يـاشـارب التـنـبـاك مـا أجـرأكا *** مـن ذا الـذي فـي شـربه أفتـاكا
أتـظـن أن شـرابـه مـسـتـعــذب *** أم هـل تـظـن بـأن فـيـه غـذاكا
هـل فـيـه نـفـع ظـاهـر لك يافتى *** كـلا فـلا فـيـه سـوى إيــذاكــا
ومـضـرة تـبـدو وخـبـث روائـح *** مـكـروهـة تـؤذي بـهـا جلساكا
وفـتـور جـسـم وارتخاء مـفاصل *** مع ضيق أنفاس وضعف قواكا
واتـلاف مـال لاتـجـد عـوضـاً له *** إلا دخـانـاً قـد حـشـى أحـشاكا
ورضـيـت فـيـه بـأن تكون مبذراً *** وأخـو الـمـبـذر لم يكن يخفاكا
فـإذا حـضرت بمجلس واستنشقوا *** مـن فيـك ريحاً يكرهون لقاكا
يـكـفـيـك ذمـاً فـيـه أن جـميع من *** كـان يـشــربه يـود فـكــاكـــا
فـارفـق بـنـفـسـك واتـبع آثار من *** أهـداك لا مـن فـيـه قد أغواكا
إن كـنـت شـهـمـاً فاجتنبه ولاتكن *** فـي شـربـه مـسـتـتـبعاً لهواكا
إنـي نـصـحـتك فاستمع لنصيحتي *** ونـهيـت فـاتبع قـول من ينهاكا
وبـذلـت قـولـي نـاصـحاً لك يافتى *** فـعـسـاك تقبل ما أقول عساكا
.................................................. .................................................. ...........
تـَـبـَّــت يَدٌ صَـنـَعَـتـْـكِ يا سيجارة ... ويـدُ الدمـار يُصيبُهَا الحِـرمَـانُ
تـبَّـت مصانعُ صَـدَّرتكِ إلى الوَرَى ... وَكــَذا بـلادٌ نـَالـَهـا الـخُســرانُ
فـَلكم أصبتِ مِـنَ الخـلائِـق ِ مَقـتلا ً ... عَـجـِزَ الأناسُ لِـمـِثـلِـهِ والجـانُ
وَلـكـم دَسَستِ السمَّ في أعـضائِـهـم ... فسحقــتِ عُـضواً ما له أثـمـانُ
حـتى الـمـدافـعُ لـم يَـصـلنَ لـقـتـلِـها ... كـلا ولا الصـاروخُ والطيـرانُ
يا من قضيتَ العُمرَ في كنفِ الردى ... ها قد أتـتـك نـصـيحـة ٌ وبـيـانُ
مِــن نـاصـح ٍ مُـتـألـم ٍ مُــتـحـرِّق ٍ ... أمسى وقد هاجت به الأشجـانُ
لمَّا رأى السمَّ الزُعـافَ وقـد طغى ... وتـعـاقـرتـهُ الشِـيبُ والـشـبانُ
يا إخـوة ً في الله أضـحَوا بالـردى ... وتـثـورُ في أجـوافِـهـم نِـيـرانُ
وتـُدمِّــرُ الأمـراضُ زهـرَ شبابهم ... وبجسـمِهم يتعـاظـمُ الـسَّـرَطـانُ
يـا إخوة ً تـُوبـوا عَـن الـداءِ الـذي ... جاءت بـِهِ الأعلاجُ والـرومـانُ
ويـقــودُكــم لـمـخـدراتٍ كــلـهـا ... تـَـلـَفٌ مَـصيرُكموا بهـا الإدمانُ
أمُدَخناً أوَمَا تـرى الـجـسـمَ الـذي ... حَـلـَّت بـِـهِ الأســقــامُ والأدرانُ
إن لم تـَعِـظـك مـن الإلـهِ زواجـرٌ ... فــيــهـا لـكــلِّ خـلائـقِ بـُرهـانُ
إن لم تُصِـبك من الصدوق نواهرٌ ... فــيـهـا لـطـلابِ الهـدى تِــبــيـانُ
أولم تـعـظـك مـنـاظـرٌ ومـسـامـعٌ ... أوَمَــا صَغَت لِنِدا الهدى آذانُ
لا تأبهـوا لحـديـثِ شخـصٍ قـالـه ... شَــرَّابُ تـَـبْــغ ٍ قـادَهُ الـشـيــطـانُ
وَهَل ِ الرجولة ُ والشهامـة ُ بالذي ... ضاعَـت بـِهِ الأعراضُ والصبيانُ
يا معشرَ الإخوان ِ جدُّوا وَاجهَدُوا ... فـلقد تـمـادى الـبـغيُ والـطـغـيـانُ
أوبعد هذا الـقـول ِ لا يـردعـكموا ... عــمَّـا قـضى أعــداؤكــم إيــمــانُ
حتامَ تنطـمسُ الـبـصـائرُ أم متى ... تـُصغِي المسامعُ أو تـَعِي الأذهانُ
يـا أيهـا المهزومُ خُــذ لـمـقالـتي ... من ذ لـَّهُ الـتدخـيـنُ فـهـو جـبـانُ