الإنتر كان قد خسر كأس السوبر الإيطالي الموسم الماضي على يد الطرف الثاني في ديربي العاصمة لاتسيو بطل كأس إيطاليا الغريم التقليدي لروما في مباراة انتهت بهدفي متوسط ميدان لاتسيو السابق فرانسيلينو دا سيلفا ماتوزاليم و تومازو روكِّي مقابل هدف لنجم الإنتر الكاميروني صامويل إيتو.
الخطوة الرابعة نحو السداسية من جهة ،، و الثأر من لقبين ضائعين من جهة أخرى
بعد موسم ماضي مذهل بكل المقاييس انتهى بحصد ثلاثية الدوري الإيطالي، كأس إيطاليا و دوري أبطال أوروبا التاريخية، يبدو الإنتر عازمًا على تكرار إنجاز برشلونة في العام الماضي عندما أضاف النادي الكتلاني لثلاثيتهم ثلاثية أخرى بالفوز بكأس السوبر الإسباني، كأس السوبر الأوروبي و كأس العالم للأندية.
الأفاعي لم يتغيروا كثيرًا، فعلى الرغم من رحيل المدرب جوزيه مورينيو و الإتيان بالإسباني رافاييل بينيتيز لخلافته، قال مورينيو في نهاية الموسم الماضي - في تلميح لرحيله إلى ريال مدريد - أن الأفاعي قادرون على الفوز وحدهم دون أي مدرب! و لا شك في أن هذه الكلمة - بما تحمله من مبالغة بعض الشيء - تصف إلى حد كبير النيرادزوري بتجانس جميع خطوطه و قوة التشكيلين الأساسي و الاحتياطي.
ما قلته سابقًا أكَّده النجم المقدوني جوران بانديف ضمن تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة أمس عندما قال أن الإنتر لا يزال هو الإنتر، هدفه الفوز و لا شيء سواه في جميع المباريات و البطولات.
أما روما، فلا تقل دوافعهم عن دفاع الإنتر شيئًا، بل يزيد من حدة المنافسة بين الطرفين بالنسبة للذئاب ثأر شخصي كونهم حُرِمُوا من الفوز ببطولتي الاسكوديتُّو و كأس إيطاليا في الموسم الماضي، حيث حُسِمَت المنافسة بين كلا الطرفين على لقب الدوري الإيطالي لصالح الإنتر في الجولة الأخيرة بفارق نقطتين عن روما، و هو ما حدث أيضًا حيث حُسمت مساعي كلا الطرفين للفوز بكأس إيطاليا في المباراة النهائية عبر فوز الأفاعي بهدف دييجو ميليتو.
المنافسة بين الأفاعي و الذئاب كانت هي العنوان المنطقي و الدائم للمواسم الأربعة الماضية، و قد استطاع الإنتر أن يحظى بعدة بطولات على حساب روما، و العكس صحيح بالنسبة لروما و لكن بشكل أقل. لكن هذه المرة بلا شك تُثير مرارة خسارة لقبين في موسم واحد على يد فريق واحد غضب جميع مشجعي الجيالُّوروسِّي، و تُحفز لاعبي فريق العاصمة الإيطالية على الثأر من الفريق اللومباردي و بكل تأكيد لا توجد أنسب من هذه الفرصة في بداية الموسم الجديد للثأر من رفاق القائد التاريخي للإنتر خافيير زانيتِّي.
كلاكيت .. رابع مرة !
ليست المرة الأولى، و لا الثانية، و لا الثالثة .. بل هي رابع مرة يلتقي فيها الإنتر و روما في كأس السوبر الإيطالي، و دائمًا ما كان الإنتر بطل الدوري الإيطالي روما إما بطل الكأس أو وصيف الإنتر في الدوري الإيطالي حينما كان الإنتر بطلًا لكأس إيطاليا.
أولى مواجهتهما في السوبر الإيطالي كان في عام 2006 حينما فاز الأفاعي برباعية مقابل ثلاثة أهداف للذئاب. المباراة الثانية أتت في العام التالي و فاز بها الجيالُّوروسِّي بركلة جزاء سجلها دانييلِّي دي روسِّي. في 2008 كانت ثالث مواجهة بينهما على التوالي في السوبر الإيطالي و كان فيها الانتصار من نصيب النيرادزوري بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 6-5 بعد التعادل في الوقتين الأصلي و الإضافي بهدفين لمثلهما.
كيف استعدا للموسم الجديد ؟
خلال الشهرين السابق و الجاري، خاض الإنتر خمس مباريات ودية كانت الأولى منها أمام مانشستر سيتي في كأس بيريلِّي الودية، و قد دك الأفاعي شباك "فريق الأحلام الجديد" بثلاثية نظيفة بمشاركة العديد من لاعبي شباب من فريق البريمافيرا (فريق الشباب تحت 20 عامًا)، قبل أن يتعرضوا لهزيمة ودية على يد باناثينايكوس بثلاثية مقابل هدفين.
المباراة الأخيرة ضمن جولة الإنتر الأمريكية كانت ضد نادي دالاس الأمريكي و انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، قبل العودة إلى إيطاليا و المشاركة في دورة كأس تيم الودية ضد كل من الميلان و اليوفنتوس في مباراتين مصغرتين مدة كل منهما 45 دقيقة. المباراة الأولى ضد اليوفنتوس فاز الإنتر بها بقذيفة محرمة دوليًا من طراز "فيسلي شنايدر"، بينما كانت ركلات الجزاء الترجيحية هي الحاسمة في مباراة الميلان بعد تعادل سلبي، ليفوز النيرادزوري بثلاث ركلات مقابل ركلتين على منافسهم الدائم و الغريم التقليدي في ديربي مدينة ميلانو.
في المقابل، سارت تحضيرات روما بشكل جيد طوال ثمانِ مباريات أولها كانت ضد فريق لوكالي ريسكوني المحلي للهواة و التي انتهت بفوز عريض لفريق العاصمة بنتيجة 13 هدفًا مقابل لا شيء. المباراة الثانية كانت ضد نادٍ إيطالي آخر مغمور و هو سودتيرول، و مجددًا كان الفوز من نصيب الذئاب برباعية مقابل هدف وحيد. المباراة الثالثة و الفوز الثالث على التوالي كان ضد السد القطري و ذلك بهدفين مقابل هدف وحيد.
مطلع الشهر الحالي، شارك رفاق فرانشيسكو توتِّي في دورة باريس الودية و خاض فيها مباراتين انتهيتا بالتعادل الإيجابي بهدف نظيف ضد بوردو و باريس سان جيرمان، ثم أتت مئوية نادي ليفانتي الإسباني الذي دعا روما لمواجهة في مباراتهم الودية الاحتفالية، و قد انتهى اللقاء بالتعادل السبلي في الشوطين الأصلي و الإضافي ليحتكم كلا الفريقين لركلات الترجيح التي رجحت كفة روما بخمس ركلات مقابل أربعة.
عاد روما ليخوض مباراتين محليتين، الأولى ضد بيسكارا و انتهت بفوز الجيالُّوروسِّي بهدف نظيف، و الثانية انتهت بالتعادل بهدف لمثله مع جروسيتو. ثمانِ مباريات لم يخسر روما فيها أي لقاء، حتى أتت المباراة الودية ضد أولمبياكوس اليوناني يوم الجمعة الموافق 13 أغسطس و التي مني فيها الذئاب بهزيمة نكراء بواقع خمسة أهداف مقابل هدف وحيد لجيريمي مينيز. و قد وصف كلاوديو رانييري مدرب روما تلك الهزيمة بـ "العار" على فريقه.
التشكيل المتوقع
الإنتر
جوليو سيزار
كريستيان تشيفو والتر صامويل لــوســيــــو مـايـكـــــون
إستيبان كامبياسو خافيير زانيتِّي
جوران بانديف فيسلي شنايدر صامويل إيتـو
دييجو ميليتو
روما
جوليو سيرجيو
جون آرني ريزا جــــــوان فيليب ميكسس ماركـو كاسيتِّي
دافيد بيدزارو سيموني بيروتَّا
فرانشيسكـو توتِّي أدريانو دانييلِّي دي روسِّي
ميركو فوشِّينيتش
لاعبون يستحقون المشاهدة
فيسلي بنيامين شنايدر - الإنتر
المرشح لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي، الفائز بالمركز الأول في استفتاء موقع جول.كوم لأفضل 50 لاعبًا عن الموسم الماضي و المرشح رفقة دييجو فورلان و أندريس إنييستا للفوز بالكرة الذهبية ..
النجم الهولندي كان حاسمًا للغاية في جميع المباريات التي شارك فيها مع الإنتر الموسم الماضي و لم يخسر في جميع البطولات سوى مباراة واحدة ضد كاتانيا في الجولة 28 من السيريا آ الموسم الماضي. الأمر كان مماثلًا مع المنتخب الهولندي فلم يخسر أي مباراة سوى مباراة نهائي كأس العالم أمام المنتخب الإسباني.
شنايدر يمتلك قدرات استثنائية في صناعة اللعب و التمريرات الطولية و القصيرة، إضافة إلى تسديداته المتقنة و السامة من مختلف المسافات و ركلاته الحرة المذهلة. نجم أياكس السابق يمتلك روحًا كبيرة و مثابرة على الكرة هجوميًا و شراسة على المنافسين دفاعيًا، و لذا يلقبه مشجعو أياكس بـ "البيتبول" نسبة إلى إحدى أشرس فصائل الكلاب التي لا تترك فريستها إلا عندما تسمع صوت تكسير عظامها.
فرانشيسكو إنزو توتِّي - روما
أسطورة روما، رمز الجيالُّوروسِّي، ملك روما، التعريف الشامل لمصطلح نادي العاصمة الإيطالية (كما وصفه شنايدر) .. سموه كما شئتم، لكن على أي حال جميع تلك المسميات لم تأتِ من فراغ، فصاحب الـ 33 عامًا يبذل النفيش و الغالي لإسعاد مشجعيه و يقدم عروضًا مذهلة منذ نعومة أظافره في عالم كرة القدم حتى يومنا هذا.
خامس الهدافين التاريخيين للدوري الإيطالي و الهداف التاريخي للذئاب لم يتوقف عن تسجيل الأهداف و إمتاع مشاهديه، فهو من القلائل في عالم كرة القدم الذين يمتلكون إمكانيات استثنائية على الصعيدين التهديفي و الإبداعي في صناعة اللعب في آن واحد.
على الرغم من تسجيله 25 هدفًا في جميع المسابقات الموسم الماضي، لم يسجل توتِّي أي هدف في مباريات روما الثلاثة ضد الأفاعي الموسم الماضي، و هو ما سيشكل له حافزًا كبيرًا قبل مواجهة النيرادزوري خاصة أن متخصص في هز شباك الفريق اللومباردي.
صامويل إيتو فيس - الإنتر
مهضوم الحق في الموسم الماضي من قِبَل الكثيرين، على الرغم من تضحياته الكبيرة لصالح النيرادزوري و أدواره الكبرى و الرئيسية في نجاحات فريقه. النجم الكاميروني لا يُشق له غبار أمام المرمى، لكنه أثبت في الموسم الماضي أنه أيضًا أحد أفضل اللاعبين في العالم في مركز لم يكن مركزه، ألا و هو الجناح الهجومي المساند.
صاحب الـ 29 عامًا سجَّل في الموسم الماضي 16 هدفًا في 48 مباراة خلال جميع المسابقات الموسم الماضي، و على الرغم من كونه سجلًا ممتازًا له كونه لم يلعب كمهاجم صريح، أبدى الأسد الكاميروني رغبته و إصراره على تسجيل ما لا يقل عن 25 هدفًا في الموسم الجديد، مدعيًا أنه لا يُحصي أهدافه طالما أنها لم تتعدَّ هذا الرقم. بالتأكيد، ستكون مباراة كأس السوبر هي البداية، و كما فعل في الموسم الماضي، سيكون إيتو سعيدًا بتسجيل هدفًا في ذات البطولة مجددًا مساء اليوم.
ليتِّي ريبييرو أدريانو - روما
هو أهم لاعب في هذه المباراة بلا أدنى شك!! الهداف البرازيلي كان "الإمبراطور" في الإنتر طوال ما يزيد عن أربع سنوات، قبل أن يفسخ عقده الأفاعي بعد رفضه العودة إلى الأفاعي من البرازيل بعد تواجده مع المنتخب البرازيلي في مطلع العام الماضي، ليوقع مع فلامينجو في شهر مايو من العام الماضي و يعاود التألق من جديد.
تحمس روما لشرائه مع عودة لوكا توني إلى بايرن ميونخ بعد انتهاء إعارته في القسم الثاني من الموسم الماضي إلى الذئاب، و بالفعل وقع لهم الدبابة البرازيلية لتُصبح أولى مبارياته الرسمية في الموسم الجديد ضد فريقه السابق.
الجميع يُفكرون في استقبال مشجعي الإنتر في السان سيرو لمعشوقهم السابق كمنافس لفريقهم، خاصة بعد طريقة رحيله عن أسوار النيرادزوري و التي لم تُعجب الكثيرون، لكن الأهم هو وضع اللاعب نفسه الذي يعود إلى الجوزيبِّي مياتزا بألوان الجيالُّوروسِّي الغريم التلقيدي للإنتر خلال المواسم الخمس الماضية.
الضغط النفسي سيكون كبيرًا على أدريانو للظهور بشكل جيد، خاصة أنه لم يستطع بعد استعادة كامل لياقته البدنية بعدما وصل إلى الغاصمة الإيطالية زائد الوزن. ما يُثقل كاهل النجم البرازيلي أيضًا هي الآمال المعلقة بشدة عليه من قِبَل جماهير الذئاب لقيادة الفريق لموسم استثنائي. لذا ستكون جميع الأنظار موجهة إليه بشكل خاص دونَّا عن جميع اللاعبين من كلا الفريقين.
رد: تقديم مباراة كأس السوبر الإيطالي: الإنتر يصطدم بروما في ملحمة "الموسم و كل موسم"
tease:
العرض العادي
