الجيد، ومحاولة إيجاد صحبة صالحة حولهم، ونحو ذلك مما ينوع وسائل الدعوة لهم، إذ استجابات المدعوين مختلفة. مع تذكرته بالدعاء لنفسه ولهم، فبالدعاء لنفسه سيزداد قربا من ربه وحبا له وطلبا لعونه ولثوابه، ويزداد سكينة واطمئنانا في قلبه، وبالدعاء لهم سيجدهم يتغيرون تدريجيا كما يقول تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء). فإن فعل صاحبك ذلك سعد قلبه لأنه قد أدى ما عليه نحوهم، ولن يشعر بحرج أو حزن أو صعوبة في الحياة، لأن الله تعالى سيرضيه بسبب جهوده، وسيثيبه سواء استجابوا أم لا. وفقكم الله جميعا وأعانكم، ولا تنسونا من صالح دعائكم. منقول من موقع اسلام اون لاين

مشكور اخي الساعي عالموضوع الهام وبارك الله فيك