نابلس/ / غسان الكتوت- تقرير اخباري - كيوم عيد استقبل اطفال نابلس الثلوج او ما اصبح يعرف باسم "الزائر الابيض"، فقد تأخر وصوله اليهم سنوات عديدة، وحتى في هذه السنة كادت امالهم تتبدد مرة اخرى لولا انه وصل متأخرا عن رام الله والقدس وغيرها من المرتفعات الفلسطينية.
الثلوج بدات بالتساقط على نابلس منذ ساعات مساء الاربعاء، وعلى غير عادتهم بدا الشباب والصبية بالتكبير والهتاف واطلاق الصافرات ابتهاجا بقدوم الثلوج، وخرج بعضهم الى الشوارع حتى قبل ان تكتسي بطبقة من الثلج تكفي لاشباع شوقهم للعب بالثلج.
وفي الصباح كانت نابلس كالعروس وهي في ثوب الزفاف الابيض، واكتملت مراسم العيد بالنسبة للاطفال ببقائهم في بيوتهم لعدم انتظام الدراسة في مدارس المدينة، وبدلا من الذهاب للمدرسة استعد الاطفال ولبسوا القبعات والقفازات وخرجوا الى الشوارع ليبدؤوا باللعب كل على طريقته الخاصة، فهذا يقذف صديقه بكومة ثلج، وذاك ينهمك في تجميع اكبر كمية من الثلج ليساعد شقيقه في تكوين رجل الثلج الشهير، وثالث اكتفى بدحرجة كومة ثلج أملاً في تكوين كرة ثلج ضخمة.
تأخّر كثيرا
ورغم ان الثلوج تتساقط على نابلس كل عام بدرجة او باخرى، الا انها ومنذ سنوات لم تتساقط على المدينة باستثناء أعالي رؤوس الجبال الامر الذي حرم اطفال المدينة من متعة اللعب بالثلج، لكن الفتية الاكبر سنا لا زالوا يتذكرون مواسم الثلج السابقة، ويامل ابراهيم، وهو في العشرين من عمره، ان يتكرر موسم الثلج الذي كان في العام 1992 حيث لا زال يذكر انها كانت المرة الاولى التي يرى فيها الثلج بأم عينيه لا على شاشات التلفزيون، كما ان كمية الثلوج في ذلك العام كانت كبيرة واستمرت عدة ايام مما كان كافيا للعب اطول فترة ممكنة.
ومع ان الثلوج تساقطت بغزارة طوال الليل على نابلس الا ان المناطق المجاورة للمدينة كانت اقل حظا، كما انخفضت كمية الثلوج في المناطق المنخفضة من المدينة.
الطفل مروان ذو الست سنوات والذي يعش في منطقة المساكن الشعبية شرق نابلس تبددت احلامه باللعب بالثلج عندما استفاق صباحا ولم ير أي اثر للثلج في محيط بيته، وعندما علم بوجود الثلج عند بيت جده في رأس العين، ألحّ على ابويه لزيارة بيت جده حتى يتسنى له اللعب بالثلج.
اما بالنسبة للكبار فقد فضل غالبيتهم التزام بيوتهم بعد ان تعطلت اعمالهم ووظائفهم، واكتفوا برؤية الثلوج من خلف النوافذ، وراح بعضهم يقلّب محطات التلفزيون بحثا عن نشرة اخبار او مسلسل يتابعه.
عطلة اجبارية
وقد تعطلت جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في نابلس بسبب الثلوج، واعلنت جامعتا النجاح الوطنية والقدس المفتوحة عن تعليق الدراسة لهذا اليوم، كما اعلنت مديرية التربية والتعليم عن تعطيل الدراسة في جميع مدارس المدينة، وكذلك الحال بالنسبة للمدارس الخاصة ورياض الاطفال، اما المحلات التجارية فلم تفتح ابوابها وساد جو أشبه بحالة منع التجول في مركز المدينة.
وفيما خلت الشوارع من المركبات، بقيت آليات بلدية نابلس تجوب شوارع المدينة لاعادة فتح الطرقات التي غطتها الثلوج لتسهيل حركة السيارات.
ــــــــــــــــــــــ
الله يعيدها من ايام جميله