شهدت بعض مناطق محافظتي حمص و طرطوس مساء 26 - 9 - 2008 ولاسيما القسم الجنوبي الشرقي من محافظة طرطوس و الشمالي الغربي من محافظة حمص ، أمطاراً غزيرة جداً غير معهودة منذ عشرات السنين في مثل هذا الوقت من العام.
أدت هذه الأمطار المبشّرة بالخير الى قطع التيار الكهربائي عن معظم مناطق حمص لعدة ساعات، والى تشكّل سيول جارفة في منطقة وادي النضارة وشين وظهر القصيرو أدت الى قطع الطرقات نتيجة حمولتها بالحجارة والأتربة، كما أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة حمص الى حدوث اضرار مادية كبيرة في عدة أماكن من المدينة والقرى المحيطة بها، حيث دخلت مياه الأمطار المحملة بالأتربة والأوساخ الى أقبية مديرية الزراعة وبعض المنازل، وخاصة في الأحياء المنخفضة كوادي السائح وحي الميدان ومعظم الأحياء الشعبية في شرق مدينة حمص. وعلمت "البعث" أن جميع آليات مجلس المدينة وفوجي الاطفاء والدفاع المدني لم تكن كافية لشفط المياه من المنازل المتضررة، حيث طلبت المحافظة المؤازرة من محافظتي حلب وحماة فقامت المحافظتان المذكورتان بارسال آلياتها فوراً الى محافظة حمص المنكوبة بأمطار ايلول. أما في محافظة طرطوس فأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة صافيتا إلى جرف الأتربة و الرمال و انقطاع بعض الطرق كما دخلت المياه إلى المحلات التجارية في مركز مدينة صافيتا .
وكانت أعلى كمية هطل مطري يوم أمس الأول في بلدة الناصرة (50كم غرب حمص) حيث بلغت كمية الهطولات /172ملم/ خلال /8/ ساعات تليها مرمريتا المجاورة لها والتي تستعد للاحتفال بالعيد /70/لتأسيس بلديتها حيث هطل فيها 150ملم، كما هطل في بلدة حديدة المجاورة للحدود اللبنانية 125 ملم وفي شين 120ملم وفي قلعة الحصن 100ملم أما مدينة حمص فقارب الهطل المطري فيها 100ملم أما باقي أرجاء محافظة حمص فشهدت أمطار أقل غزارة فكانت في العريضة 40 ملم و تلكلخ 37 ملم و تل دو 29 ملم و في المخرم 7ملم والضعيفة جداً في باديتي حمص وتدمر.
وفي طرطوس جادت السماء بالمطر وكان غزيراً مبشّراً بمواسم خيرة حيث شملت الأمطار مختلف أنحاء المحافظة وبلغت أكبر كمية هطول في صافيتا 160ملم مشتى الحلو 64 ملم و حمام واصل 43 و الدريكيش 40 ملم و القدموس 38 ملم و الشيخ بدر 36 ملم و طرطوس 32 ملم و الصفصافة 30 ملم و بانياس 18 ملم وقد أكد بعض المواطنين القادمين صباح أمس من الأرياف استمرار تساقط الأمطار الغزيرة في عدد كبير منها ماينبىء بموسم مطري وفير وعلق آخرون على الأهمية البالغة لأمطار أمس بالنسبة لموسم الزيتون وكرومه التي آن قطافها ووصفوه بأنه ذهب ويعجل في قطاف زيتونه.
وفي اللاذقية:
انهمرت الأمطار الغزيرة في محافظة اللاذقية ليل أول أمس وحتى صباح أمس السبت مصحوبة بعواصف رعدية قوية ورياح شديدة السرعة وكانت أكبر كمية هطل في ناحية المزيرعة /48/مم. وأوضح مدير مركز تنبؤ مطار الباسل السيد أحمد يونس أن معدل الهطل المطري جاء كمايلي:
45.5مم (عين قيطة)، 45مم (عين عيدو) ، 40مم (سد السخابة)، 39مم (القرداحة)، 35مم (بشلاما)، 30.5مم (القطيلبية والحفة)، 23مم (بوقا وصلنفة)، 18.2مم (البهلولية)، 7.5مم (كسب)، 7مم (ربيعة)، 6.5 مم (اللاذقية)، 6مم (مركز الباسل)، 8.2مم (المينا البيضا)، 5مم (قسطل المعاف)، وأشار الى تأثر المنطقة بامتداد منخفض جوي سطحي مرفق بتيارات هوائية باردة في طبقات الجو العليا، مايجعل الفرصة مهيأة لاستمرار هطل الأمطار.
وفي حلب
غمرت الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها مدينة حلب وريفها صباح أمس والمصحوبة بعواصف رعدية عدداً كبيراً من التقاطعات والشوارع الرئيسية والفرعية وأدت الى اغلاقها مشكلة أحواضاً ومسطحات مائية نتيجة تجمع المياه وانسداد الفوهات المطرية وعدم تصريف المياه، ولاسيما في المسارات والمواقع المنخفضة في المدينة الممتدة على أطراف السكة الحديدية ونهر قويق الذي ارتفع منسوبه بشكل كبير، وتحديداً في أنفاق مرور السيارات والمشاة كجسر /16/تشرين في حي محطة بغداد حيث وصل منسوب المياه فيه إلى أكثر من /1.5/م وأدت الى توقف كامل للسير في هذا الطريق الحيوي وغمر عدداً من السيارات اضافة الى تقاطعات الطرق في جسر العوارض وأمام شركة المياه وشارع فرنسيسكان وأدت الى حدوث اختناقات مرورية شديدة في كل انحاء المدينة، لتكشف هذه الامطار مرة أخرى عن مدى سوء شبكة الصرف الصحي في المدينة وقدرتها على استيعاب ومواجهة مثل هذه الهطولات، علماً أن عدداً من مواقع الريكارات انفجرت بكل مافيها نتيجة انسدادها بكميات متراكمة من الأوساخ والأتربة وعدم صيانتها، إضافة الى ضعف ووهن الاجراءات المتخذة من قبل مجلس المدينة للحد من هذه الحالات والكوارث.
وشوهد في أكثر من موقع الآليات التابعة لفوج الإطفاء والدفاع المدني تعمل على شفط وسحب المياه من الشوارع التي تجمعت فيها المياه لفتح الطرق أمام حركة السير، على حين كان عناصر فرع المرور يعملون على تحويل وجهات السير الى المسارات السالكة للحد من الاختناقات المرورية وتأمين السير.
في حماة
عمت الأمطار مختلف أنحاء المحافظة لكن بكميات مختلفة بين منطقة وأخرى.
الهطل المطري بدأ منذ يوم الجمعة مساء واستمر طيلة ليل السبت، لكن بشكل متقطع تقريباً، كان أبرزها في مدينة مصياف، حيث رافق الهطول المطري رياح شديدة مصحوبة بالرعد والعواصف.. وسجلت عين حلاقيم 25 ملم
وكما هو الحال في منطقة مصياف، كان في منطقة الغاب، حيث شهد سهل الغاب أمطاراً غزيرة جداً استمرت لعدّة ساعات، ماأربك مزارعي القطن وعمليات تسويقه.وبلغت في شطحة 28 ملم .
ولاتزال الفرصة مهيأة لمزيد من الهطولات المطرية والتي بدأت ملامحها منذ صباح أمس.
في الرقة
تواصل هطول الأمطار في أنحاء متفرقة من محافظة الرقة واستمرت الأمطار خلال يوم أمس السبت بينما بلغت كمية الأمطار الهاطلة 3 مليمتر في ناحية المنصورة و 1مم في كل من مدينة تل ابيض ومدينة معدان والجرنية و 1.5 في مركز مدينة الرقة.