شهدت مختلف المحافظات السورية هذا العام تحسنا في هطول الأمطار مقارنة بالعام الماضي الأمر الذي أشاع أملا بموسم زراعي أفضل, إلا أن وزارة الزراعة رأت أن هذا التحسن لا يزال أقل من المأمول مشيرة إلى أن توزع هذه الأمطار كان سيئا فيما يخص المحاصيل الزراعية.
وقال مصدر في مديرية الأرصاد الجوية لـسيريانيوز إن الهطولات المطرية في أغلب المحافظات كانت هذا العام أفضل منها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وخاصة في المحافظات الزراعية, حيث هطل في الحسكة 76مم هذا العام مقارنة بـ19 مم في الفترة نفسها من العام الماضي فيما يبلغ المعدل السنوي 283مم.
وأضاف المصدر أن محافظة دير الزور شهدت هطولا مطريا بمعدل 45مم مقارنة بـ12مم العام الماضي والمعدل السنوي 161مم, وفي الرقة هطل 41مم مقارنة بـ24 مم العام الماضي ومعدل سنوي 207مم.
لكن ,وحسب الأرصاد الجوية, كان الهطول المطري في محافظات أخرى كان أقل من العام الماضي مثل درعا التي هطل فيها 58مم فيما كانت العام الماضي 102 ومعدل الهطول السنوي فيها هو 274, وأيضا في دمشق 65مم مقارنة بـ69مم ومعدل سنوي 212مم.
كما جاء الهطول أقل في ادلب التي شهدت هطولا بمعدل 180مم مقارنة بـ204 العام الماضي ومعدل سنوي 494, كما قل الهطول في طرطوس وازداد قليلا في اللاذقية.
وتتوقع الأرصاد الجوية أن تشهد سورية هطولات مطرية في مختلف المناطق بعد أن شهدت خلال اليوم الماضي هطولات متفاوتة كان أغزرها 25مم في ادلب.
إلا أن ما شهدته المحافظات الزراعية من هطولات مطرية لا يزال غير كاف حسب وزارة الزراعة, وخاصة فيما يتعلق بالعام الذي يجب أن نقارن الهطول المطري به وتوزع الهطولات.
وقال مدير التخطيط في الوزارة حسان قطنا لـسيريانيوز إن "الموسم الماضي هو موسم جاف, وبالتالي لا يعتبر شاهد مقارنة, والأمر ينطبق على الموسم الذي سبقه أيضا".
وأضاف "إذا أردنا أن نقارن أمطار الموسم الحالي مع أمطار موسم طبيعي ,وهو 2006, نجد أن الأمطار اقل عمليا وليس أكثر".
وشهدت سورية في العامين الماضيين جفافا حادا أثر على مختلف المحاصيل الزراعية, حيث انخفض إنتاج سورية من القمح العام الماضي إلى اقل من النصف بسبب موجة جفاف هي الأقسى التي تشهدها سورية منذ 40 عاما.
وأوضح قطنا أن "المهم هو توزع الأمطار وليس كميات الهطول, وحتى الآن توزع الأمطار سيء جدا وخاصة في مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة" وهي المناطق التي تشهد اقل هطول مطري في سورية.
وتابع أن "من المبكر الحكم على الموسم الزراعي الحالي, لكن الوضع الحالي للمحاصيل الزراعية مقبول إلا أنه على الحد الحرج وبحاجة إلى هطول مزيد من الأمطار", مشيرا إلى أن "الوضع لا نستطيع أن نقول جيد ولكنه اقل من الطبيعي بقليل".
ويبلغ العجز المائي السنوي نحو 3 مليارات متر مكعب فيما تبلغ الحاجات المائية السنوية تصل إلى 19 مليار متر مكعب سنوياً يستهلك القطاع الزراعي 90% منها.
وتتأثر الزراعات البعلية بشكل خاص بانخفاض الهاطل المطري, فيما تبقى الزراعات المروية اقل تأثرا.
ومن المقرر أن تعمل الحكومة هذا العام على جر مياه نهر دجلة في محافظة الحسكة لتقليل الاعتماد على الزراعة البعلية والانتقال إلى الزراعة المروية, خاصة وأن المنطقة الشرقية بشكل عام تعد خزانا زراعيا لسورية وهي التي تنتج المحاصيل الإستراتيجية.
يعقوب قدوري - سيريانيوز